خطفوا “تيكتوكر” وهدّدوا والدته بإعادته إليها قِطَعاً


خاص 21 كانون الأول, 2024

في حادثة صادمة، أوقع الحظ العاثر “التيكتوكر” الشاب في شباك عصابة خطف بعدما خطط لتصوير فيديو في البقاع، فتلقّى أهله تسجيلًا يظهر تعرّضه للتعذيب مع طلب فدية قدرها عشرة آلاف دولار

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

كان كلّ همّ “التيكتوكر” الشاب “محمد.ك” أن يجني المال من خلال حصد أكبر عدد من المتابعين، عبر نشر ڤيديوهات يُصورّها بين منطقة وأخرى ومنها خلال توزيعه مُساعدات أُمميّة. لكنّ حظّه العاثر أوقعه في شِباك عصابة أشرار تحترف خطف اليافعين بطرقٍ مبتكرة ومتعددة، لعلّ أبرزها نشرها إعلانات تزعم مُساعدة الأشخاص الراغبين بالسفر الى البلدان الأوروبية.
ماذا حدث مع “التيكتوكر” وماذا طلب الخاطفون من والدته وخالته بعد تهديدهما بإعادته لهما قِطعاً إذا لم تُنفّذا مطالبهم؟
أعلم “محمد.ك” خالته نيته التوجّه صباحاً الى منطقة البقاع بغية تصوير مقطع فيديو على “تيك توك” كونه لديه صفحة على التطبيق المذكور وعدد كبير نسبيّاً من المتابعين، وبعد مرور كامل النهار حاولت خالته “هـ.ر” التواصل معه على رقم هاتفه، فوصلها تسجيل ڤيديو يظهر فيه “محمد” مُكبّلاً ويتعرّض للضرب والتعذيب، كما وصلتها رسائل عدّة على تطبيق “واتساب” من رقم ابن شقيقتها مفادها أنّه مخطوف وطُلب منها دفع فدية عبارة عن عشرة آلاف دولار أميركي، وإلا سيعمد الخاطفون إلى تعذيبه بالكهرباء وتقطيعه إرباً إرباً.
سارعت الخالة إلى فصيلة زقاق البلاط وتقدّمت بادعاء أمامها، وبوشرت التحقيقات على الفور.
أول المستجوبين في القضية كانت الخالة كونها آخر من شاهد المخطوف، فأفادت أنّ ابن شقيقتها “محمد.ك” حضر إلى منزلها وأعلمها أنه سيتوجه إلى البقاع لتصوير فيديو، بغية تنزيله على صفحته على تطبيق “تيك توك” وأعلمها أنّ شخصاً سيقوم بإيصاله إلى هناك دون إعلامها باسمه. في المساء، اتصلت الخالة بابن شقيقتها للاطمئنان عليه، ليصلها فوراً تسجيل ڤيديو يظهر فيه “محمد” من خلاله مُكبّلاً ويتعرّض للضرب، تبعه رسالة من الخاطفين يطلبون فيها فدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أميركي وأمهلوها مدة يومين لتأمين المبلغ وإلا ستستلمه قطعاً، وأضافت المشتكية أنّ آخر تواصل مع الخاطفين كان حوالي الساعة الثانية فجراً حين أعلمتهم أنها لم تستطع تأمين المبلغ فجرى إعطاؤها مهلة إضافية. وأشارت الخالة إلى أنّ “محمد” يملك صفحة على “تيك توك” يصوّر فيها المساعدات التي يُقدّمها للنازحين السوريين من الأمم المتحدة وذلك بهدف الحصول على أكبر عدد من المشاهدين والإعجاب، موضحة أنه لا يعمل أي وظيفة أخرى كما أنه لا خلافات لديه مع أحد.
والدة المخطوف “رويدا” التي كانت موجودة في عمّان يوم عملية الخطف أفادت أنّ نفس الڤيديو الذي ورد لشقيقتها والذي يتعرّض فيه ابنها للضرب، وصلها أيضاً، وأنّ الخاطفين طلبوا منها عشرة آلاف دولار مقابل إطلاق سراحه، فاتصلت حينها بشقيقتها التي أعلمتها أنها على دراية بالأمر وأن الخاطفين طلبوا منها المبلغ نفسه. الوالدة أضافت أنها عادت فوراً الى لبنان وتواصلت مع أقاربها في سوريا فأرسلوا لها مبلغ أربعة آلاف دولار أميركي ثم تواصلت مع الخاطفين دون إعلام الأجهزة الأمنية وتوجّهت إلى البقاع لدفع الفدية واستلام ابنها، ولدى وصولها ترجّلت من الڤان الذي كانت تستقلّه فحضر شخص نحوها سلّمته مبلغ الأربعة آلاف دولار وسلسال من الذهب قيمته نحو ألفي دولار أميركي، وبعد وقت قصير شاهدت ابنها يسير نحوها على قدميه، واستقلا معاً سيارة أجرة عائدين إلى منزلهما، لافتة الى أنها لم تُخبر الأجهزة الأمنية كون الخاطفين قاموا بتهديدها بقتل ابنها.
وأفاد المخطوف بعد تحريره أنه تواصل معه مرة على صفحته، أحد المتابعين ويدعى “عبد الستار” وأعلمه أنه يرغب بالسفر وسأله عن معرفته بأيّ من الأشخاص العاملين في هذا المجال. بضعة أيام مرت قبل أن ينتبه “محمد.ك” إلى صفحة موجودة على تطبيق “تيك توك” تعلن أنها قادرة على تأمين سفر الأشخاص إلى إيطاليا، فتواصل مع صاحبها الذي عرّف عن نفسه بـ “أبو محمد”، ثمّ توجه إلى منزل الأخير برفقة “عبد الستار” وزوجته وأفراد من عائلة الأخير وبعد مرورهم من منطقة قب الياس إلى جسر العاصي، ترجلوا من الڤان وتابعوا الطريق مع شخصين، لاحظ أنهما مسلّحَين، على متن جيب أسود اللون، وبوصولهم إلى منزل “أبو محمد” كان يوجد شخصان أحدهما ملثّم، عندها أيقن أنه تعرّض لعملية خطف.

وروى “التيكتوكر” تفاصيل مطابقة لما أفادت به أمه وخالته، شارحاً بالتفصيل كيف تمّ إطلاق سراحه بعد ستة ايام، مضيفاً أن “عبد الستار” قد حُرّر قبله دون أن يعلم فيما لو كان قد دفع فدية لخاطفيه أم لا.
وبالدراسة الفنية لحركة الاتصالات تمّ الاشتباه بالرقم 78/811… لجهة تورّط مستخدمه بعملية الخطف وتبين أنه “بلال.ن” ، وبعرض صور بعض المشتبه بهم على “محمد.ك” تعرّف على صورة “أحمد.إ” على أنه هو الشخص الذي اصطحبه من بيروت إلى البقاع وعلى “أحمد.ص” الذي شاهده في منزل الخاطفين.
قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب أصدر قراره حديثاً في القضية، التي وقعت منتصف العام 2022 ، معتبراً أفعال المدعى عليهم الثلاث (جميعهم متوارون وموقوفون غيابيا) لجهة تأليف عصابة أشرار بهدف ارتكاب الجنايات على الناس وخطف المدعي وتعذيبه لابتزاز المال من ذويه ينطبق على جناية المادة 335 و639 و569 من قانون العقوبات طالبا إحالتهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us