تجار طرابلس: الأسواق ترزح تحت ضغط الأزمات.. وعودة النازحين السوريين تشلّ المبيعات
طرابلس التي تتميز بأجوائها الخاصة واكتظاظ أسواقها الشعبية تعيش اليوم حالة ركود اقتصادي، بسبب عودة النازحين إلى ديارهم في الجنوب والبقاع من جهة وعودة النازحين السوريين إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد من جهة أخرى
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
من يجول في أسواق طرابلس سيلاحظ تراجع عدد الرواد وحركة المبيعات في المحلات التي كانت تستقطب الزبائن من داخل المدينة وخارجها.
طرابلس التي تتميز بأجوائها الخاصة واكتظاظ أسواقها الشعبية تعيش اليوم حالة ركود اقتصادي، بسبب عودة النازحين إلى ديارهم في الجنوب والبقاع من جهة وعودة النازحين السوريين إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد من جهة أخرى، هذا ما يقوله أصحاب المحلات في أسواق المدينة، الذين أكدوا لـ “هنا لبنان” أن المؤسسات التجارية ليست بأحسن أحوالها وكأنها تعيش خارج الزمن على الرغم من أننا كنا في موسم أعياد.
ويقول محمد صاحب محل بياضات لموقعنا “إن حركة المبيعات تراجعت بشكل ملحوظ خصوصاً بعد إسقاط النظام السوري وعودة عدد كبير من اللاجئين الى سوريا، مشيراً إلى ان السوق الطرابلسي كان يعتمد بشكل أساسي على السوريين، حيث أن عودتهم شلّت الاسواق وأوقعت التجار بخسائر”.
أما عمر صاحب محل للألبسة النسائية يقول إنّ “الاسواق شهدت انتعاشاً قبل أشهر بسبب الحرب التي دفعت عدد كبير من المواطنين للانتقال من المناطق التي تعرضت للقصق إلى طرابلس ما أدى إلى زيادة حجم المبيعات وازدهار القطاع التجاري بشكل ملحوظ إلا أنه سرعان ما تبدلت الاحوال مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وسقوط نظام بشار الاسد، حتى عاشت الاسواق حالة ركود اقتصادي خصوصاً بعد عودة السوريين الى سوريا”.
ويتابع: “طرابلس تعتمد كثيراً على السوريين كونها “خزان” النزوح السوري الذي احتضن العدد الأكبر منهم، أما اليوم وبعد عودتهم بدأنا نلحظ مدى تأثيرهم على العجلة الاقتصادية وتحريك الأسواق خصوصاً الاسواق الشعبية”.
بدوره يقول خضر صاحب محل أدوات كهربائية أن “حركة الشراء والبيع أصيبت بشلل شبه تام نتيجة عودة السوريين الى بلادهم، واوضاع التجار تدهورت في الاسواق الشعبية، لا يوجد زبائن وان دخل احدهم الى المحل فيقتصر دخوله على السؤال وليس الشراء. الاوضاع تتجه الى الأسوأ ولا يمكننا أن نعول على الطرابلسيين الذين يعانون أصلاً من اوضاع صعبة وتدهور في قدرتهم الشرائية”.
من جهته يرى أحد التجار ان “حركة البيع خجولة جداً والاضاع لم تعد كما كانت عليه سابقاً منذ ان قرر عدد كبير من السوريين مغادرة لبنان، ورأى ان الطرابلسيين يكتفون بزيارة الاسواق مرة واحدة فيما السوريون كانوا يترددون باستمرار”.
ويوضح جهاد ان “الاسواق ترزح تحت ضغط الأزمات والمبيعات تراجعت بنسبة 70% تقريباً فيما منيت محلات تجارية بخسائر كبيرة ومنها من عجز عن دفع رواتب الموظفين وايجارات المحلات بسبب انعدام البيع خلال الشهر الماضي”.
“هنا لبنان” حاول الاتصال بالجهات المعنية بالقطاع في طرابلس للوقوف عند تفاصيل الموضوع ومعرفة مدى تأثير عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم على حركة البيع والشراء، إلا أننا لم نتمكن من الحصول على اجابة شافية، بعد أن رفض المعنيون التعليق في الوقت الحالي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأساتذة المتقاعدون في التعليم الخاص: لدفع مستحقاتنا وإلّا… | قطاع المطاعم يتحضّر لاستقبال الأعياد والحجوزات مشجعة | هل سيقبل “الحزب” بتجريده من السلاح؟ |