مذكرة التوقيف تُعلق: مواجهة محتدمة بين الأمن الكوري والمحققين

عرب وعالم 4 كانون الثاني, 2025

شهدت كوريا الجنوبية تصعيدًا دراماتيكيًا في الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، حيث أُجبر المحققون على تعليق تنفيذ مذكرة اعتقال بحق الرئيس المعزول يون سوك يول يوم الجمعة، بعد مواجهة مع فريقه الأمني. وأعلن “مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين” (CIO) أن تنفيذ مذكرة التوقيف ضد يون كان مستحيلًا بسبب المخاطر على سلامة الموظفين.
وقرر المحققون التوقف عن تنفيذ مذكرة الاعتقال، على خلفية تجمع الآلاف من أنصار يون أمام مقر إقامته، رافعين الأعلام الأميركية ولافتات تطالب بوقف تنفيذ مذكرة الاعتقال.
في حين تمّ تشكيل جدار بشري من قِبَل حوالي 200 عنصر من قوات الأمن الرئاسي والجنود الموالين للرئيس المعزول يون سوك يول.
وتولى هؤلاء العناصر تنظيم أنفسهم عند مقر إقامة الرئيس المعزول، حيث شكّلوا حاجزًا بشريًا متينًا منع الشرطة والمحققين من الوصول إلى المقر.

وقال مكتب التحقيق في بيان: “تقرر أن تنفيذ المذكرة كان مستحيلًا على أرض الواقع بسبب المواجهة المستمرة”، مشيرًا إلى أن الوضع في محيط المقر كان متوترًا للغاية، حيث تجمع الآلاف من أنصار يون للاحتجاج.

وكانت المعارضة قد اتهمت يون بمحاولة قيادة انقلاب عبر فرض الأحكام العرفية، وهي تهمة قد تعرضه للسجن مدى الحياة أو حتى الإعدام.

يشار إلى أنّ الأزمة في كوريا الجنوبية قد بدأت في الثالث من كانون الأوّل عندما أعلن يون الأحكام العرفية بشكل مفاجئ وأمر بنشر الجيش في البرلمان، مبررًا ذلك بوجود “تهديد للاستقرار الوطني”.
وأثار هذا القرار استياء شعبيًا واسعًا، حيث اعتُبر خطوة استبدادية تهدد الديمقراطية.
ورغم تراجعه عن القرار واعتذاره للشعب، إلا أن البرلمان صوت لعزله منتصف الشهر نفسه.
من جهة أخرى، صوّت البرلمان أيضًا إلى عزل رئيس الوزراء المؤقت هان داك-سو، الذي كان يتولى منصب الرئيس بالوكالة، بسبب اتهامات بعرقلة التحقيقات.

ورغم عزله، رفض يون الامتثال للتحقيقات، معتبرًا مذكرة الاعتقال غير قانونية وباطلة.
وأكد محاميه أن الإجراءات ضد موكله تفتقر إلى الأساس القانوني، معلنًا اعتزامه اتخاذ إجراءات قانونية مضادة.

وأثارت هذه الأزمة اهتمامًا دوليًا كبيرًا، حيث تستعد كوريا الجنوبية لاستقبال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإجراء محادثات مع المسؤولين.

ومن المتوقع أن تستمر الأزمة السياسية في شلّ المشهد الكوري الجنوبي في الأسابيع المقبلة، مع تعمق الانقسامات بين الحكومة والمعارضة، وتصاعد التوترات بين أنصار يون وخصومه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us