“الأزمة مستمرة”.. رئيس كوريا الجنوبية أمام المحكمة الدستورية!
في سابقة تاريخية، وقف رئيس كوريا الجنوبية المعزول، يون سوك يول، أمام المحكمة الدستورية، أمس الثلاثاء، متحدثًا عن إيمانه الراسخ بـ”الديمقراطية الليبرالية”، طالبًا النظر في قضيته بشكل إيجابي.
وأفادت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية أن يون وصل إلى المحكمة في وقت سابق، بعد مغادرته مركز الاحتجاز في أويوانغ جنوبي العاصمة سيول، حيث احتُجز منذ يوم الأربعاء الماضي. وقد رافقه موكب أمني تابع لجهاز الأمن الرئاسي. وفي كلمته أمام المحكمة، قال يون: “إنها المرة الأولى التي أحضر فيها، لذلك سأتحدث بإيجاز”.
وأضاف: “منذ بلوغي سن الرشد، وأنا أعيش إيمانًا راسخًا بالديمقراطية الليبرالية حتى يومنا هذا، وخاصة خلال فترة عملي في الخدمة العامة”. وتابع: “نظرًا لأن المحكمة الدستورية هي المؤسسة المعنية بالدفاع عن الدستور، فإنني أطلب من القضاة أن ينظروا إليّ بشكل إيجابي من مختلف النواحي”.
وفي دفاعه، وصف محامٍ يمثل السياسي المحافظ قرار فرض الأحكام العرفية بأنه كان محاولة للتحذير من الانتهاكات التي ترتكبها الجمعية الوطنية، مشيرًا إلى أن القرار يهدف إلى “حظر الممارسات غير الشرعية من قبل الجمعية الوطنية”.
ورغم التوقعات بأن يُعاد يون إلى زنزانته بعد المحاكمة، إلا أن مصادر نقلت عن وكالة “يونهاب” أن الرئيس المعزول نُقل إلى مستشفى عسكري لأسباب غير معلومة حتى الآن.
الأزمة السياسية غير المسبوقة
بدأت الأزمة في الثالث من كانون الأول، عندما أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية بشكل مفاجئ، وأمر بنشر الجيش في البرلمان، مبررًا ذلك بمواجهة ما وصفه بـ”تهديد للاستقرار الوطني”. هذا القرار أثار استياءً شعبيًا وانتقادات واسعة من أحزاب المعارضة، واعتُبر خطوة استبدادية تهدد الديمقراطية.
ورغم أن يون تراجع عن القرار وقدم اعتذارًا علنيًا، إلا أن البرلمان لم يغفر له هذه الخطوة. وفي 14 كانون الأول، صوت البرلمان لصالح عزله بتهمة إساءة استخدام السلطة والتحريض على التمرد، وهي اتهامات تحمل تداعيات خطيرة على المشهد السياسي.
التداعيات الاقتصادية والدولية
أثرت الأزمة على الأسواق المالية في كوريا الجنوبية، حيث أبدى المستثمرون المحليون والدوليون قلقهم من تأثيرها على الاستقرار الاقتصادي. كوريا الجنوبية، التي تُعد رابع أكبر اقتصاد في آسيا، تواجه الآن تحديات متزايدة في ظل هذه الأزمة.
دوليًا، أعرب حلفاء رئيسيون مثل الولايات المتحدة وأوروبا عن اهتمامهم البالغ، نظرًا لأن كوريا الجنوبية تمثل شريكًا استراتيجيًا في التعامل مع تهديدات إقليمية تشمل كوريا الشمالية والصين.
وبينما تستمر التحقيقات والإجراءات القانونية، يرى المراقبون أن هذه الأزمة تمثل اختبارًا حاسمًا للديمقراطية الكورية، وتلقي بظلالها على مستقبل النظام السياسي واستقرار البلاد في مرحلة حساسة من تاريخها.