“سوريا الجديدة”.. تحديات النهوض بالدولة بعد سقوط الأسد!
بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية المدمرة، تدخل سوريا مرحلة جديدة عقب سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
في المقابل، توجه الإدارة الجديدة في دمشق تحديات جسيمة تتعلق بإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار، وسط تطلعات محلية ودولية لطي صفحة الماضي والشروع في حقبة جديدة من السلام والتنمية.
ويعمل أحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة،على تعزيز التعاون الدولي لضمان إعادة الإعمار وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية.
ولتحقيق هذه الغاية، تم تشكيل حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تضم 12 وزيرًا، أبرزهم أسعد حسن الشيباني وزيرًا للخارجية، ومرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع، بالإضافة إلى تخصيص مكتب جديد لشؤون المرأة ترأسته عائشة الدبس لتعزيز دور النساء في المجتمع السوري.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الإدارة الجديدة إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب وإنعاش الاقتصاد المنهار بسبب العقوبات الدولية.
إلى جانب ذلك، هناك جهود مكثفة لتحقيق السلام الإقليمي من خلال بناء شراكات استراتيجية مع الدول المجاورة، مع التأكيد على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الإقليمية لتجنب الانخراط في الاستقطابات السياسية التي أرهقت البلاد في السابق.
في شمال شرق سوريا، تواجه الإدارة تحديًا كبيرًا يتمثل في التعامل مع قضية الأكراد، حيث تبذل الولايات المتحدة جهودًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتنظيم انتقال منظم لدور قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
إلى ذلك، بدأ الدعم الدولي لسوريا الجديدة يتبلور بشكل واضح، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء المكافأة التي كانت مرصودة للقبض على أحمد الشرع، في خطوة تعكس استعداد واشنطن للتعاون مع الإدارة الجديدة.
كما أجرت الإدارة لقاءات دبلوماسية مع ممثلين عن الأمم المتحدة ودول غربية، ركزت على إعادة الإعمار وتعزيز التنمية الاقتصادية وتخفيف حدة المعاناة الإنسانية.
وفي هذا السياق، تسعى الإدارة الجديدة لتشكيل دولة جامعة تمثل جميع الأطياف السياسية والاجتماعية، مع التركيز على الشفافية واحترام الحقوق. ويتزايد الحديث عن ضرورة تشكيل مجلس انتقالي يضم مختلف القوى السياسية لإدارة المرحلة الانتقالية بشكل عادل ومستدام.