هل تنسحب كوريا الجنوبية من مشاريع الفحم؟
تناقش كوريا الجنوبية، التي استثمرت مليارات الدولارات في مصانع الفحم الخارجية، ما إذا كانت ستتوقَّف عن تمويل المزيد من المشاريع الخاصة بالفحم وسط ضغوط لتسريع جهود المناخ قبل قمة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الأسبوع المقبل.
وتأتي المناقشات بعد ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تريد من الدولة الآسيوية التوقف عن دعم تطوير محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج، وكذلك تعزيز أهداف خفض الانبعاثات في الداخل، وفقاً لمسؤولين حكوميين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
قمة المناخ الافتراضية
ووصل “جون كيري” مبعوث الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لشؤون المناخ إلى العاصمة “سيول” هذا الأسبوع لإجراء محادثات قبل قمة المناخ الافتراضية في البيت الأبيض في 22 أبريل. و طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من كوريا الجنوبية مراجعة إمكانية الانسحاب من مشاريع محطات الفحم في فيتنام وإندونيسيا، طبقاً لما قاله أحد المصادر.
و طلب البيت الأبيض أيضاً أن تزيد كوريا الجنوبية من هدفها لخفض الانبعاثات، أو المساهمة الوطنية المحددة، لكن من غير المتوقَّع أن تتمكَّن الدولة من مراجعة هدفها خلال القمة المزعم عقدها في البيت الأبيض، نظراً لأنَّه لم يكن هناك نقاش كافٍ داخل الحكومة، وفقاً لمصدرين مطَّلعين على الأمر.
وأضافت المصادر أنَّ المساهمات الوطنية المحدَّدة بشأن جهود المناخ في كوريا الجنوبية، التي تهدف حالياً إلى خفض الانبعاثات بنسبة 24.4% مع حلول عام 2023 من مستويات عام 2017، من المرجَّح أن يتم تعديلها في وقت لاحق من هذا العام؛ فقد أشار الرئيس “مون جاي-إن” إلى رغبته في تعزيز الهدف قبل انتهاء ولايته في مايو 2022.
تعزيز الطاقة النظيفة
وذكرت صحيفة “ماييل بيزنس” في وقت سابق أنَّ الوزارات المعنية تستعد لإعلان إنهاء تمويل الدولة لمشروعات الفحم الخارجية خلال القمة، في حين أنَّ وزارة التجارة والصناعة والطاقة رفضت التعليق على الأمر.
وركَّز المستثمرون العالميون بشكل متزايد على تطورات تمويل كوريا الجنوبية لمشاريع الفحم الخارجية، خاصةً بعد أن وضعت الدولة خطَّة بقيمة 35 مليار دولار العام الماضي لتعزيز مصادر الطاقة منخفضة الكربون، وتعزيز الصناعات الخضراء محلياً.
ووافقت شركة “كوريا إليكتريك باور” Korea Electric Power Corp، المعروفة باسم “كيبكو”، العام الماضي على خطط للاستثمار في مشروع “فنغ أنغ2” Vung Ang2 في فيتنام، ومحطات جاوا 9&10 Jawa في إندونيسيا، على الرغم من أنَّها أشارت منذ ذلك الحين إلى أنَّها لن تمول أي تطويرات جديدة.
كما تعهدت الشركات الخاصة بما في ذلك شركة “سامسونج” بعدم الانضمام إلى مشاريع الفحم الجديدة في الخارج بعد استكمال خطوط الأنابيب الحالية من التطوير.
وقال “هونغ جونغ هو” الأستاذ في كلية الدراسات البيئية بجامعة “سيول” الوطنية عبر مكالمة هاتفية، “إنَّه نظراً لهدف حيادية الكربون لكوريا الجنوبية، وموقفها الاقتصادي، فمن المنطقي أن يُطلب من البلاد الانسحاب من مشاريع الفحم في إندونيسيا وفيتنام، مضيفاً أنَّ هناك نقاشاً مستمراً لإلغاء محطات الفحم التي هي قيد الإنشاء بالفعل، لذا فإنَّ الانسحاب من المشاريع الخارجية المخطط لها أمر يجب على شركة “كيبكو” النظر فيه بعمق”.
وكانت المؤسسات المالية المدعومة من الحكومة محرِّكاً رئيسياً في قطاع الفحم، فقد استثمرت حوالي 10,7 تريليون وون (9,6 مليار دولار) في مصانع الفحم الخارجية بين عامي 2009 و يونيو 2020، وفقاً لتقرير مشترك صادر عن منتدى الاستدامة الكوري، ومنظمة السلام الأخضر العام الماضي”.
وقال التقرير، إنَّ بنك الاستيراد والتصدير الكوري، وشركة كوريا للتأمين التجاري، وهما أكبر مستثمرين، أنفقا 4,9 ترليون وون، و 4,7 ترليون وون على التوالي على مشاريع خارجية خلال هذه الفترة.
مواضيع ذات صلة :
القيمة السوقية لـ”تسلا” تسجل تريليون دولار | الذهب ينخفض | الذهب يصعد لأعلى مستوياته |