فك عزلة لبنان دولياً وعربياً.. والمغتربون يؤكدون على مساندة الرئيس وجذب الإستثمارات


خاص 13 كانون الثاني, 2025

بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، جاء انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية ليبعث الأمل في نفوس اللبنانيين، فقد وضع الرئيس في خطاب القسم خريطة طريق شاملة للإصلاح متعهداً باستعادة سيادة الدولة وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، وقد قوبل بدعم دولي وعربي واسع، خاصة من الولايات المتحدة، فرنسا، والسعودية


كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:
بعد فراغ دام لسنتين وشهرين إنتخب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وقدم خطاب قسم فند فيه المشكلات اللبنانية العقيمة والحلول التي ينوي القيام بها بالتعاون مع رئيس للحكومة ووزراء يسعون لإنقاذ لبنان من مآسيه وأزماته المتدحرجة، آملاً دعم الدول الصديقة والشقيقة والمنتشرين اللبنانيين من أجل قيامة لبنان ومؤسساته.
لم ينتظر الرئيس عون كثيراً حتى توالت التهاني والردود على مطالباته فكانت أبرزها من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان لموفده آموس هوكشتين الدور الأكبر في مفاوضات إتفاق وقف إطلاق النار وفي الإستحقاق الرئاسي، فأكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان ودعمه في المجالات كافة، معتبراً أنّ “الرئيس عون هو الزعيم المناسب لهذه المرحلة وهو يحظى بثقتي”.
الدعم والثقة الأميركيان سيترجمان على أرض الواقع بدعم سياسي ومساعدات مالية ولوجستية أبرزها للجيش اللبناني مع الإدارة الجديدة وهو ما أشارت إليه الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم واللوبي اللبناني في دول القرار من واشنطن في البيانات التي أصدرتها.
ممثلة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعضو لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية السيدة مي الريحاني والتي كانت مرشحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية أعربت لموقع “هنا لبنان” عن دعم وثقة الجامعة الثقافية ولجنة التنسيق وكل القوى السيادية والتغييرية للرئيس الجديد الذي يلبي طموحات وتطلعات الأكثرية الساحقة من المنتشرين في أميركا. وقالت: “نعتبر أنه قادر على تنفيذ خطاب القسم والوعود التي قدمها على فترة معينة عبر البدء بالأولويات ومنها حصر السلاح بيد الدولة لا سيما بعد التغييرات الجذرية التي حصلت من اتفاق وقف إطلاق النار إلى سقوط نظام الأسد وضعف قوى الممانعة وإنتخابه رئيساً”. وأملت الريحاني بتشكيل حكومة تسير بنفس خط وتوجه الرئيس عون لتطبيق بنود خطابه.
وحول الدعم الأميركي للبنان أكدت الريحاني أنّ فريقي إدارة الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب يتعاونان بشكل واضح ومعلن من أجل إحراز تقدم بالملف اللبناني لا سيما أنّ إدارة الرئيس ترامب وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار ودعمت انتخاب جوزاف عون رئيساً، مؤكدة أنّ إدارة ترامب ستقدم دعماً مالياً أكبر للجيش اللبناني ومساعدات لوجستية بالسلاح والعتاد والتدريب، وهذا ما أعلنه النائبان من أصل لبناني دارين لحود وداريل عيسى “الجمهوريين” من لجنة الصداقة اللبنانية الأميركية في الكونغرس.
وكشفت الريحاني أنّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أرسلت رسالة للرئيس عون تؤكد فيها التواصل معه ودعمه والإستعداد للإستثمار مجدداً في لبنان بوتيرة أعلى وعبر مشاريع كبرى خصوصاً أنه أفرد حيزاً لموضوع المنتشرين وقدراتهم ودورهم في السياسة والإقتصاد.
