زيارات رسميّة واجتماعات.. شخصيّات لبنانيّة ودوليّة توافدت إلى بعبدا وأملٌ بعهد مزدهر
بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية، بدأ الرئيس جوزاف عون باستقبال التهاني في قصر بعبدا من مختلف الشخصيات السياسية والدبلوماسية. وشهدت الزيارات تبادلًا للآراء حول القضايا الوطنية الراهنة، وتأكيدًا على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات”.
ميقاتي: سنبدأ بسحب السّلاح
في أول زيارة رسمية، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي قال بعد اللقاء: “سعدت هذا الصباح بالمجيء إلى قصر بعبدا، خصوصًا بوجود فخامة الرئيس العماد جوزاف عون. جددت له بداية تهانيّ الحارة بانتخابه، متمنيًا أن يكون عهده عهد نجاح وازدهار للبنان”.
وأضاف: “خلال اللقاء، بحثنا في العمل الذي تحقق في الفترة الماضية، حيث قامت الحكومة بتصريف الأعمال. وخلال سنتين وشهرين منذ انتهاء عهد فخامة الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء وصدر خلالها أكثر من 1211 قرارًا، كما صدر أكثر من 3700 مرسوم. كل ما قمنا به كان بهدف الإبقاء على عجلة الدولة وتسيير أمورها. وأعتقد أن الجميع شهدوا أننا استطعنا تمرير هذه المرحلة وحافظنا على استمرارية الدولة، وبشكل خاص من خلال العمود الفقري للدولة، وهو الجيش بقيادة العماد جوزاف عون وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه”.
وتابع: “تحدثنا عن التحديات الحالية، وعن خطاب القسم الذي حدد التوجهات لأي حكومة جديدة من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدثنا عن الوضع في الجنوب وضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي السريع والكامل، وإعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات الإسرائيلية على لبنان”.
وأشار إلى أنه “خلال اللقاء، طلب فخامة الرئيس استمرار الحكومة في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، وأن يتم تشكيلها بأسرع وقت ممكن، بإذن الله”.
وردًا على سؤال، قال: “هناك إجراءات دستورية يجب أن تتم، وعملاً بالقول عند كل آذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف، فلكل حادث حديث”.
وعن الحكومة التي يحتاجها لبنان وهل سيكون رئيس الحكومة المقبل، أجاب: “الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة هو الذي سيرد على هذه الأسئلة. ولكن من دون شك، يجب أن تكون الحكومة قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدث عنه فخامة الرئيس. نحن أمام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من أجل إنقاذ الوطن”.
ورًدا على سؤال عن موقف الدكتور سمير جعجع من عدم الاتجاه لتسميته لرئاسة الحكومة المقبلة، قال: “نحن نقدر كل الآراء والمواقف السياسية، ولكل شخص حرية قول ما يريد، وفي النهاية، فإن الإجراءات الدستورية ستأخذ مجراها”.
وعن العناوين التي تحدث عنها الرئيس عون والحكومة التي يمكنها ترجمة هذه العناوين، قال: “الخطوط العريضة التي حددها فخامة الرئيس مهمة جدًا، والنية موجودة لدى قيادة هذا البلد. والكثير من العناوين التي حددها فخامة الرئيس يمكن أن تنجز سريعًا من خلال حكومة نشطة تواكب توجه فخامته”.
وعن قول فخامته بحصرية السلاح في يد الدولة وقرار 1701، قال: “هل ننتظر من رئيس البلاد أن يقول إن السلاح مشرّع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرّع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان، وبالتحديد من جنوب الليطاني، من أجل سحب السلاح، وأن تكون الدولة موجودة على كل الأراضي اللبنانية، وأن يكون الاستقرار بدءًا من الجنوب”.
ميشال عون مجددًا في بعبدا
كما استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ظهراً الرئيس السابق العماد ميشال عون الذي أكّد أنّه “من الواجب أن يزور الرئيس السابق الرئيس الجديد لتقديم التهنئة”.
وقال ميشال عون، بعد زيارة التهنئة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في قصر بعبدا: “جئنا نبارك للرئيس ونتمنى له التوفيق والنجاح في هذه الظروف الصعبة”.
أوّل رئيس يهنّئ عون
في حين استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في زيارة تهنئة، وهي اول زيارة لرئيس دولي للبنان بعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية.
وبعد اللقاء، أعلن الرئيس القبرصي عن موقف بلاده الثابت في دعم لبنان وشعبه، حيث صرح خلال لقائه الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا أنه أراد أن يكون الرئيس الأول الذي يتقدم بالتهاني للرئيس عون بعد انتخابه.
وأكد الرئيس القبرصي خلال اللقاء أن قبرص تقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة المهمة، مشيرًا إلى أنه قدم دعوة للرئيس عون لزيارة بروكسيل، وذلك بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ومن قصر بعبدا أيضًا، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون أن انتخاب الرئيس يشكل محطة أساسية ومهمة للبنان وللشرق الأوسط.
وأوضح أن انتخاب الرئيس سيضمن استقرار لبنان، مما سيسهم في تعزيز العلاقات مع لبنان ويتيح له أداء الدور الذي يستحقه في المنطقة.
كما شدد الوزير الإيطالي على ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار الذي تم بعد الحرب، مؤكدًا أن لبلاده دورًا هامًا ضمن قوات اليونيفيل في هذا السياق.
اجتماع عمل
وكان الرئيس عون استهل نشاطه في اليوم الأول بعد انتخابه بترؤس اجتماع عمل ضمّ: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، ورئيس مكتب الاعلام رفيق شلالا، ومسيّر فرع الشؤون القانونية والدستورية القاضي يحيى كركتلي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية العميد وسيم الحلبي. وقد زوَّد الرئيس عون الحاضرين بتوجيهاته داعيا الى العمل كفريق عمل واحد متعاون انطلاقا ممَّا تضمَّنه خطاب القسم من توجهات.
وعرض المدير العام شقير برنامج عمل المديرية للمرحلة المقبلة، وما تحقق خلال فترة الشغور الرئاسي على الأصعدة التقنية والإدارية واللوجستية. كما قدم له مفكرة أعدها فريق العمل في رئاسة الجمهورية تضمنت ابرز المهام المناطة برئاسة الجمهورية، والملفات التي تتناول المواضيع التي يفترض معالجتها في المرحلة المقبلة.
اتصالات وبرقيات
كما تلقى الرئيس عون سلسلة اتصالات تهنئة لمناسبة انتخابه ابرزها من الرئيس العماد ميشال سليمان، ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير السابق الأمير طلال أرسلان.
كما اتصل مهنئا رئيس الجمهورية كل من ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عبَّاس.
واتصل مهنئا كل من رئيس وزراء هولندا ديك سخوف Dick Schoof ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي ووزير لداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، بالإضافة الى عدد من قادة جيوش الدول الشقيقة والصديقة.
كما تلقى رئيس الجمهورية مزيدا من برقيات التهنئة لمناسبة إنتخابه وادائه اليمين الدستوري، ابرزها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد محمد العليمي، ورئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبّون.
وتلقى الرئيس عون أيضا برقيتي تهنئة من بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ارولدو لازارو ساينس.
مواضيع ذات صلة :
زيارة ميقاتي مقررة قبل انتخاب عون | المواقف المهنئة تتوالى بانتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية | نديم الجميّل: خطاب القسم يفتح صفحة جديدة للبنان نحو الانفتاح والإصلاح |