حزب الله يتحدّى الدولة: “مقاومتنا” باقيَة وطريق الإمداد سالِكة


خاص 28 كانون الثاني, 2025

يحاولُ “الحزب” استفزازَ رئيسِ الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، من خلالِ الاستهزاءِ بالجيشِ والتصويبِ على دورِه والتّحريضِ عليه، والكلّ يعلمُ أنَّ الهمَّ الأوّلَ عند الجيش اللبناني حماية المواطنين وعدم تعريضِهم لخطرِ التصادم مع الجيش الإسرائيلي المستعدّ في أي لحظة لإطلاقِ النّار غيْر آبهٍ أو مكترثٍ لعواقبَ أو نتائِج. أَما حانَ وقتُ القولِ لهذا الفريق إنَّ “مقاومتَك” مصدرُ الخراب، وإنَّ مشروعَك استجلب الويْلات، وإنَّ عدمَ انتظامِك تحت سقْف الدّولة يرتدُّ سلبًا على أهلِك وناسِك؟

كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:

يراهِن “حزب الله” على عاملِ الوقت ليستعيدَ زخمَهُ وعافيتَهُ السياسيّة والعسكريّة، حيث تؤكِّد مصادرُ مقربةٌ منه لـ”هنا لبنان” أنّ طريقَ الإمدادِ التي تمرُّ بسوريا لا تزال سالكةً، ولديْه طريقته الخاصَّة في إدخالِ المالِ والسّلاح عبْر بعضِ المعابرِ غيْر الشرعيّة، متناسيًا الاتفاقَ المبرمَ مع إسرائيل بالواسطة، ومتناسيًا أيضًا أن البيوت التي هدّمتها الحرب لا تزال “كومة حجارة”.

غريبٌ أمرُ هذا الفريق، الذي يتعمّدُ عن قصدٍ مقاومةَ بناءِ الدولةِ، للإبقاءِ على دوْيلتِه وعلى مكتسباتِه التي فرضتها قوّة الأمر الواقع…

غريبٌ أمرُه كيف لا ينتظمُ تحت سقْف الدّولة، بعد انتخابِ رئيسٍ للجمهورية وتكليفِ رئيسٍ لتشكيل الحكومة، وكلاهما لا يعاديانُه، لكنَّه يحاولُ عمدًا إفشالَهما ووضعَ العصيّ في دواليبِ تشكيلِ الحكومةِ من خلالِ الإصرارِ على تسميةِ الوزراء خلافًا للآلية والمعاييرِ التي وضعها الرئيس المُكلّف نوّاف سلام بالتّنسيق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

غريبٌ أمرُه كيفَ يحاولُ إحياءَ “المعادلة الذهبية – جيش وشعب ومقاومة”، وهي المعادلةُ التي وصفها الرّئيس ميشال سليمان بالخشبيّة وهو التوصيف الأكثر دِقَّةٍ، إذ لا يُمكن ان تستقيمَ الدّولة في ظلِّ فريقٍ يحاصرُها بقراراتٍ يتخذُها من دون العودة إلى الجيشِ ولا حتّى إلى الشّعب… وعندَ وقوعِ الكارثةِ يدفعُ الشعبُ المسكينُ أغلى ما يملك، تمامًا كما حصل بالأمس، عندما دفع “حزب الله” بعضَ أبناءِ البلدات الحدوديّة إلى الموتِ المحتّم، غير آبهٍ لتعليماتِ الجيش اللبناني ومن دونِ أي اعتبارٍ للدولة المسؤولة عن أمنِ مواطنيها.

يحاولُ “حزب الله” فرضَ أمرٍ واقعٍ جديدٍ يبدأ من الجنوبِ للتملّص من اتفاق الإذعان مع إسرائيل، ويحاولُ الارتدادَ إلى الدّاخل ليقول للشعب اللبناني المؤمن بالدولةِ: “إيَّاك أن تحلمَ بدولة، نحن الدّولةُ ونحن من يتحكَّمُ بمصيرها”.

يحاولُ “حزب الله” استفزازَ أهالي بيروت وفرن الشباك وعين الرمانة وسنّ الفيل والجديدة، لتعويضِ خسارتِه الموْصوفة أمام إسرائيل.

يحاولُ إحْراجَ الرئيس المكلّف تشكيلَ الحكومة، القاضي الآدمي نوّاف سلام، سعيًا إلى إخراجِه كما حصل مع السفير مصطفى أديب، غيْر مدركٍ أنَّ الغالبيةَ السَّاحقةَ من اللبنانيّين تؤيّد القاضي نوّاف سلام وتدعوه إلى تشكيلِ الحكومةِ التي يراها مناسبةً بمعزلٍ عن رأيِ “حزب الله”، وليتحمّل مسؤوليةَ عرقلتِها أو عدمَ منحِها الثقة.

يحاولُ “حزب الله” استفزازَ رئيسِ الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، من خلالِ الاستهزاءِ بالجيشِ والتصويبِ على دورِه والتّحريضِ عليه على منصات التّواصل، والكلّ يعلمُ أنَّ الهمَّ الأوّلَ عند الجيش اللبناني حماية المواطنين وعدم تعريضِهم لخطرِ التصادم مع الجيش الاسرائيلي المستعدّ في أي لحظة لإطلاقِ النّار غيْر آبهٍ أو مكترثٍ لعواقبَ أو نتائِج.

أَمَا حانَ وقتُ القولِ لهذا الفريق إنَّ “مقاومتَك” مصدرُ الخراب، وإنَّ مشروعَك استجلب الويْلات، وإنَّ عدمَ انتظامِك تحت سقْف الدّولة يرتدُّ سلبًا على أهلِك وناسِك؟

أَمَا حانَ وقتُ مصارحتِه، أنّ إعادةَ الإعمارِ تحتاجُ إلى مساعدةِ الدّول، ومساعدةِ الدّول تحتاجُ إلى حكومةٍ موثوقةٍ، والحكومةُ الموثوقةُ تحتاج إلى تأليفٍ يشاركُ فيه “حزب الله” كما يشاركُ “حزب الكتائب”، تحت سقفِ الدّستور، لا أكثر ولا أقلّ…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us