الرئيس الذي عاش هموم الوطن
لم يأتِ العماد عون إلى رئاسة الجمهورية من مكان غريب عن هموم الوطن والمواطن فهو عاش الكثير من المعاناة مع اللبنانيين، واجه معهم الإرهاب وحلم معهم بأمل الثورة وشعر بمعاناة الإنهيار المالي والإقتصادي، وسئم وعود الإصلاح وتمنى لو لم تقع الحرب وأهوالها، ولذلك فهو يدرك عمق مأساة الوطن والمواطنين وسيرسم خارطة طريق للخروج من نار جهنم
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
يدرك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون حجم الصعوبات والتحديات التي سيواجهها في بداية عهده، فالذين تحكّموا بالبلاد لن يستسلموا بسهولة وسيحاولون وضع العصي في الدواليب علهم يحافظون على مغانمهم ومراكز القوة والهيمنة التي تلطّوا خلفها.
إنّ شخصية العماد عون لن تسمح لهؤلاء بأيّ نوع من التمادي، فهو معروف بحزمه وباتّخاذ القرارات التي تتناسب والمصلحة العامة وهذا ما درج عليه في المؤسسة العسكرية ولم يخشَ الصدام مع أيّّ كان لأنه كان يدرك دائماً أنه على حق وأنّ المفترين لن يتمكنوا من ثنيه عن أيّ قرار أو خطوة.
وإلى جانب هذه الصفات الشخصية يدرك الرئيس عون أنّ أكثرية اللبنانيين تقف إلى جانبه وتدعمه ومستعدة لأن تكون رأس حربةٍ في الدفاع عن الدولة التي نحلم بها والتي فنّد الكثير من جوانبها في خطاب القسم، ولا سيما لجهة الحياد الإيجابي واحتكار السلاح وغيرها من العناوين التي طالما نادى اللبنانيون بها، ويدعم هذا التوجه الشعبي قناعةً لدى كثير من القوى السياسية بأنّ الفرصة متاحة حالياً لبناء دولة فعلية ولبناء شراكة وطنية تقوم على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وأمام القانون واحترام الدستور والمؤسسات.
وإلى كل ما سبق دخل العماد جوزاف عون القصر الجمهوري مسلحاً بدعم عربي ودولي لم يسبق لأحد أن حصل عليه منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم ويفترض أن يترجم أولاً بعودة الدول العربية إلى لبنان ودعمها للبنان وشعبه من خلال استثمارات كبرى، كما أنّ دول العالم وفي مقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية تدعم العهد سياسياً واقتصادياً ولن يسمح العماد عون بتفويت فرصة كهذه فلبنان بحاجة ماسة لهذا الدعم الذي يلاقي الإرادة الداخلية.
لم يأتِ العماد عون إلى رئاسة الجمهورية من مكان غريب عن هموم الوطن والمواطن فهو عاش الكثير من المعاناة مع اللبنانيين، واجه معهم الإرهاب، وحلم معهم بأمل الثورة، وشعر بمعاناة الإنهيار المالي والإقتصادي، وسئم وعود الإصلاح، وتمنى لو لم تقع الحرب ولم نعانِ من أهوالها، ولذلك فهو يدرك عمق مأساة الوطن والمواطنين وسيرسم خارطة طريق للخروج من نار جهنم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
لقاء المصالح | مصائب قوم | دروز سوريا يؤكدون على هويتهم.. وإسرائيل تدعي العمل لحمايتهم |