استقالات “تزلزل” إسرائيل ودعوات لرحيل نتنياهو
صعّدت المعارضة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، من مطالبها بتنحي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، داعيةً إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر 2023 التي وصفتها بـ”الإخفاق الكبير”.
وجاءت هذه الدعوات في ظل سلسلة استقالات طالت قيادات بارزة في الجيش الإسرائيلي، كان أبرزها استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، وذلك بسبب تداعيات الهجوم المفاجئ الذي شنّته فصائل فلسطينية، من بينها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، على مواقع عسكرية ومستعمرات قرب غزة.
تداعيات الهجوم وأسبابه
الهجوم، الذي وصفته الفصائل الفلسطينية بأنه رد على الحصار المستمر على غزة منذ 18 عامًا والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، أثار اعترافات غير مسبوقة من المسؤولين الإسرائيليين على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية بوجود “فشل كبير” في التصدي له.
وفي سياق متصل، أعلن هرتسي هاليفي أنه سيترك منصبه بحلول آذار المقبل، مشيرًا إلى مسؤوليته عن إخفاقات الجيش في الاستعداد والتصدي للهجوم. كما أكّد أن الفترة المتبقية من خدمته ستُخصّص لاستكمال التحقيقات الداخلية الجارية، المتوقع انتهاءها أواخر كانون الثاني الجاري.
من جهته، أقرّ يارون فينكلمان بفشله في الدفاع عن النقب الغربي، وأعلن استقالته، موضحًا أن هذا الإخفاق سيظل يلاحقه.
ضغوط على نتنياهو
وفي أعقاب هذه الاستقالات، تصاعدت الأصوات المطالبة باستقالة نتنياهو، إذ دعا زعيم المعارضة، يائير لبيد، عبر منصة “إكس” إلى رحيل الحكومة، واعتبر أن الوقت قد حان لتحمّل المسؤولية.
كما طالب كل من أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، ويائير غولان، زعيم حزب “الديمقراطيين”، بتغيير القيادة السياسية.
من جهته، شدد بيني غانتس، رئيس حزب “معسكر الدولة”، على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، ودعا إلى انتخابات مبكرة لاستعادة ثقة الجمهور.
في السياق نفسه، طالب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتشكيل لجنة تحقيق، مؤكّدًا أهمية استعادة الثقة بين الشعب والحكومة.
ردود حكومية متباينة
في المقابل، أعرب نتنياهو عن شكره لهرتسي هاليفي على خدمته الطويلة في الجيش، دون أن يعلّق على دعوات الاستقالة أو تشكيل لجنة التحقيق.
من جهته، أشاد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بخدمة هاليفي، بينما استغل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش المناسبة لتجديد دعوته لاستئناف الحرب على غزة حتى تحقيق “نصر كامل”.
أما وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، فرحب باستقالة هاليفي ودعا إلى تعيين رئيس أركان جديد ذي توجهات “هجومية”، وفق وصفه.