بعد سلسلة عهود فاشلة وفاسدة… أمل لبناني بما يحمله الرئيس جوزاف عون


خاص 13 كانون الثاني, 2025

يعوّل اللبنانيون اليوم على ما سيقدّمه العهد الجديد بعد العهود السابقة التي باءت بالفشل الذريع، وخاضت حروباً ومعارك عسكرية وسياسية وخلقت تصادمات داخلية وفراغات رئاسية وحكومية ومؤسساتية وتمديدات عشوائية في عدّة إدارات عامة في الدولة


كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

“من فرح الناس عرفنا، أنك جايي عرفنا”… عبارة تختصر شعور اللبنانيين الذين انتظروا طويلاً انتخاب رئيس حقيقي، توافقي، غير طائفي، واستثنائي للجمهورية اللبنانية، والأهم أنه رئيس وطني بامتياز، رئيس لكل لبنان من دون أيّ استثناءات ،”الرئيس العماد جوزاف عون”.
ويعوّل اللبنانيون اليوم على ما سيقدّمه العهد الجديد المنتظر، خصوصاً بعد العهود السابقة التي باءت بالفشل الذريع، والتي تسببت بانهيارات كبرى في الاقتصاد والتربية، والصحة.. تلك العهود التي خاضت حروباً ومعارك عسكرية وسياسية وسط تدخلات خارجية، العهود التي خلقت تصادمات داخلية وفراغات رئاسية وحكومية ومؤسساتية وتمديدات عشوائية في عدّة إدارات عامة في الدولة…

فاليوم، يأتي أخيراً “الرئيس المنقذ”، المنتظر والمحبوب ليستثمر كل طاقته وديبلوماسيته وصلابته وحكمته وصلاحياته للدفاع عن لبنان واللبنانيين بوجه كل عدو خارجي أو داخلي، وتحصين لبنان عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، والعمل على استئصال يد الفساد من الدولة، لتبدأ حينها “العملية القيصرية”، من خلال المرور بسلسلة مراحل وطرق علاجية، للتعافي التام، ولإعادة لبنان إلى الخارطة التي تليق به…
الآمال كلها معلقة على أداء الرئيس عون، والتمنيات كبيرة بإنجاز كل ما لم ينجز في العهود السابقة، والأيادي البيضاء مرتفعة عالياً لتشدّ على يد الرئيس الجديد، ومن أجل انتشال لبنان من كل الوحول التي مرّ بها في العهود السابقة. فهل ينهي الرئيس جوزاف عون معاناة اللبنانيين؟
في هذا الإطار، يؤكد الصحافي علي حمادة في حديث لـ”هنا لبنان” أنّ الآمال المعقودة على عهد الرئيس جوزاف عون كبيرة، وخصوصاً بأنه يأتي من خارج التركيبة التقليدية السياسية التي عرفناها، ولا سيما أنّه في فترة قيادته الجيش تميز بالصرامة والنزاهة والفعالية والكفاءة، وعملياً فهو صاحب خبرة إدارية كبيرة، وخبرة في إدارة مؤسسة من أدق المؤسسات ، وربما المؤسسة الأخيرة والوحيدة في لبنان التي كانت لا تزال تعمل، والتي تمثل صورة مصغّرة عن لبنان. وبالتالي، انتقال الرئيس جوزاف عون من المؤسسة العسكرية إلى رئاسة الجمهورية هو بمثابة أمر طبيعي بالنسبة إليه، فهو يعرف الحساسيات، التوازنات، ويعرف دقائق الأمور في كل المناطق وبين جميع القوى السياسية والشرائح الشعبية، مضيفاً أنّ الرئيس عون قدّم نفسه دائماً بأنه ليس رجل محاصصة، وليس رجل بازار وصفقات جانبية هنا وهناك. وبالتالي، الرئيس عون لم يأتِ من فراغ جيو -سياسي، كما أنه لم يأتِ كتتمة واستمرارية لوضع قائم، بل هو آتٍ بمرحلة انقلاب جيو-سياسية كبيرة في المنطقة، في سوريا في لبنان وفي كل مكان من المنطقة، وهذا الانقلاب مستمر في اليمن والعراق وقد يصل إلى الداخل الإيراني لاحقاً.
أمّا عن الآمال المعقودة على عهد الرئيس جوزاف عون، فكرر حمادة أنّ الآمال كبيرة، ولكن علينا أن نكون حذرين، لأنّ الرئيس أولاً لا يحمل “عصا سحرية”، وكل ما ورد في خطاب القسم هو مجموعة أفكار وتوجهات ومناخ يضفيه على البلاد، لكنها ليست عناوين تنفيذية، شارحاً أنّ العناوين التنفيذية تحتاج إلى لعبة سياسية داخلية، لعبة سياسية وديبلوماسية- خارجية، وكل العناوين المطروحة تعكس توجهاته ومناخه الشخصي ومناخه السياسي وكيف ينظر إلى البلاد. ثانياً، هناك قوى سياسية تقليدية، وأحزاب، وشخصيات ، وزعامات تنتمي إلى المرحلة السابقة ولديها حيثيات طائفية وشعبية ومناطقية، والرئيس عون مضطر أن يتعامل معها، ويناور معها وضدها في آن معاً، خصوصاً وأنّ هذه القوى لا تريد التغيير، وتفضل أن يبقى القديم على قدم، وبالتالي فإنّه سيواجه مصاعب وعقبات وستشنّ عليه بعد “شهر العسل” الحملات، وسيختلف مع قيادات سياسية هنا وهناك وسوف تكون أمامه ملفات خطيرة مثل تنفيذ القرار 1701، فهذا القرار مهم جداً وحساس نظراً لارتباطه بمسائل أخرى. وشدد حمادة على أنّ الرئيس عون أمامه ورشة عمل كبيرة هو من يجب أن يكون قائدها ولكن ليس هو المنفذ، والتعويل سيكون على شخص رئيس الحكومة ومن ثم على تركيبة الحكومة. وأكد أنّ من المهمات الكبيرة هي تعزيز منطق الدولة، وأنّ قوة الجيش اللبناني الضاربة والحازمة هي من تعزز منطق الدولة وتكسر منطق القوى المذهبية المسلحة هنا وهناك.
وختم حمادة أنّ الرئيس عون لديه مهمات خطيرة جداً، وضخمة وستقف أمامه عقبات كبيرة، معتبراً أنّ مهمته تاريخية ونجاحه يمكن أن يتحقق، ولكن في منطقة الشرق الأوسط النجاح لم يكن يوماً مضموناً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us