الرياضة لا تفيدك إذا كنت خاملاً وكسولاً

صحة 5 كانون الثاني, 2025

نحن نعلم أن الجلوس لفترات طويلة مضرّ بصحتنا. لكن دراسة جديدة تضيف تفصيلاً مهماً، وكذلك بحث ورد في مجلة “الكلية الأميركية لعلوم القلب” American College of Cardiology، بأنك إذا كنت تقضي أكثر من 10 ساعات ونصف الساعة يومياً جالساً أو مستلقياً، فقد لا تكون التمارين الرياضية المنتظمة كافية للوقاية من ارتفاع خطر الإصابة بمشاكل خطيرة في القلب.

ووفق تقرير عرض تلك التفاصيل ونشره موقع “ساينس أليرت” Science Alert، اقترح فريق علمي من “معهد برود” التابع لـ”معهد ماساشوستس للتكنولوجيا” وجامعة هارفارد أنه يجب وضع مبادئ توجيهية أو إرشادات بشأن الحدّ الأقصى للوقت الذي قد يقضيه الأشخاص في الجلوس، وكذلك الحدّ الأدنى من الوقت الذي يجب تخصيصه لممارسة الرياضة.

في هذا الصدد، يورد طبيب القلب شان خورشيد، من “مستشفى ماساشوستس العام” و”معهد برود”، أن نتائج البحث تفيد بأن “تقليل وقت الجلوس أساسي لتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويشكّل الجلوس لمدّة 10.6 ساعات يومياً حداً فاصلاً قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر فشل القلب والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية”.

وبالتالي، فإن كثرة الجلوس أو الاستلقاء قد يضرّ بصحة القلب، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يتمتعون بالنشاط والحيويّة.

زيادة المخاطر والوفاة

وفي التفاصيل، حلّلت الدراسة بيانات النشاط البدني لـ 89530 شخصاً، يصل متوسط أعمارهم إلى 62 عاماً. وقد طُلب منهم ارتداء أجهزة تتبع اللياقة البدنية لمدة أسبوع، ثم قورنت تلك البيانات بالحالة الصحيّة للمجموعة على مدى فترة متابعة بلغ متوسّطها 8 سنوات.

وفي تلك العيّنة، بلغ متوسط وقت الجلوس 9.4 ساعات يومياً. في المقابل، ظهرت نقطة تحوّل لدى مَن يقضون 10.6 ساعات يومياً جلوساً أو استلقاءً، إذ ظهر أن أولئك الأشخاص معرّضين لخطر الإصابة بفشل القلب أكثر من سواهم بـ40%، في الوقت الذي ارتفع لديهم معدّل الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنحو 54% .

واستكمالاً، فقد بدا واضحاً أن الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة بانتظام واجهوا أكبر المخاطر الصحية الناجمة عن هذا القدر الكبير من وقت الجلوس اليوميّ. ومع ذلك، حتى أولئك الذين تمكّنوا من ممارسة 150 دقيقة أو أكثر من النشاط البدنيّ المعتدل إلى الشديد أسبوعياً، عانوا من تأثيرات صحيّة سلبيّة. وقد زادت إمكانية إصابتهم بقصور في القلب بقرابة 15%، وارتفع معدل الوفيات المرتبطة بأمراض الجهاز الدوري بنحو 33%.

العلاقة غير سببية

بالاسترجاع، ظهرت دراسات سابقة تتحدث عن كيفية “تعويض” الجلوس لممارسة الرياضة. ولم تبدِ الدراسة الجديدة حماسة في تبني ذلك التوجّه.

مع ذلك، يُنظر إلى البيانات التي جمعتها الدراسة الآنفة الذكر باعتبارها غير شاملة بما يكفي لإثبات العلاقة السببية بين الجلوس والمشاكل الكبرى في القلب. وبالتالي، تكتسب نتائج الدراسة أهميتها من رصدها وجود علاقة ارتباطية بين طول فترة الجلوس اليومي والمشاكل الصحية الجدية في القلب، وأنها تتحدّى حتى الممارسة الأسبوعية للرياضة التي أوصت بها درسات سابقة.

يشير الباحثون إلى حجم العينة الكبير واستخدام الأجهزة القابلة للارتداء، إلى جانب الاستعانة بأساليب الذكاء الاصطناعي، كنقاط قوة في الدراسة نفسها.

في المقابل، لفت الباحثون إلى أن عدداً من الدراسات السابقة اعتمد على أسلوب الإبلاغ الذاتي من المشاركين، مع ملاحظتهم أن الناس يميلون إلى التقليل من مقدار الوقت الذي يقضونه في الجلوس كل يوم.

وثمة استدراك واجب مفاده أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة موضوع البحث لا تعني أن التمارين الرياضية غير مهمة، إذ تكرر في النتائج التي خلصت إليها الدراسة، وعلى غرار بحوث علمية أخرى، أن أيّ زيادة في النشاط، حتى لو كانت صغيرة، يمكن أن تساعد في تحسين الصحة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us