تفاؤل حذر في حركة الأسواق التجارية… وللمغتربين: اشتروا هداياكم من لبنان
ينفض اللبنانيون الغبار عن شوارعهم، والقلق من نفوسهم، ويستعيدون الأمل بعودة الحياة إلى وطنهم. فبعد أن طويت صفحة الحرب، قرر اللبنانيون أن “يعيّدوا” وبفترة قياسية لبست شوارع معظم المناطق حلة العيد، وتزينت الشوارع للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة.
وبعد مرور أربعة أسابيع تقريباً على انتهاء الحرب، ما زالت الحركة خجولة في الأسواق اللبنانية التي لم تستعد عافيتها بشكل كامل.
ويعوّل التجار على حركة المغتربين الذين قد يضخون بعض الأموال في الأسواق اللبنانية ما قد ينعش الحركة التجارية. فلطالما كان المغتربون السند الأساسي للاقتصاد اللبناني في عز الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وأشار رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس لـ “هنا لبنان” إلى أنّ واقع الأسواق يتغير بين يوم وآخر، فحتى أواخر شهر تشرين الثاني كانت الحركة قد سجلت انخفاضاً بنسبة ٧٠%.
موضحاً أنّ التجارة تشكل ثلث الناتج المحلي ونحو ٢٧% من اليد العاملة اللبنانية، وإذا كنا بخير فالاقتصاد أيضاً بخير.
ولفت إلى أنّ هناك تفاؤلاً حذراً بانتعاش الأسواق، والحركة خجولة، إنما أفضل من السابق، والتعويل على المغتربين، ولكن معظم هؤلاء يشترون حاجياتهم وهداياهم من الخارج قبل عودتهم.
وتوقع أنه في حال ازدادت رحلات شركات الطيران وارتفعت نسبة المغتربين، يمكن أن تشهد الأسواق تحسناً، إذا قام المغتربون بشراء هداياهم من هنا بدل شرائها من الخارج لتشجيع الأسواق المحلية.
وتقابل حركة الأسواق الخجولة، حركة نشطة في قطاع المطاعم، إذ لفت شماس إلى أنّ حركة المطاعم إيجابية، إلا أنّ القطاعات الأخرى مثل الثياب أو الاحذية والكماليات لم تشهد هذا النشاط في السوق.
وأوضح أنه خلال أسبوع Black friday تحركت الأسواق قليلاً، وساعد ذلك التجار على تصريف مخزونهم إلا أنهم لا يستطيعون البيع دائماً بهذه الأسعار.
وأشار شماس إلى أنّ معظم اللبنانيين ينفقون أموالهم على الأمور الأساسية مثل الغذاء والبنزين والدواء.
وقد أدت الحرب الأخيرة إلى تضرر أسواق كثيرة ومحال تجارية ضخمة، مثل ما حصل في سوق النبطية الأثري، وحتى الساعة فإنّ أحداً لم يتواصل مع أصحاب هذه المحال لمعرفة سبل التعويض عليهم، خصوصاً أنّ كل تأخير بإعادة البناء سيزيد من خسائرهم.
وعن واقع الأسواق المتضررة بسبب الحرب الإسرائيلية، أشار شماس إلى أنّ تجار بيروت شاركوا في الوقفة التضامنية مع تجار النبطية، الأسبوع الماضي بعد أن تدمر سوق النبطية الأثري.
وقال “كلنا يد واحدة من أجل إعادة البناء وإعادة النشاط ونحن على تواصل مع تجار الضاحية للمساهمة في كيفية التعويض وإعادة الإعمار”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 الحواط: العالم خسر بابا الإنسانية والفقراء |  بالصورة: جثة بلا رأس عائمة على سطح المياه في السكسكية! |  تحذير من إشعال النيران تزامناً مع اشتداد الرياح الخماسينية |
