من قصر بعبدا… ماكرون وعون يؤكدان على تعزيز العلاقات ودعم لبنان في تحقيق الأمن والإصلاحات
بدأت القمة اللبنانية – الفرنسية بين الرئيسين جوزاف عون وإيمانويل ماكرون في قصر بعبدا، حيث وصل الرئيس الفرنسي ماكرون إلى القصر، واستُقبل على السجادة الحمراء وأُقيمت له التشريفات الرسمية، قبل أن يلتقي مع الرئيس عون في قاعة الاجتماعات.
وخلال اللقاء، عبّر الرئيس عون عن أهمية العلاقة الوثيقة مع فرنسا، مؤكداً أن لبنان، رغم الأزمات التي مرّ بها، لا يزال ينبض بالحياة والأمل. من جانبه، شدد الرئيس ماكرون على التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان في مسيرته نحو الاستقرار والإصلاح، مع التركيز على تعزيز الأمن ودعم الجيش اللبناني، كما أبدى تأكيده على أهمية تشكيل الحكومة اللبنانية بسرعة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
ومن ثم بدأ الاجتماع الموسع الذي يضم الرئيسين جوزاف عون وإيمانويل ماكرون والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
عون: نرى في فرنسا شريكاً أبدياً للبنان
وفي تفاصيل التصاريح، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، اليوم الجمعة، بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع لبنان بفرنسا”، مشيراً إلى أن “لبنان، رغم الأزمات التي واجهها، لا يزال ينبض بالحياة والرجاء”.
وقال عون، في كلمة ألقاها خلال اللقاء: “مشهور قول الجنرال ديغول: ‘في عمق كل فرنسي، شيء من لبنان”. ونحن نقول في المقابل، أن في قلب كل لبناني، وفي عقله ووجدانه ولغته اليومية وثقافته المبدعة، الكثير من فرنسا”.
وأضاف عون، “إننا نرى في فرنسا شريكاً أبدياً للبنان. فمن وادي لامارتين إلى دراسات إرنست رينان، ومن نتاج جورج شحادة وأمين معلوف إلى موسيقى غبريال يارد وإبراهيم معلوف، كانت العلاقات بين بلدينا أشبه ببحرٍ من التبادل الثقافي والفكري”.
وشدد عون على أن “لبنان دفع أثماناً باهظة في الأعوام الأخيرة، من دمائه وحجره وثرواته، لكنه كطائر الفينيق نهض من تحت الركام ليؤكد تمسكه بالحياة والفرح والقيامة”.
وتابع قائلاً: “أنتم هنا اليوم يا سيادة الرئيس لتشهدوا على ولادة لبنان الجديد. ما نحتاج إليه الآن، أكثر من أي شيء آخر، هو أن تشهدوا أمام العالم بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت، وأن العالم يجب أن يستعيد ثقته بلبنان الأصيل”.
وختم عون خطابه قائلاً: “اليوم نحن طلاب الحياة. لبنان الحي لن يموت. أهلاً بكم يا سيادة الرئيس في بيروت، التي تبقى حية إلى الأبد”.
ماكرون: ليكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن “فرنسا وقفت إلى جانب اللبنانيين خلال السنوات الأربع الماضية”.
وقال ماكرون للرئيس عون: “أنت تعبّر عن أمل اللبنانيين بعودة الأمن والاستقرار وتحقيق التغيير”.
وأضاف، “فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة”.
وتابع ماكرون، “سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات”.
أشار إلى أن “وقف إطلاق النار في لبنان كان إنجازا دبلوماسيا”.
واستكمل ماكرون، “سنستمر في دعم الجيش اللبناني لمواصلة انتشاره جنوبي لبنان”، مضيفاً أنه سيواصل العمل على تدريب الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتعزيز عمل اليونيفيل لممارسة مهامها.
وقال ماكرون: “أنوّه بدور وجهد قوات اليونيفيل لتطبيق القرار الدولي 1701”.
وأضاف، “فرنسا تأمل تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة بسرعة”.
وأشار ماكرون إلى أن “المجتمع الدولي ينتظر من لبنان إصلاحات في مجالات العدالة والطاقة ومكافحة الفساد والإعمار”.
وتابع، “سنعمل مع لبنان على ترسيم الحدود البرية عند الخط الأزرق”.
وقال ماكرون: “نتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني”.
وأضاف، “سننظم مؤتمراً دولياً لحشد دعم دولي للبنان”.