الكوارث تخرب كيمياء الدماغ

صحة 30 كانون الأول, 2024

تؤثر الكوارث مباشرة على كيمياء الدماغ وتُحدث اضطرابات فيها تؤثر على وظائف عقلية ونفسية أساسية، خصوصاً القدرات المعرفية والإدراكية والسيطرة على العواطف وتفاعلاتها والتحكّم بأحوال المزاج وتقلباته وما إلى ذلك.

وفي بحث نشره أخيراً مركز أميركي عسكري متخصص في الاضطرابات النفسية التي ترافق الكوارث ، قدَّمت مجموعة من العلماء رؤية علمية متبصرة عن الاضطرابات التي تحدث في كيمياء الدماغ، عقب تعرض الانسان لحوادث تترك أثراً نفسياً وعقلياً قوياً، مثل الكوارث الطبيعية والحروب والاغتصاب والتعذيب وحوادث الارهاب وتحطّم الطائرات وغيرها.

وبصورة عامة، تشتهر تلك الأنواع من الحوادث بأنها تؤثر على الناس بطرق عدة، مما يؤدي إلى معاناة كثيرين للقلق والتوتر والإحساس بالتزعزع النفسي الشديد وغيرها. وقد تستمر تلك المعاناة لفترات متفاوتة.

وفي الغالب، يشير المتخصصون في الطب النفسي إلى هذا النوع من المعاناة المتشابكة بمصطلح “اضطراب ما بعد الشِدّة النفسية”، وهي ترجمة لعبارة Post Traumatic Stress Disorder واختصاراً “بي تي أس دي” PTSD.

علاجات مستقبلية لـ”اضطراب ما بعد الشِدّة النفسية”

وتذكيراً، تشمل أعراض ظاهرة “بي تي أس دي”، الكآبة والاضطرابات في النوم، والاستعادة المتكررة للمشاعر والأحوال التي رافقت الكارثة، ونوبات غضب متكررة تنفجر لأسباب صغيرة، والانخراط في سلوكيات مؤذية للذات قد تشمل تعاطي مواد مؤثرة نفسيّاً وربما تصل إلى الانتحار وغيرها

وفي منحىً مفتوح على المستقبل، أعلنت المجموعة العلمية التي أنجزت ذلك البحث، أن وقف تأثير الاضطرابات التي تحدثها الكوارث على أحد المركبات الكيماوية في مناطق معينة داخل الدماغ قد يُساعد في الشفاء من حالة “بي تي أس دي”. وبالتالي، فقد دعتْ تلك المجموعة نفسها إلى التوسع في إجراء بحوث عن ذلك المنحى، باعتبار أنه يفتح آفاقاً جديدة في علاج “اضطراب ما بعد الشِدّة النفسية”.

وبالاستعادة، يذكر أن دراسة أجراها الجيش الأميركي في العام 2004 خلصُتْ إلى أن واحداً من بين 8 جنود أميركيين عانوا من حال “بي تي أس دي” بعد عودتهم من العراق.

وفي وقت سابق أيضاً، أوردت “هيئة الاذاعة البريطانية” أن “المعهد الوطني للتفوق في الصحة والرعاية الطبية” National Institute for Health and Care Excellence يقدرّ أن 5 من بين 100 رجل و 10 من بين 100 امرأة في المملكة المتحدة يعانون من “بي تي أس دي” في فترة ما من حياتهم.

ولا يتوافر راهناً أدوية لعلاج تلك الظاهرة. ولذا، يعمد الأطباء الى وصف العلاجات المضادة للكآبة والمنومات للتخفيف من عوارض “بي تي أس دي” وما يتصل بها من مشاعر وانفعالات مؤلمة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us