رغم التحذيرات… مجلس الوزراء يوافق على تسليم عبد الرحمن القرضاوي للإمارات
فاجأ مجلس الوزراء الأوساط السياسية والقضائية، بسرعة موافقته على تسليم الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، رغم كلّ التحذيرات من تبعات هذا القرار، وذلك استجابة لطلب الاسترداد الذي تقدّمت به السلطات الإماراتية، وتنفيذاً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن مجلس وزراء الداخلية العرب، بناء على فيديو سجّله القرضاوي خلال جولة له في باحة المسجد الأموي في دمشق، هاجم فيه دولاً عربية بينها الإمارات ومصر والمملكة العربية السعودية، واعتبرت الإمارات أنّ ما أدلى به القرضاوي “يشكّل تحريضاً ضدها ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد”.
وفي وقت حذر متابعون من انعكاسات القرار على لبنان، قال مصدر مطلع أنّ “قرار التسليم يقع في مكانه القانوني الصحيح، خصوصاً أنّ المرسوم مبني على مطالعة قانونية للنيابة العامة التمييزية في لبنان، أبدت فيها الأخيرة موافقتها التسليم باعتبار أنّ الجرم المسند إلى القرضاوي الابن ليس جرماً سياسياً”. وأكد المصدر لـ”هنا لبنان”، أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “تلقى اتصالاً من نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات، أعطى فيه ضمانات بعدم تعذيب القرضاوي وتعريض حياته للخطر، وأنّ دولة الامارات باتت في مرحلة متقدمة من مراعاة المعايير الإنسانية وحقوق الانسان، لكن هناك إجراءات تحقيق وملاحقة وفق الأطر القضائية المعتمدة في البلاد”.
وكشف المصدر أنّ تركيا التي كانت حذّرت لبنان من تسليمه “طلبت ضمانات مسبقة من الإمارات أو مصر في حال استرداده وهذا ما حصل”، مستبعداً أن “يؤدي هذا القرار إلى أزمة سياسية أو دبلوماسية بين بيروت وأنقرة”.
وأشار المصدر نفسه، إلى أنّ قرار الحكومة الذي صدر بإجماع الوزراء الحاضرين “يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يلزم لبنان بتلبية الطلب الإماراتي لكون لبنان عضواً في هذا المجلس وموقّعاً على اتفاقياته”، مشيراً إلى أنّ القرضاوي “سيسلّم مجدداً إلى جهاز الأمن العام اللبناني، المكلّف بالتنسيق مع الجهات الأمنية في الإمارات للاتفاق على موعد التسليم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
سلام: في الدورة الثانية جوزاف عون رئيسًا للجمهورية | الحاج: اذا أراد فريق ما تعطيل التوافق فاليتحمّل مسؤوليته | استمرار تراجع أسعار الغاز في أوروبا |