تزامنًا، تشهد أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاع متوسط.
الخروقات مستمرة… والجيش يوسع انتشاره وسط استعداد البلدات الحدودية للعودة
لبنان
12 كانون الثاني, 2025
تستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عمليات انتهاك عبر قصف وتفجير المنازل في بعض المناطق الحدودية.
وفي آخر التطورات الميدانية، شنت مسيرة إسرائيلية غارة على خراج بلدة جبال البطم ما أدى إلى اندلاع حريق في المكان المستهدف.
جاء ذلك بعد أن عمد الجيش الإسرائيلي في وقتٍ مبكر صباح اليوم إلى تفخيخ خمسة منازل سكنية على الأقل ونسفها في بلدة عيتا الشعب، في خطوة تندرج ضمن سلسلة الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف النار في جنوب لبنان وذلك بحسب الوكالة الوطنية.
كما قامت قوّة من الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على أطراف بلدتي مارون الراس ويارون.
في حين سجل قبل ظهر اليوم توغل قوة مدرعة اسرائيلية مؤلفة من دبابة “ميركافا” وآليتي “هامر” في اتجاه الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس وتمركزها قرب احد المنازل.
وأفيد عن توغل دورية مؤللة للجيش الإسرائيلي باتجاه وادي خنسا وريحانة بري في سهل الماري في منطقة العرقوب.
وفي تطور خطير أمس، نفذّت الطائرات المسيرة المسلحة الإسرائيلية غارة بصاروخين على سيارة في بلدة كونين أدت إلى إصابة شخصين بجروح بحسب بيان مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
بلدات حدودية تحضر للعودة تدريجياً
ومن جانبها، أصدرت بلدية عيترون بيانًا يؤكد على تحضيرات للعودة التدريجية للأهالي إلى بلدتهم، وأعلنت البلدية أنه في إطار خطة العودة، ستُجرى غدًا الاثنين جولة استطلاع ميدانية الساعة العاشرة صباحًا، بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي سيعاود تمركزه في منطقتين بالبلدة، هما البطم الشرقي والباط.
وأكدت البلدية أن عودة الأهالي بشكل دائم سيتم تحديدها في الأيام المقبلة وفقًا للمستجدات على الأرض، مع ضرورة توخي الحذر في التنقل، خاصةً في المناطق الحدودية، وذلك في ضوء وجود ذخائر غير منفجرة وأجسام مشبوهة في المنطقة.
وأعلنت أيضًا بلدية ميس الجبل في بيان رسمي، اليوم الأحد، عن بدء تنفيذ خطة الانتشار التي ستقوم بها وحدات الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل في البلدة والقرى المجاورة. يأتي ذلك في إطار تنفيذ قرار وقف إطلاق النار وإتمام بنوده.
وأوضحت البلدية أن الجيش اللبناني سيتخذ تدابير استثنائية تمنع الدخول إلى البلدة خلال المرحلة المقبلة، ريثما يتم الانتهاء من عمليات الكشف وإزالة المخاطر. وأشار البيان إلى أن الطرقات ستبقى مغلقة بسبب وجود ألغام وذخائر غير منفجرة، تتطلب معالجتها من قبل فرق الهندسة في الجيش.
وأضاف البيان أن الجيش اللبناني بالتعاون مع الفرق الصحية سيعمل على انتشال جثامين الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن الأرض. وأكدت البلدية أن عودة الأهالي ستكون “آمنة وكريمة”، داعيةً السكان إلى التحلي بالصبر والالتزام بتوجيهات الجيش.
ونبهت البلدية إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والمناطق الآمنة، ما يفرض اتخاذ الحيطة والحذر في هذه المرحلة الحساسة، وذكرت أن العودة الآمنة تتطلب التعاون الكامل مع الجهات الأمنية لتجنب أي مخاطر قد تهدد حياة المواطنين.
كما أكدت بلدية ميس الجبل جهوزيتها لمواكبة الجهات الرسمية خلال فترة العودة، والاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار والتعافي التي ستشمل ترميم المنازل والبنى التحتية وإعادة بناء المؤسسات التي دمرتها الاعتداءات الإسرائيلية.
الجيش اللبناني يوسّع انتشاره
من جانب آخر، يستكمل الجيش انتشاره في القطاع الغربي للجنوب، وسط الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واقتراب مهلة الستين يوماً المحددة للانسحاب الإسرائيلي الكامل من الانتهاء.
وخلال اتصال هاتفي برئيس المجلس النيابي نبيه بري، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام فرنسا الاستمرار بدعم لبنان في كل المجالات، لا سيما الجيش اللبناني، والحرص على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، واعداً بزيارة لبنان في القريب العاجل، ومهنئاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومثنياً على دور بري وجهوده بإنجاز الوعد الذي قطعه في سبيل إتمام الاستحقاق في لحظة تاريخية للبنان.
بدوره، شكر رئيس مجلس النواب الرئيس الفرنسي وفرنسا على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان ومشاركتهم في قوات “اليونيفيل” وفي اللجنة الخماسية الفنية التي تشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الخروقات الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل ضمن مهلة الـ60 يوماً من كل الأراضي اللبنانية.
وكانت قد أعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه في بيان يوم أمس السبت، أن وحداتها تواصل الانتشار في مناطق رأس الناقورة – صور وبلدات القطاع الغربي، بما يشمل علما الشعب، الضهيرة، عيترون، بنت جبيل، طيرحرفا، مجدل زون، الصالحني، والقوزح، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
وأوضحت القيادة أن الجيش يعمل على تعزيز التمركز وتأمين النقاط الحيوية بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت أن “الوحدات المختصة تواصل إجراء المسح الهندسي لإزالة الذخائر غير المنفجرة وفتح الطرقات وإزالة الركام”.
مواضيع ذات صلة :
بيان من بلدية بني حيان بشأن “عودة الأهالي” | تحذير إسرائيلي جديد إلى سكان جنوب لبنان! | الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عناصر من “الحزب” لإزالة التهديد |