زيارة ماكرون: وعود بمؤتمرات دعم واستثمارات.. وتأكيد أنّ تعطيل عمل الرئيس هو تعطيل لجسم الدولة
![](https://www.thisislebanon.com/wp-content/uploads/2025/01/shahirrr.jpg)
زيارة الرئيس الفرنسي التي تتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تأكيد جديد بأنّ لبنان ليس منسياً وأنّ استقراره أولوية لدى المجتمع الدولي الذي سيسعى إلى إنقاذه من أزماته وتخطي الإنهيار الإقتصادي والمالي وتمكين الدولة سريعاً كي تكون قادرة على التفاعل مع مسار التطورات الحاصلة في المنطقة
كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:
بعد أن خفت ضجيج الحرب في لبنان وبدأت مؤسساته بالتعافي بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً الى رئاسة الحكومة، وبعد أن بدأ يتغير الوضع في منطقة الشرق الأوسط من بوابة سوريا اعتبر المجتمع الدولي لا سيما فرنسا الأم الحنون للبنان واللبنانيين بأنه إنتصار مهم، وهي التي لم تتوقف عن بذل الجهود منذ بدء الفراغ الرئاسي وحرب الإسناد في الجنوب حيث تعاطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الملف اللبناني شخصياً بدقة وإهتمام لامتناهيين لا سيما في ما يتعلق بإتفاق وقف إطلاق النار والإستحقاق الرئاسي، كما كلف موفده الرئاسي جان إيف لودريان بالمهمة وكذلك السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو من خلال اللجنة الخماسية فيما لم تهدأ الخارجية الفرنسية عن إجراء الإتصالات والمشاورات بشأن الأزمة اللبنانية.
وتأتي زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون الجمعة ولساعات محدودة في لحظة مهمة من تاريخ لبنان، ولتتويج هذه الجهود والتأكيد للمسؤولين اللبنانيين بأنّ لبنان كان وسيبقى محور اهتمام فرنسي دائم وستعمل فرنسا على دعمه وفق خارطة طريق ستبقى سالكة من أجل تحقيق الإصلاحات اللازمة في حال تشكلت الحكومة سريعاً وعملت على الملفات الإصلاحية العالقة والتي تريدها فرنسا من أجل القيام بالمطلوب لدعم وإنقاذ لبنان.
مصادر فرنسية رفيعة أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ جدول زيارة الرئيس ماكرون محدود لكنه مكثف ويرافقه عدد من الوزراء وموفده جان إيف لودريان وعدد من الشخصيات الإقتصادية والمالية من أصدقاء لبنان، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، وستكون أولى اللقاءات في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون للتهنئة والبحث في جملة ملفات، وتشير المصادر الفرنسية الى أن أبرزها سيكون الإسراع بتشكيل الحكومة التي يجب أن تضم شخصيات كفوءة وتكون في المنصب المناسب، وسيشدد الرئيس ماكرون على ضرورة عدم ترك أي فريق لبناني بعيداً عن المشاركة في هذه الحكومة من أجل إعادة وضع لبنان على السكة الصحيحة وإجراء المصالحة المطلوبة بين كافة المكونات، إضافة الى القيام بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن والذي سيفتح الطريق لإنتظام عمل المؤسسات وعودة الإستثمارات. وسيعد الرئيس ماكرون وفق المصادر بعقد مؤتمر دعم خاص بلبنان خلال الأشهر القليلة المقبلة يخصص لدعم الجيش اللبناني من أجل تسليحه وتدريبه ومساعدته على بسط سيادته على كامل الأراضي اللبنانية وقد تعود مسألة المليارات الثلاث التي وقعت عليها السعودية وفرنسا إلى الواجهة مجدداً من أجل تسليح الجيش لا سيما أن الرئيس ماكرون كان بحث هذا الأمر مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته الأخيرة. كما سيتم البحث في كيفية تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 ، وتعتبر المصادر الفرنسية أن رئاسة الجمهورية وإنتخاب الرئيس جوزاف عون هما المفتاح لكل المؤسسات وضرورة حيوية لمعالجة كافة الملفات الحساسة وأي تعطيل لعملها هو تعطيل لجسم الدولة ككل، وهو ما سيشدد عليه خلال تصريحه من قصر بعبدا.
وأكدت المصادر أن الرئيس الفرنسي سيلتقي الرئيس نبيه بري في مجلس النواب وليس في عين التينة نظراً لرمزية هذا المكان ولأهمية عودة هذه المؤسسة الدستورية إلى العمل الديمقراطي والتشريعي من جديد والذي تمثل بإنتخاب رئيس الجمهورية.
كذلك سيلتقي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام حيث سيكون الإسراع في عملية التشكيل هو الطبق الأساس على طاولة البحث إضافة الى مساهمة فرنسا في تقديم المساعدات في مجالات عدة، إذ أكد وزير الخارجية الفرنسية لمستثمرين لبنانيين على أن الأمور ستتغير بعد تشكيل الحكومة وأن هناك إستعداداً أوروبياً لا سيما فرنسي للإسثمار في لبنان والوقوف الى جانبه للنهوض مجدداً مشدداً على أهمية خصخصة عدد من المؤسسات كالمطار والمرفأ.
وسيجري ماكرون عدداً من اللقاءات في قصر الصنوبر أبرزها لللجنة الأمنية المعنية بمراقبة إتفاق وقف إطلاق النار والقيادة الفرنسية في قوات اليونيفيل وقد يلتقي عدداً من الشخصيات اللبنانية بعيداً عن الإعلام.
زيارة الرئيس الفرنسي والتي تتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأكيد جديد بأن لبنان ليس منسياً وأن إستقراره هو أولوية لدى المجتمع الدولي الذي سيسعى الى إنقاذه من أزماته وتخطي الإنهيار الإقتصادي والمالي وتمكين الدولة سريعاً كي تكون قادرة على التفاعل مع مسار التطورات الحاصلة في المنطقة.