وأضافت الريحاني بأنّ الرئيس عون سيحقق الرؤية التي طرحتها في مشروعها وبرنامجها الرئاسي بعنوان “إنقاذ لبنان وإستعادة الدولة” لأننا نأتي من نفس الخط السيادي والرئيس يريد تطبيق الدستور، معتبرة أنّ الدستور ليس وجهة نظر إنما يجب تطبيقه بحذافيره وهو من مسؤولية الرئيس، إضافة إلى إستقلالية القضاء واللامركزية الموسعة والحياد الإيجابي ومكافحة الفساد خصوصاً أن انتخاب الرئيس جاء بعد المتغيرات التي حدثت في دول الجوار أي سوريا ولذلك هناك مجال لتطبيق كل هذه البنود من أجل إنقاذ لبنان واستعادة سيادته. واختتمت أنّ انهيار نظام الأسد شكل فرصة تاريخية فإنتخاب الرئيس الجديد لم يكن لهذا النظام دور فيه بعد 55 عاماً من حكم آل الأسد الذين عملوا على إضعاف لبنان ومنعه من أن يكون ذا نظام مستقل وسيادي ومنع أي حكم لا يأتمر بأوامرهم عبر الإغتيالات التي طالت شخصيات لبنانية سيادية.
دعم عون لم يتوقف على الأميركيين بل جاء كذلك من الإتحاد الأوروبي الذي اعتبر انتخابه خطوة هامة ولحظة أمل وتجدد للشعب اللبناني وتشكيل الحكومة أيضاً سيمهِّد لتجديد الدعم الدولي وإعادة إطلاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان بصورة كاملة. وترجم ذلك بإتصالات وزيارات سيكون أبرزها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور لبنان قريباً فيما عمل جاهداً عبر موفده جان إيف لودريان ووزارة خارجيته لإحراز التقدم في ملف الرئاسة واتفاق وقف إطلاق النار. وبحسب مصادر فرنسية فإنّ فرنسا ملتزمة تجاه لبنان في مواضيع الصحة والتعليم والمساعدات الإنسانية لكنها مستعدة لمزيد من الدعم والإستثمارات في مجالات عدة، وهي بصدد إعادة تسيير رحلاتها أيضاً إلى بيروت مع إتمام وقف إطلاق النار.
وكما في أميركا كذلك يقوم المنتشرون في فرنسا بخطوات مماثلة إذ أكد رئيس تجمّع رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا أنطوان منسى لموقع “هنا لبنان” أن إنتهاء فترة الشغور الرئاسي تعدّ بداية لمرحلة جديدة في تاريخ لبنان الحديث وتُنهي حقبة العزلة العربية والدولية. ورأى منسى أنّ خطاب القسم يعكس توجهًا سيادياً ورغبة صادقة في مكافحة الفساد وتحقيق العدالة، مؤكدًا أنّ القضايا التي تناولها لا سيما حماية ودائع المواطنين وغيرها تستحق الدعم من اللبنانيين كافة، سواء المقيمين أو المغتربين أو المنتشرين. وأعلن منسى أنّ هناك التزامات إتجاه لبنان وأولها مساندة رئيس الجمهورية مبدياً استعداد المغتربين للقيام بالمشاريع وجذب الإستثمارات وزيادة الدعم إلى أكثر من 7 مليارات دولار مقابل الثقة التي يمثلها شخص الرئيس، وقيامه بالإصلاحات المطلوبة وإعادة أموال المودعين لا سيما المغتربين منهم. واعتبر أنّ مذكرة التفاهم التي تم توقيعها منذ أيام في السعودية بين تجمّع رجال الأعمال اللبنانيين ومجلس التنفيذيين اللبنانيين في فرنسا، تهدف إلى تطوير الشراكات وإطلاق مبادرات بالتعاون مع المؤسسات والمجالس الاقتصادية والاغترابية حول العالم من شأنها دعم لبنان.
ومع انتخاب الرئيس جوزاف عون إنتهت كذلك حقبة العزلة العربية والخليجية عبر الإهتمام السعودي المباشر بدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس عون لزيارة المملكة لتكون وجهته الخارجية الأولى. وأشارت مصادر سعودية لموقع “هنا لبنان” إلى أنّ المملكة ومسؤوليها حريصون على إستعادة لبنان لعافيته واستقراره سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً، وهي الداعم الأكبر لاستعادة الدولة ومؤسساتها ما قبل إتفاق الطائف وبعده، وأكدت المصادر أنّ السعودية لن تترك لبنان وشعبه وجيشه ومن أولوياتها مساعدته على إعادة إعمار ما تهدم في الجنوب جراء العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ زيارة الرئيس عون قد تفتح الباب لحل المشكلات التي كانت قائمة ومنها عودة المواطنين والمستثمرين السعوديين إلى لبنان وعودة تصدير المنتجات اللبنانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us