السفير الوقح
تفوّق السفير الإيراني على ذاته بمنسوب الغباء في تحليله لخلفيات الإنتخابات الرئاسية وهجومه السخيف على الدكتور سمير جعجع، فماذا لو تناول سفير لبنان لدى طهران سيناريوهات الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة أو تعرّض لرئيس أكبر كتلة برلمانية في مجلس الشورى، هل كان ليبقى في منصبه يوماً واحداً؟
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
فور وصول مجتبى أماني في كانون الأول 2022 لاستلام منصبه الجديد أكد “حرص الجمهورية الإسلامية في إيران على احترام إرادة الشعب اللبناني الشقيق وعدم التدخل بأيّ شكل من الأشكال في شؤونه الداخلية.” من أول دخوله كذبة بطوله. طفل في سنّ الـ “مكاغاة” يدرك بكل حواسه أنّ لصاحب الزمان في لبنان “دويلة” كاملة التجهيز “بتتكلم” فارسي. ولولا تدخل إيران السافر في لبنان وفي سوريا لما تظاهر هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية العام 2014 ولما قتله باسيج طهران في بيروت.
يوم استورد “حزب الله” آخر دفعة من أجهزة البايجر عبر شركة غولد أبولو في تايوان “حسب حساب” سفير الجمهورية الإسلامية في بير حسن بحبة بعلبتها، كدليل على محبة هيئة الشراء العام في الحزب لمجتبى أماني واعتباره عظمة من عظام الرقبة، وركناً من أركان المقاومة الإسلامية كأسلافه محمد جلال فيروزنيا وغضنفر ركن أبادي ومحمد رضا شيباني فكان أن انفجر جهاز البيجر بيده اليسرى في اليوم المشؤوم الموافق في 17 أيلول 2024 كما تضررت عيناه الإثنتان. مُنع القضاء العسكري من وضع يده على التحقيق باعتباره شأناً جهادياً ولم يتسنّ لأيّ محقق أو لأي صحافي سؤال سعادة السفير على سبيل الإستئناس بجوابه: كيف حصل على البايجر ولأي هدف؟
تعليقه الوحيد قرأناه بعد 24 ساعة على صفحته على منصة “إكس” وجاء فيه: “إنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن دمائي امتزجت مع دماء أبناء الشعب اللبناني الشريف جراء الجريمة الإرهابية المهولة التي استهدفت لبنان الشقيق”. يا لفرحنا كشرفاء بنجاة أماني وعودته بعد أقل من شهر إلى استكمال المهام المنوطة به كسفير فوق العادة لدى منظمة حزب الله ذات السيادة. الحزب مثل فرسان مالطة.
عدا كون مجتبى أماني سفيرا كذوباً، فقد كشف قبل أيام عن وجه لا يختلف كثيراً عن وجه محمد رعد أو وجه وفيق صفا أو وجه حسن فضل الله. ورّط نفسه بنفسه في لعبة التخوين، متفوقاً على ذاته بمنسوب الغباء في تحليله لخلفيات الإنتخابات الرئاسية وهجومه السخيف على الدكتور سمير جعجع، فخُيل إليه أو سُرّب له أنّ “الأميركيين والإسرائيليين كانوا يسعون لتعيين سمير جعجع، الذي يرتبط بإسرائيل، لكنه لم يحظَ بتأييد كافٍ. وعندما لم يتمكنوا من فرضه، رضوا بقائد الجيش جوزاف عون”، الجهات المعنية في حزب القوات ردّت على رعونة صاحب السعادة المبتهج بإنجاز المقاومة الإسلامية السياسي: إيصال العماد جوزاف عون إلى قصر بعبدا، فيما أعطى عبدالله بو حبيب السيد أماني أذنه الطرشاء.
ماذا لو تناول سفير لبنان لدى طهران حسن عباس سيناريوهات الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة أو تعرّض لرئيس أكبر كتلة برلمانية في مجلس الشورى أو انتقد الغزل الإيراني بالشيطان الأكبر، هل كان ليبقى في منصبه يوماً واحداً؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
مرشّحون فراطة | العلامة الفارقة وحرية التكسير | إفتح يا حيوان |