“ضربة معلم” جنبلاطية بإعلان مزارع شبعا سورية… رسالة لقطع الطريق على سلاح “الحزب” المقاوم!
قرأ زعيم المختارة جيداً في السياسة بعد المفاجآت التي حصلت، لذا فتح الباب الدمشقي على مصراعيه داخلاً من منظار تحسين العلاقات اللبنانية السورية، بعدما أنهكها حكم النظام السابق
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
كانت لافتة جداً زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى سوريا، خصوصاً أنه كان السبّاق في دخول قصر المهاجرين بدمشق، على رأس وفد ديني ونيابي وحزبي، للقاء رئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع بعد سقوط نظام الأسد، ويُفهم من هذه الخطوة بحسب ما اعتدنا على زعيم المختارة، أنه قرأ جيداً في السياسة بعد المفاجآت التي حصلت، لذا فتح الباب الدمشقي على مصراعيه داخلاً من منظار تحسين العلاقات اللبنانية – السورية، بعدما أنهكها حكم النظام السابق، فعاد جنبلاط بعد غياب طويل إلى سوريا المحرّرة، حاملاً في جعبته وضع الطائفة الدرزية في سوريا، وكيفية ضبط العلاقة مع الحكم الجديد، لأنّ أكثر ما يهمه إزالة العوائق بين بيروت ودمشق، وطي صفحة الماضي الأليم، وتقديم التهنئة للشعب السوري بعد نيله الحرية.
المختارة تسحب ورقة سلاح حزب الله
إلى ذلك شكلّت زيارة زعيم المختارة إلى دمشق مفاجأة أنتجت عاصفة من الردود التي لم تهدأ بل فتحت باب السجالات، بعد إعلانه أنّ مزارع شبعا سورية وتتبع للقرار 242 الذي صدر بعد حرب العام 1967، ودعا إلى الشروع في ترسيم الحدود بين البلدين، لإظهار حقوق كل منهما في المناطق الحدودية، وقال: “في حال حصل هذا الترسيم على أساس أنّ شبعا لبنانية فسنقبل بذلك”.
هذا الموقف حمل أبعاداً لما أدلى به جنبلاط، فطرح أسئلة عن التوقيت الذي أعلن فيه المفاجأة التي لم يطلقها أحد لغاية اليوم، ما وضع مزارع شبعا في الواجهة مع مستقبل ساخن في العلاقة بين سوريا الجديدة وحزب الله، لأنّ جنبلاط وبموقفه هذا أراد سحب ورقة الحزب، مطلقاً رسالة غير مباشرة عنوانها “ما الجدوى من بقاء سلاح حزب الله طالما مزارع شبعا غير لبنانية”؟، وهو الذي يتمسّك بالسلاح تحت هذه الحجة، التي زالت ولم يعد لها أي وجود أو مبرّر، مما يعني أنّ جنبلاط عاد من قصر المهاجرين الجديد وفي الجعبة انقلاب جديد على الحزب، فبدا السبّاق أيضاً في السعي لإخراج لبنان من أتون الحرب، التي فرضها عليه حزب الله، كما اعتبر أنّ التسليم بالهوية السورية لهذه المزارع حالياً، سيشجّع الحكم الجديد في سوريا على إطلاق عملية ترسيم الحدود البحرية والبرية مع لبنان.
عاصفة من الردود على جنبلاط
رداً على الموقف الجنبلاطي، إعتبرت مصادر نيابية ضمن الفريق الممانع خلال حديث لـ” هنا لبنان” بأنّ موقف جنبلاط هذا أساء للسيادة اللبنانية، وتناسى الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن هذه الأرض، وأشارت إلى وجود وثائق وأدلة تؤكد لبنانية هذه المزارع، وهي مثبتة كأراضٍ لبنانية منذ اتفاقية الهدنة في العام 1949، ودعت المسؤولين اللبنانيين إلى مطالبة الحكومة السورية بالاعتراف بملكية لبنان لها لوضع حدّ لما يقال. واستنكرت ما يهدف اليه جنبلاط من خلال هذا التصريح.
بدورها استنكرت بلدية شبعا في بيان تصريح جنبلاط ، ورأت أنّه لا يعكس حقيقة التاريخ والجغرافيا، فالمزارع جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية، وأي تصريحات أو محاولات للتشكيك في هذا الحق، تعتبر مساساً بكرامة أبناء شبعا وحقهم المشروع في أرضهم. وطالبت جميع الأطراف السياسية بتوخي المسؤولية في تصريحاتهم، والابتعاد عن المواقف التي قد تسهم في تعقيد الواقع الراهن وزيادة الانقسامات، ودعت الدولة اللبنانية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية، لتثبيت الحق اللبناني في مزارع شبعا.
كما صدر بيان عن هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا، أحالت فيه جنبلاط إلى القرار ١٧٠١ الذي يتحدث عن المزارع، ويؤكد على القرار ٤٢٥ ولم يذكر أبداً القرار ٢٤٢ في ما يخصها. وسألت الهيئة كيف يمكن الترسيم وهو مرسّم أصلاً، في ظلّ تمدّد إسرائيل داخل الأراضي السورية؟
مصادر الاشتراكيين: المزارع سورية في سجلات الأمم المتحدة
وعلى خط مغاير أشارت مصادر اشتراكية لـ”هنا لبنان” إلى ما صدر عن الحوار الوطني الذي عقد في آذار العام 2006، حول ملف مزارع شبعا، إذ أجمع الحاضرون على لبنانيتها، وقالت: “إذا كانت هنالك شكوك فلتعتمد كل الإجراءات الرسمية والأصول المعتمدة لدى الأمم المتحدة، مع الإشارة إلى أنها سورية في سجلات الأمم المتحدة ، التي لم تعترف بالخرائط التي أرسلها لبنان لها، والمطلوب اليوم من الحكومة السورية الجديدة حسم هذه المسألة”.
ورداً على سؤال حول وضع جنبلاط حدّاً لذريعة حزب الله بالتمسّك بسلاحه بحجة احتلال إسرائيل لمزارع شبعا، ختمت المصادر الاشتراكية: “نشدّد على ضرورة توضيح الحقيقة في هذا الإطار، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، من ناحية احتفاظ حزب الله بسلاحه لهذه الغاية، وإذا جاءت النتيجة عكسية فما هي حجة بقاء السلاح غير الشرعي؟