سلام يستطلع أجواء الكتل النيابيّة.. أجواء تفاؤليّة وترقّب لاستشارات “بعد الظهر”
انتهت الجولة الأولى من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، بعد أن بدأت عند العاشرة من صباح اليوم، على أن تستأنف بجولة ثانية عند الثالثة والنصف بعد الظهر، وتمتدّ إلى يوم غد الخميس بلقاءات يعقدها الرئيس المكلف مع النواب المستقلين، وسط ترقّب للاستشارات التي ستعقد بعد ظهر اليوم، في ظلّ أجواء توحي بمقاطعة “الثنائي الشيعي”، لا سيما وأنّ بداية الاستشارات الصباحيّة شهدت مقاطعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يحضر في موعده المحدد مع رئيس الحكومة المكلّف، ليستهلّ سلام لقاءاته مع نائب رئيس المجلس النائب الياس بو صعب.
عقب اللقاء، أكد بو صعب أنّ هناك أملًا وفرصة لتشكيل الحكومة، ويجب أن نتصرف بطريقة عقلانية وغير إقصائية”.
وأضاف بو صعب: “هناك ضرورة لتوضيح بعض الأمور، وآمل أن نصل إلى حلّ ونتمكن من تشكيل حكومة”، مشيرًا إلى أنه أبلغ سلام بأنه “ليس لديه أي مطالب شخصية، وأن الأمر يتعلق بطريقة أداء رئيس الحكومة المكلف لتشكيل حكومة قادرة على إعطاء الأمل للبنانيين والمجتمع الدولي”.
وأشار إلى أن “أداء نواف سلام في تشكيل الحكومة سيكون غير تقليدي، وسيختلف عن الطرق المتبعة في تشكيل الحكومات السابقة”.
تحالف “التغيير”: لحكومة مصغرة بعيدًا من المحاصصة الحزبية
كما التقى الرئيس سلام تحالف “التغيير”، الذي تحدث باسمه النائب مارك ضو قائلًا إننا تناقشنا حول شكل الحكومة وآلية عملها، لتمثل طموح اللبنانيين لإنقاذ البلد في الاتجاه الصحيح.
أضاف: “طالبنا بحكومة أصغر حجمًا تتكون من وجوه جديدة تتمثل فيها المرأة، بعيدًا من المحاصصة الحزبية مع ضرورة لعب دور سياسي كبير ولا خلط للنيابة مع الوزارة ولا عودة إلى الثلاثية “جيش شعب مقاومة”، مع بعض الصلاحيات التشريعية”.
وتابع: “طالبنا بتشكيل سريع ونعتبر أنفسنا ممثلين بالرئيس عون والرئيس سلام. والأهم التوافق الوطني للانطلاق بإنقاذ لبنان ماليًا واقتصاديًا”.
من جانبه، قال النائب وضاح الصادق: “وصل البلد إلى التدمير، فلنر تجربة عون – سلام، هناك ديموقراطية ونؤمن بالدستور والعمل النيابي”.
أما النائب ميشال الدويهي فقال: “أدعو اللبنانيين إلى حماية خطاب القسم. لا إقصاء لأحد ويجب أن نمد أيدينا لدعم العهد وإلا ستتعرقل مسيرة الإنقاذ”، ودعا الثنائي إلى التلاقي قائلًا: “هذا البلد للجميع وعلينا المشاركة جميعًا في نهضته”.
بدوره، تحدث النائب تيمور جنبلاط بعد لقاء كتلة “اللقاء الديمقراطي” مع الرئيس المكلف، مشيرًا إلى أنّ “لدينا فرصة لبناء دولة المستقبل”.
وأشار إلى أنه تم التركيز خلال اللقاء على “ضرورة التواصل مع الجميع وفتح حوار مع الجميع، فلا أحد يستطيع إلغاء الآخر”.
كما تمنى جنبلاط على “الفاعليات السياسة تخفيف الضغوط والمطالب على الرئيسين جوزاف عون وسلام”.
