أكتاف الرئيس العريضة… وأحلامنا الكبيرة


خاص 9 كانون الثاني, 2025

في صورة جوزاف عون، وفي سيرته، وفي خطابه، آمالٌ كثيرة نضعها على أكتافه العريضة، فقد تعبنا وخابت آمالنا قبله بكثيرين، وها نحن نحمّله اليوم أثقالنا وهمومنا علّ وصوله إلى المنصب الأوّل في هذه الجمهوريّة يفسح الطريق أمام ولادة لبنان الذي نحلم به منذ وُلدنا، فضاع حلمنا مرّةً مع استشهاد بشير، وضاع مرّات في مناكفاتٍ داخليّة، وضاع أكثر حين حوّل حزبٌ لبنان إلى ساحةٍ تحارب نيابةً عن الآخرين

كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهوريّة، لن أتوقّف عند ما قيل في المجلس النيابي أو خارجه من تصريحات. لن أهتمّ بما حصل في الأيّام الأخيرة من تطوّرات. ولن أتذكّر ما شهدته مرحلة الشغور التي أضعنا فيها فرصاً كثيرة لانتخاب رئيس. ولن أشيد بخطاب القسم الذي يرسم خارطة طريق للبنان أفضل وأقوى. سأتوقّف عند أمرٍ آخر، أكثر بساطة من ذلك كلّه ولكنّه، بالنسبة إليّ، أكثر تعبيراً.

سأتوقّف عند النسوة والشباب الذين وقفوا على الطرقات، في العيشيّة مسقط رأس الرئيس الجديد، وفي أكثر من منطقة لبنانيّة، فزغردوا ونثروا الورود وأطلقوا المفرقعات الناريّة ودبكوا واحتفلوا، كلّ على طريقته.

هؤلاء، ببساطة، يريدون وطناً أفضل ويثقون بأنّ جوزاف عون قادر على تحقيق ذلك لهم. المرأة التي حملت سلّةً من الأرزّ، على طريق قصر بعبدا، تهمّها عودة ابنها من الغربة التي سلخت وحيدها عنها. وامرأة أخرى فقدت ابنها في واحدةٍ من الحروب الداخليّة، وهي تريد من العهد الجديد، ألّا يحمل السلاح داخل الوطن إلّا من ينتمون إلى الأجهزة الرسميّة.

وشابٌ قال إنّ وصول عون إلى بعبدا قد يساعده على إلغاء فكرة الهجرة من رأسه. وأبٌ عاش حروباً، منذ وُلد، وينتظر من ابن الجنوب، أن يصنع له وطناً لا يموت فيه الأبرياء، في مغامراتٍ أو نيابةً عن محاور ودول.

في صورة جوزاف عون، وفي سيرته، وفي خطابه، آمالٌ كثيرة نضعها على أكتافه العريضة، فقد تعبنا، تعبنا كثيراً، وخابت آمالنا قبله بكثيرين، وها نحن نحمّله اليوم أثقالنا وهمومنا علّ وصوله إلى المنصب الأوّل في هذه الجمهوريّة يفسح الطريق أمام ولادة لبنان الذي نحلم به منذ وُلدنا، فضاع حلمنا مرّةً مع استشهاد بشير، وضاع مرّات في مناكفاتٍ داخليّة، وضاع أكثر حين حوّل حزبٌ لبنان إلى ساحةٍ تحارب نيابةً عن الآخرين.

بينما كان يسير جوزاف عون، الرئيس – القائد، على السجّادة الحمراء الضخمة على مدخل القصر الجمهوري، ترافقه الطلقات الـ 21، كانت صلواتنا ترافقه، في بلد القدّيسين والمعجزات، علّ لبنان يسير معه على سجّادة العودة إلى الاستقرار والازدهار، فتتحوّل لاءاته التي رفعها في خطاب القسم إلى نعمٍ واحدة كبيرة لـ “الدولة”.

فلنتعلّم، ما من أحدٍ يحمينا إلا الدولة…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us