هل تُقفل صالات السينما في لبنان الى الأبد؟
كتبت صباح وتّار في موقع mtv:
مصير السينما معلّق بالدولار والأسعار نار. هكذا استهلّ مسؤول البرمجة في إحدى صالات السينما الشهيرة في لبنان، بسام عيد، حديثه لموقعmtv .
كان سعر تذكرة الدخول لمشاهدة فيلم سينمائي في لبنان 10 دولارات. على هذا السعر أقفلت الصالات بحكم انتشار كورونا، أما عودتها اليوم بالسعر نفسه فتعني أنّ تذكرة الدخول ستصبح حوالى 125 ألف ليرة لبنانيّة!
يقول عيد: “إذا حسبنا التذكرة على سعر الصرف القديم لا نستطيع سدّ تكاليف لمبة”. ويتابع: “قرّرنا الإقفال للمحافظة على الالات الموجودة، إذ حتّى كلفة إستيراد الالات من الخارج بالدولار الأميركي”.
ويضيف: “إذا قرّرنا فتح صالات السينما من جديد فإنّ تحويل الاموال إلى الخارج سيتمّ على سعر دولار قابل للتغيير في كلّ يوم، ما يعني أنّ لا سينما في لبنان في الوقت الراهن”.
يتوقّف عيد عند رقمٍ مهمّ: “قبل الأزمة، كان مدخول لبنان من مجموع صالات السينما في الشرق الأوسط 25% امّا الان فتراجع الى 0%”.
ويتابع وصف الواقع، بأسى: “العملة منهارة ولا ضمانة لليرة ولا لسعرها، او مستقبلها في هذا القطاع الذي كان يُعتبر مربحاً للدولة سابقاً، فعدد من كانوا يرتادون 4000 مليون مشاهد بالسنة. هذا رقم لا يستهان به، نظراً للأرباح التي تستفيد منها الدولة من رسوم مقتطعة من التذكرة، الكهرباء، ورسوم الايجارات والبلديّات… بالإضافة الى أنّ هذا القطاع كان يعيل عدداً كبيراً من العائلات”.
ويشكو عيد من أنّ “الدولة لا يعنيها قطاع السينما ولا تولي إهتماماً ولا دعماً للثقافة ولا لقطاع الترفيه، والكلفة لا تقتصر على سعر التذكرة بل على متمّمات أسعار مشاهدة الفيلم، كالذرة والمشروبات”.
ولا يغفل عيد أيضاً عن ذكر ديون شركات الإنتاج للمصارف، إذ صوّرت أفلاماً لم تُعرض بسبب الوضع الراهن.
وعمّا إذا كانت صالات السينما ستعتمد على الإنتاج المحلّي، يؤكّد انّه “بالرغم من وجود إنتاج محلّي واسع فإنّه لا يمكن الإعتماد عليه وحده، كما أنّ تكاليف الإنتاج للأفلام المحليّة بالدولار الأميركي أيضاً”.
ويشير عيد إلى أنّ بعض المعنيّين بملف كورونا في لبنان كان ينوون إعادة فتح دور السينما، إلا أنّ رفض أصحاب هذه الدور هو ما حال دون ذلك، إذ سيخرجون بخسائر في ظلّ الوضع الحالي. ويضيف: “إذا فتحنا لمين بدنا نفتح، العالم ما معها مصاري”.
ويختم عيد: “حتّى في ظل شريعة الغاب والمستقبل الأسود، لا يمكن أن نترك لبنان بلا سينما. لكن أقلّه حتّى تبصر الحكومة النور”. حتى أفلام السينما تنتظر انتهاء مسلسل تأليف الحكومة…