توافق داخلي وخارجي على إسم العماد جوزاف عون وجلسة الخميس لا تزال محفوفة بالمخاطر
لأنّ لبنان بلد العجائب يمكن حصول مفاجآت خصوصاً أنّ الدخان الأبيض لم يخرج بعد من مدخنة الثنائي الشيعي في ظل معلومات عن أنهم مع نواب التيار الوطني الحر سيقومون بوضع ورقة بيضاء في صندوق الإقتراع. وقد يعلق بري الجلسة بعد الدورة الأولى لتبقى الجلسات مفتوحة من أجل المناورة مجدداً… لكن غداً لناظره قريب
كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:
حبس للأنفاس وترقب داخلي وخارجي لما ستشهده جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية اليوم في التاسع من كانون الثاني 2025، وعلى الرغم من أن الكثير من الكتل النيابية حسمت أمرها بشأن هوية الرئيس العتيد أي قائد الجيش العماد جوزاف عون إلا أنّ المشهد لا يزال يخيّم عليه نوع من الغموض في بلد التناقضات الذي يحتاج كل إستحقاق فيه إلى سنتين أو ثلاث كي يتم إنجازه.
الساعات ال24 قبل الجلسة شهدت حراكاً رئاسياً كبيراً على الصعيد الداخلي بغطاء إقليمي وحضور أميركي وفرنسي وسعودي تحضيراً لإستحقاقين سيرسمان مستقبل لبنان أي رئاسة الجمهورية بعد شغور دام سنتين ونصف، ورئاسة الحكومة التي سيكون لها الدور الأكبر في القيام بالإصلاحات وإنتظام عمل المؤسسات. ومع هذين الإستحقاقين سيفتح لبنان صفحة جديدة من تاريخه المثقل بالخيارات الخاطئة والتي دمرته ودمرت مؤسساته الدستورية والمالية والإقتصادية والتعليمية وغيرها على مدى سنوات ولا سيما منذ إستقلاله قبل 81 عاماً.
فهل ستتم عملية إنتخاب الرئيس بطريقة سلسة وفق القانون والدستور أم أن تجربة إنتخاب الرئيس ميشال سليمان ستتكرر وسيصبح جوزيف عون رابع قائد للجيش ينتخب رئيساً لجمهورية لبنان؟
بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” فإن سيناريو إنتخاب ميشال سليمان سيتكرر، وقد حصل توافق أميركي وفرنسي وسعودي وبرضى معظم الدول العربية على إسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، واشارت الى أنه في حال لم يلتزم الثنائي الشيعي بإنتخاب قائد الجيش للرئاسة فسيكون هناك كلام آخر معهم.
أما أولى الخطوات التي ستتم بعد انتخاب الرئيس بحسب المصادر الفرنسية فهو الإنكباب على تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار1701 وتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن.
وفيما أعلنت المعارضة موقفها بتبني ترشيح قائد الجيش أكدت مصادر منها لموقع “هنا لبنان” أن لا خطة بديلة لديها في جلسة إنتخاب الرئيس غداً كما أكد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، واشارت مصادر مقربة من عين التينة أنه في حال سير معظم الكتل النيابية بإسم معين لا سيما جوزيف عون فهي لن تعطل الإستحقاق، وكذلك أعتبرت مصادر حزب الله الى أنه لا مانع لديها في حال الإجماع على عون لا سيما بعد إنسحاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من السباق الرئاسي، إلا أن المخاض يبقى عسيراً حتى اللحظات الأخيرة.
دستورية إنتخاب جوزيف عون قد تشهد جدلاً وقد شبه الوزير والنائب السابق والخبير في الشأن الدستوري بطرس حرب لموقع “هنا لبنان” طريقة انتخاب الرئيس غداً بإنتخاب الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون عبر إيجاد مخارج إستثنائية بسبب الظروف التي حتمت هذه الخيارات، مشيراً الى أن إنتخاب الرئيس سليمان كان نتيجة تسوية سياسية وتوافق عربي ودولي بعد إتفاق الدوحة وبعد أن وضع حزب الله لبنان في حالة تعطيل كامل لا سيما للحياة الدستورية وللوضع الأمني الذي تدهور بشكل خطير وفرضت علينا القبول مرغمين. ويعتبر الوزير حرب أن ما حصل يومها كان “هرطقة دستورية” وممارسة تتكرر تباعاً إعترض عليها آنذاك، وكانت إستناداً للمخرج الذي طرحه الوزير السابق بهيج طبارة أنه في حال نال المرشح الرئاسي أكثر من ٨٦ صوتًا لن يكون هناك تعديل دستوري وسيتعذّر الطعن أمام المجلس الدستوري والإستفادة من المادة الدستورية رقم ٧٤ للتنصل من تعديل المادة ٤٩ .
كما وصف حرب إنتخاب العماد ميشال عون والذي صوت ضده بأنه جاء نتيجة صفقات سياسية مؤسفة بعد سنتين ونصف من الفراغ في سدة الرئاسة بين القوى السيادية وحزب الله كي يكونوا شركاء في السلطة وتكريس لإتفاق حاصل ومعروف مسبقاً.
وحول ما يجري اليوم بشأن انتخاب الرئيس رأى حرب أن هناك إنعدام كامل للرأي المحلي وإضمحلال للقرار السياسي اللبناني مقابل القرار الدولي حيث أن المسؤولين اللبنانيين والكتل النيابية لم يتوصلوا الى طرح يصلح لمشروع الرئاسة وهم في حالة من الضياع، مشيراً الى أنه في السابق وعلى الرغم من الإختلاف بين القوى السياسية إلا أنها كانت تشارك في القرار السياسي وتأخذ بالقرارات الدولية.
وفيما قال حرب أنه يراهن على أن إنتخاب جوزيف عون سيفتح طريقاً جديدة وقد يحصل عون على 86 صوتاً بعد أن قدم الرئيس نبيه بري بمقاربة تسهيلية عبر إعتباره انه في حال حضور الثلثين فيحصل تعديل دستوري ضمني وذلك كي لا يتهم بالعرقلة، إلا أنه إعتبر أن تعديل الدستور الضمني يعتبر “سابقة دستورية” ولا يجب تجاوز الدستور لأنه قد ينسحب على الكثير من التعديلات الدستورية الأخرى.
وحذر حرب من أنه في حال تم إنتخاب الرئيس وفق العقلية السابقة لتسهيل الأمور وتلبية الرغبات الشخصية وليس الوطنية فإن لبنان سيفقد دوره كدولة ويصبح مادة للتبادل وستسقط قدرة لبنان على إعادة بناء دولة القانون والدستور.
وفيما أن لبنان بلد العجائب يمكن حصول مفاجآت في حال تبدلت كلمة السر خصوصاً أن الدخان لا يزال رمادياً ولم يخرج الدخان الأبيض من مدخنة الثنائي الشيعي بعد على خلفية المشاورات التي خاضتها ليلاً في ظل معلومات لموقع هنا لبنان عن أن الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر سيقومون بوضع ورقة بيضاء في صندوق الإقتراع. وأيضاً تداول معلومات بأن الرئيس نبيه بري قد يعلق الجلسة بعد الدورة الاولى لعدة أيام للوصول الى التوافق جول آلية تعديل الدستور، مما يطرح سؤالاً حول عدم الإنتخاب الخميس وإستمرار الجلسات مفتوحة من أجل المناورة مجدداً… لكن غداً لناظره قريب.