حراكٌ رئاسيّ مكثّف بعد عطلة الأعياد.. و3 سيناريوهات تُحاكي “تعطيل” الانتخاب!

لبنان 30 كانون الأول, 2024

يومًا بعد آخر، يقترب موعد الجلسة النيابيّة المخصّصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية في 9 كانون الثاني. وفيما لا يزال التوافق غير متوفّر حتى اللحظة، تتّجه الأنظار نحو الفترة الفاصلة، ما بين انتهاء عطلة الأعياد، وموعد الجلسة المرتقبة، وسط توقّعات بأن تشهد حراكًا لافتًا إن كان في الداخل أو صعيد الزوار الدبلوماسيّين، سعيًا لإرساء التفاهم.

تتقلص إذًا، المدة الفاصلة، عن موعد جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني، والفجوات بين الكتل النيابية تتوسّع. هكذا تبدو الصورة مع الضبابية التي تلفّ الاتصالات الهادفة إلى الاتفاق، على مرشح إجماع يصار إلى انتخابه في الجلسة، بحسب صحيفة “الأنباء” الإلكترونية.

برّي: حاسم في جلسة انتخاب الرئيس

من جانبه، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه “حاسم في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في 9 كانون الثاني، حتى لو اتجه إلى القيام بأكثر من دورة في الجلسة نفسها”.

بري قال لصحيفة “النهار”: إنّ “المهم أن ينتخب البرلمان رئيسًا ويتحمّل النواب مسؤولياتهم، حيال هذا الواجب الدستوريّ”.

3 سيناريوهات لتعطيل انتخاب الرئيس

في سياق متصل، اتهمت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية، غالبية القوى السياسية بقصر النّظر وعدم التّنبّه لما يجري من حولهم من تطورات، معتبرة أنّ لبنان لن يكون في مأمن من تداعياتها ومخاطرها، إذا لم تتدارك هذه القوى مسؤولياتها بالعمل على تحييد البلد، والذهاب إلى انتخاب رئيس جمهورية في التّاسع من كانون الثّاني.

وتحدثت المصادر عن ثلاث سيناريوهات يجري العمل عليها لتعطيل انتخاب الرئيس، تنطلق من المواقف المتقلبة لرئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي يعارض بشدة ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو بذلك يسعى إلى إعادة ترميم العلاقة مع “حزب الله”. لكنه لغاية الآن لم يحصل على رد إيجابي من الحزب، تحاشيًا لردة فعل رئيس مجلس النواب “نبيه بري”، لأنّ حزب الله لا يرغب بالخروج من تحت عباءته في هذه الظّروف. لكن الحزب وباسيل متفقان على مبدأ تأجيل انتخاب الرئيس في هذه الفترة، حتى جلاء الصورة في المنطقة وتحديدًا في سوريا.

أمّا في حال فشل التّنسيق بين الحزب والتيار، فترى المصادر أنّ باسيل قد يسعى إلى قطع الطريق على رئيس حزب القوات سمير جعجع، للذهاب إلى تأييد قائد الجيش إذا ما وجد أن بري وكتلة الّلقاء الديمقراطي والتّكتل السّني المرتقب تشكيله، يدعمون العماد جوزيف عون، فعندها لن يتردد في قلب الطاولة وإعلان ترشحه للرئاسة كمرشح من قبل التكتلين المسيحيين الأكبر القوات والتيار الوطني الحر. لكن هذا الترشيح سيبقى ناقصًا إذا لم تبادر الكتل الإسلامية إلى تبنيه.

وإذا لم يحصل ذلك، فقد يؤدي إلى عودة الانقسام العمودي في المجلس بين الكتل المسيحية والمسلمة، ما يهدد الشراكة داخل مجلس النواب وينعكس سلبًا على انتخاب الرئيس، بحسب المصادر التي توقعت أن تسفر الاتصالات مع بداية العام الجديد، التي سيجريها كل من الموفد الأميركي “آموس هوكشتاين” والموفد الفرنسي جان إيف لودريان والوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان، في حلحلة العقد ويرفع من حظوظ قائد الجيش، على أن تظهر نتائجها الإيجابية في جلسة 9 كانون الثاني.

المصادر أشارت أيضًا، إلى زيارة خاطفة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت لتمضية عيد رأس السنة مع القوات الفرنسية العاملة في نطاق اليونيفيل، ومن المتوقع أن يلتقي المسؤول الفرنسي قائد الجيش في اليرزة.

في السياق، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية لـصحيفة “الجمهورية” أنّ الوفد الفرنسي يحمل رسالة بالغة الأهمية من الرئيس إيمانويل ماكرون، تشدّد على مجموعة ملاحظات، أبرزها عدم تفويت الفرصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدّد، لئلا يُسجّل على اللبنانيين عجزهم عن الإفادة من لحظة بالغة الحساسية في وقت تعيش المنطقة مخاضًا عسيرًا.

حراكٌ رئاسيٌّ مكثّف ينطلق الخميس

في هذا الإطار أيضًا، أشار موقع mtv، إلى أنّه ينطلق يوم الخميس، في الثاني من كانون الثاني، حراكٌ رئاسيّ جدّي، سعيًا لإنقاذ جلسة التاسع من كانون الثّاني، التي لن تنتهيَ، حتى الآن، بانتخاب رئيس، في ظلّ تعذّر تجاوز أيّ مرشّح عتبة الـ 65 صوتًا، إن استمرّت مواقف الكتل النيابيّة على ما هي عليه.

الحراك الأكثر جديّةً، ستقوم به المملكة العربيّة السعوديّة، عبر وفدٍ سيزور بيروت برئاسة وزير الخارجيّة الأمير فيصل بن فرحان مطلع العام الجديد، وهي الزيارة الأعلى مستوى لشخصيّة سعوديّة إلى لبنان منذ 14 عامًا.

وعلم موقع mtv، أنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعيدًا عن الإعلام، تحضيرًا لزيارة رأس الدبلوماسيّة في المملكة، واتّفقا على موعد اللقاء في النصف الثّاني من الأسبوع الجاري.

وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لزيارة كان قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى السعوديّة.

كذلك ستُستأنف يوم الخميس الاتصالات واللّقاءات بين الكتل النيابيّة، وخصوصًا المعارِضة، في ظلّ ترقّبٍ لموقف رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع الذي لم يتبنَّ ترشيح أيّ اسمٍ حتى الآن.

كما علم موقع mtv، أنّ الاتصالات غير المباشرة بين بري وجعجع ستنشط أيضًا في الفترة الفاصلة بين مطلع العام الجديد وموعد الجلسة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us