كنعان: أمام أهداف خطاب القسم تسقط كل المعوقات
إلى ذلك، أكد النائب ابراهيم كنعان باسم “اللقاء التشاوري المستقل”، بعد اللقاء مع الرئيس المكلف، أن “لدى الرئيس سلام الرغبة في التواصل مع الجميع ومشاركتهم”، وقال: “نتمنى على الثنائي أن نضع أيدينا بأيدي بعض، وأمام أهداف خطاب القسم تسقط كل المعوقات”.
كنعان أضاف: “رئيس الحكومة المكلّف منفتح وتطرّقنا إلى كل الأمور منها موضوع الحكومة وشكلها والأهم هو أن تكون هناك إرادة سياسية لإنجاح الحكومة والعهد”.
وشدد على أن “الأهم إنقاذ لبنان والخروج من النفق المظلم”.
بينما هنأت كتلة الاعتدال الوطني الرئيس المكلف، وقال النائب سجيع عطية باسم الكتلة: “الرئيس سلام أكد على مبدأ الإنماء المتوازن ونتمنى أن ينعكس النفس الإنمائي على خدمة البلد”.
وتمنى عطية تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن قائلًا: طالبنا بحكومة ممثلة لمكونات البلد لبناء لبنان الجديد.
وأضاف: وضعنا كل إمكانياتنا في خدمة هذه الحكومة التي نأمل تشكيلها سريعًا، والمهم أن يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وأؤمن بحكمة الرئيس بري ولا يمكن بناء دولة من دون مشاركة الجميع.
من جانبه، اعتبر النائب جبران باسيل باسم تكتل “لبنان القوي”، أنّه “يجب أن نلتف حول رئيس الحكومة المكلّف كما الرئيس جوزاف عون وهناك فرصة لتوازن جديد في البلد ولشراكة فعلية وإصلاح ما يجب إصلاحه وتسميته ليست هزيمة لأحد”.
أضاف: “لا نقبل بإقصاء أو تهميش أحد ونُطالب في البيان الوزاري بتنفيذ الـ1701 ووقف إطلاق النار وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية”.
وقال باسيل: “لم نُطالب رئيس الحكومة المكلّف بأيّ أمر في الموضوع الحكومي ومستعدّون للمساعدة وبرأينا على الحكومة أن تكون ممثّلة للقوى البرلمانية ولكن من اختصاصيين”.
الجمهورية القوية: لتطبيق القرارات الدولية بحذافيرها
كذلك التقى الرئيس سلام خلال الاستشارات، تكتل “الجمهورية القوية” الذي تحدث باسمه النائب جورج عدوان مشددًا على أننا نريد أن نبدأ بالجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون وألا تكون مشابهة للجمهوريات السابقة ومطلبنا الأساسي قبل الأحجام والحصص أنّ تكون خطة الحكومة خطاب القسم ولا نُريد أنّ نعود إلى أيّ معادلات سابقة منها “جيش وشعب ومقاومة”.
وقال عدوان: “مطالبنا في البيان الوزاري أننا نريد أن تطبّق القرارات الدولية بحذافيرها وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها بواسطة قواها الذاتية”.
وفي ختام الجولة الصباحية من الاستشارات، تمنى النائب طوني فرنجية باسم “التكتل الوطني المستقل”، على “الرئيس المكلف نواف سلام تشكيل حكومة كفاءات تكون على قدر تطلّعات المرحلة، ونقف إلى جانب هذا العهد والحكومة”.
وقال فرنجية بعد الاجتماع مع سلام: “نحن وللمرة الأولى أمام موجة تفاؤلية في البلد، وعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة وسنقوم بكل ما بوسعنا لإنجاح العهد والحكومة”.
بذلك انتهت الجولة الأولى من الاستشارات، على أن يستأنفها الرئيس سلام مجددًا عند الثالثة والنصف بعد الظهر، بلقاء مع كتلة الكتائب، تليها لقاءات مع كلّ من: كتلة نواب الأرمن، الجماعة الإسلامية، كتلة التوافق الوطني، كتلة التجدد، كتلة مشروع وطن الإنسان، كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة.
مع الإشارة إلى أنّ أجواء “الثنائي الشيعي” تؤكد أنّ كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، سيقاطعان الاستشارات النيابيّة، غير أنّ ذلك لا يعني عدم المشاركة في الحكومة.