نجيب ميقاتي حاكم لبنان إلى حين استكمال تكوين السلطة


خاص 25 كانون الثاني, 2025

هناك مَن يتولى إعطاء وترويج انطباع أنّ العهد “قلَّع” ضعيفًا، وهذا أمر لا ينبغي النظر إليه باستهتار بل يجب إيلاؤه كلّ اهتمام، فثمة مَن يؤكِّد أنّ الأمر يتجاوز كونه انطباعًا، لأنّ هناك مَن يعمل في الخفاء على تجريد اندفاعة العهد من زخمها. لكن كل هذا المسار بالإمكان وضع حدٍّ له من خلال قرار واحد: شكِّلوا الحكومة!

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يستقبل الضيوف في قصر بعبدا، وليس إلى يمينه لا رئيس الحكومة المكلَّف ولا رئيس حكومة تصريف الأعمال، ولا الوزير المختص في حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، فالمكلَّف لا يُعتبر رئيس حكومة إذ بكل بساطة ليست لديه حكومة. ورئيس حكومة تصريف الأعمال يعمل وزراؤه حتى ولو في النطاق الضيق.

في ظل هذه “الثلاثية”: رئيس من دون مجلس وزراء، ورئيس مكلف من دون حكومة، يبقى الضلع الثالث في هذا المثلَّث هو الضلع “الشغَّال”، ولو في نطاق تصريف الأعمال.

بتوضيح أكثر، من يسيِّر الدولة اليوم هو الرئيس نجيب ميقاتي ووزراؤه، فهو الذي يصدِر المذكرات الإدارية؛ والوزراء، كلٌّ في اختصاصه، يتولون المهام الوزارية، فرواتب الموظفين توقَّع من وزارة المال، وتحديدًا من الوزير يوسف الخليل، ووزير الداخلية يتولى مسؤولية المديريات التابعة له، وعلاقته القانونية والدستورية مع رئيسه نجيب ميقاتي وليست مع الرئيس المكلَّف نواف سلام، وتلك هي حال سائر الوزارات والوزراء.

إنها حالة فريدة في الحكم، ولبنان زاخر بالحالات الفريدة. وفي حال استمرّ الوضع على هذا المنوال، فإننا نكون أمام المشهد التالي:

رئيس مكلَّف لا يؤلِّف، ورئيس جمهورية ينتظر التأليف، بعد أن يكون قد تشاور مع الرئيس المكلَّف، لإنضاج التشكيلة، للتوقيع على مرسوم التأليف، ورئيس حكومة تصريف الأعمال يتولى إدارة شؤون البلد.

هذه الخلطة الغريبة العجيبة ليس لديها أي حالة مشابهة في أي من الأنظمة الديموقراطية في العالم، بدليل أنه حين يأتي ضيفٌ رسمي إلى لبنان، هذه الأيام، فإنه يزور أربعة رؤساء: رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، والرئيس المكلَّف تشكيل الحكومة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس عمدًا أنّ هناك مَن يتولى إعطاء وترويج انطباع أنّ العهد ” قلَّع” ضعيفًا؟ هذا أمر لا ينبغي النظر إليه باستهتار، بل يجب إيلاؤه كلّ اهتمام، أليس الانطباع في كثير من الأحيان يغطي على الحقيقة وعلى الواقع؟ ولكن ثمة مَن يؤكِّد أنّ الأمر يتجاوز كونه انطباعًا، لأنّ هناك مَن يعمل في الخفاء على تجريد اندفاعة العهد من زخمها.

لكن كل هذا المسار بالإمكان وضع حدٍّ له من خلال قرار واحد: شكِّلوا الحكومة! هكذا تُنقَل المعركة من معركة على التأليف إلى معركة على نيل الثقة، وعندها فليتحمَّل كل شخص تبعات قراره. وما دون ذلك سيبقى رئيس حكومة تصريف الإعمال نجيب ميقاتي يحكم من خلال حكومته إلى أن يُعاد تكوين السلطة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us