في لبنان.. “فول مدمّس” بالكبتاغون!
أحبطت الأجهزة الأمنية المختصة عملية تهريب أكثر من 300 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون عبر مرفأ بيروت وألقت القبض على صاحب الشحنة وبعض المتورطين الذين خبّأوا المخدرات داخل معلّبات الفول المدمّس والحمص الحبّ
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
عملية تهريب أكثر من 300 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون من لبنان إلى بلجيكا عبر مرفأ بيروت أفشلتها الأجهزة الأمنية المختصّة، والتي ألقت القبض على صاحب الشحنة وبعض المتورطين معه ممن خبّأوا المخدرات داخل معلّبات الفول المدمّس والحمص الحبّ. فوراً، بوشرت التحقيقات في القضية وتمّت مصادرة المستوعب قبل شحنه بساعات قليلة وضُبطت الممنوعات فيما تبين أنّ هناك أكثر من ٩ أشخاص متورطين بتلك العملية.
بتاريخ 8 آب الماضي، وصلت معلومات إلى مفرزة مكافحة المخدّرات في مرفأ بيروت من أحد العاملين في مجال الشحن وتخليص المعاملات الجمركيّة، حول الاشتباه بشحنة مواد غذائية بصدد الإعداد والتحضير لشحنها إلى بلجيكا على متن إحدى المستوعبات، وبتفتيش المستوعب المذكور بحضور مخلّص البضائع “ر.ج” تبيّن أنه يحتوي على معلبات حمّص وفول وكراتين بداخلها أكياس بطاطا تشيبس من ماركات معروفة، لكن لوحظ وجود فوارق ومغايرات في ألوان بعض المعلبات التي تحتوي على الفول المدمّس لناحية الطباعة ولون المعدن المصنوعة منه. بالكشف على هذه العلب المشبوهة تبين أنها تحتوي على حبوب صغيرة الحجم تحمل شعار الكبتاغون. وتمّ التدقيق في المعاملة، فتبين أنّ صاحب البضاعة هو المدعى عليه “علي.خ” الذي تمكنت دورية من الجمارك من توقيفه لاحقاً في محلة عنجر.
أجهزة الجمارك باشرت تحقيقاتها على الفور وجرى الاستماع إلى المخلّص الجمركي “ر.ج”، فأفاد أنّ صاحب البضاعة هو أحد زبائنه وقد طلب منه تصدير كمية من المواد الغذائية إلى بلجيكا وأنّ البضاعة تلك حُمّلت من مستودع في محلّة عاليه على مسؤولية صاحبها وهو ليس سوى وسيط للشحن ولا علاقة له بها.
بالاستماع إلى “علي.خ” (صاحب الشحنة) أفاد أنه يعمل في مجال التجارة منذ خمس سنوات ويملك مكتباً في إسطنبول وهو يتنقل بين لبنان وتركيا وله معارف من التجار الأتراك والسوريين بينهم التاجر “محمد.أ.ك”(سوري) الملقب “أبو جهاد” الذي يقيم في مدينة مرسين التركية ويتاجر بالمواد الغذائية، وأنه هو من طلب منه تحضير شحنة المعلبات المضبوطة بغية تصديرها إلى بلجيكا كما كان بصدد شحن مستوعب آخر من شوكولا “الوايفر” من طرابلس إلى الوجهة عينها.
شرح “علي.خ” كيف طلب منه “أبو جهاد” شراء كمية من علب الفول المدمس والحمص الحب لتصديرها إلى أوروبا على أن تكون جودتها العالية، وبالفعل أرسل له عيناتٍ منها بواسطة البريد السريع، إلى أن رسى الأمر على منتوجات إحدى الشركات المعروفة بحيث اشترى منها 1700 صندوق من الفول المدمّس زنة العبوة منها 850 غراماً يحتوي كل صندوق على 12 علبة و100 صندوق من الحمص الحب سعة الصندوق 24 علبة، أودعها في مستودع في منطقة عاليه احتفظ هو بنسخة من قفل مفتاح المستودع و”أبو جهاد” بنسخة ثانية، مشيراً الى أن الأخير هو من استأجر المستودع ودفع الأجرة وتمّ تحميل البضاعة إلى مرفأ بيروت بعد عشرة أيام، مضيفاً أنه يعتقد أنّ “أبو جهاد” هو من دسّ المخدّرات في المعلبات دون علمه وبدّلها مع الشحنة التي اشتراها، وأنه تعرّض للخديعة، قائلاً أنّه قبض عمولة 100 دولار أميركي عن شراء المعلبات و5% من المعمل الذي اشترى منه، نافياً علاقته بالمخدرات.
هذا وبلغت زنة حبوب الكبتاغون 381 كلغ ، تمّ ضبطها وأودعت في كلّ من مكتب مكافحة المخدرات المركزي والمختبرات الجنائية ورئاسة مصلحة المراقبة في المجلس الأعلى للجمارك.
وقد اعترف “ر.ج” أنه يتعاطى حشيشة الكيف ويستحصل عليها من “وازن.خ” وهو نزيل إحدى السجون وبحقه أكثر من سبع أسبقيات تعاطي وترويج مخدرات. وقد أنكر الأخير ما أسند اليه، فيما تبين أنه موقوف بدعوى أخرى بترويج المخدرات وبحقه أكثر من أربع أسبقيات.
كما أفاد “ر.ج” أنه تعاطى حشيشة الكيف مرتين أثناء قيامه برحلة صيد حيث التقى أحد الأشخاص صدفة وقدَ له سيجارتي حشيشة، ولما سأله عن اسمه أخبره أنه يدعى “أبو علي.أ”، وبيّنت التحقيقات ضلوع “علي.خ” و”محمد.أ.ك” و”ووائل.ض”(سوريان) في تهريب المخدرات والأولان في تعاطيها أما المدعى عليهم “وازن.خ” و”رفيق.أ” فبالاتجار بها. ووفقاً لما آلت إليه نتائج التحقيقات، أصدر قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب قراره الظني طالباً محاكمة المدعى عليهم أمام محكمة الجنايات وفقاً للجرائم المسندة إليهم(125 مخدرات أو 127 منه)، كما أمر بتسطير مذكرة تحرّ دائم توصّلاً لبيان كامل هوية كلّ من “عبد اللطيف.ن” و”أبو سليم.ج” و”أبو علي.أ”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ابتزّوه بـ “مسائل جنسيّة” وتقاضوا 80 ألف دولار | بلبلة حقائب الدبلوماسيين.. الحزب “محشور” وأمن المطار مهدّد | خطفوا “تيكتوكر” وهدّدوا والدته بإعادته إليها قِطَعاً |