“بالعشرين عساحتنا راجعين”… التيار الأزرق عائد بقوة قريبًا
يأمل أحدُ مستشاري الرئيس الحريري، عبر “هنا لبنان”، عودتَه النهائيّةَ مع صقورِ تيارِه في أقربِ فرصةٍ بهدفِ شدِّ العصب، لأنَّ الاعتدالَ السياسي على ما يبدو لا يفيدُ في لبنان، فغيابُه يعني غياب أكبر تيارٍ سياسي يمثّلُ أهلَ السنّةِ، الامرُ الذي يرفضُه جمهورُه
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
لا شكّ في أنَّ ذكرى 14 شباط من هذا العام ستكون مغايرةً عن سابقاتِها، وتحديدًا منذ أن علّق الرّئيس سعد الحريري عملَه السّياسي في كانون الثاني 2022، وعزف عن خوضِ الانتخاباتِ النيابيةِ مع نوّاب ومرشّحِين من “تيار المستقبل”، وسافر إلى الخارجِ مكتفيًّا بالعودةِ يومَيْن إلى لبنان للصلاةِ أمام ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنذ ذلك الحينِ والإحباطُ يرافقُ جمهور التيّار الازرق، وإلى تفاقمٍ كان قد بدأَ مع استقالة الحريري على وقع انتفاضة 17 تشرين 2019، بالتّزامنِ مع تداعياتٍ وخلافاتٍ سياسيةٍ ومن ثمَّ خروجه نهائيًّا من الحكْم، الامرُ الذي جعلَ كوادرَ تيار المستقبل وكلّ من يُؤيّدُهم يدعون إلى تصحيحِ المفاهيمِ السياسيّة، وسْطَ جمودٍ كبيرٍ في تحرّكهم، فلا نوابَ ولا وزراءَ بل صمتٌ سياسيٌ، باستثناءِ بعض المواقفِ وفقًا للتطوّرات السياسيّة.
الى ذلك، يأمل أحدُ مستشاري الرئيس الحريري، عبر “هنا لبنان”، عودتَه النهائيّةَ مع صقورِ تيارِه في أقربِ فرصةٍ بهدفِ شدِّ العصب، لأنَّ الاعتدالَ السياسي على ما يبدو لا يفيدُ في لبنان، فغيابُه يعني غياب أكبر تيارٍ سياسي يمثّلُ أهلَ السنّةِ، الامرُ الذي يرفضُه جمهورُه، ناقلًا نقمةَ المُناصرين على سياسةِ الاعتدالِ، لأنَّها لم تعدْ على مستوى طموحاتِهم، مُذكّرًا بأنّ تيار المستقبل كان الأكثرَ جماهيريةً على مستوى لبنان، اذ كان يُساهم بنسبةٍ كبيرةٍ في التشكيلِ والتّعيين وتسميةِ الوزراء، إضافةً الى دورِه الخارجي بين لبنان ودول القرار. ويقول: “نهجُنا الذي يسودُه الخطُّ الوسطي، فَهِمَهُ الطرفُ الآخر وكأنّه الخوْف والضّعْف السّياسي، فضلًا عن أنَّ بعضَ أفرقاء السُّنة غيرِ البارزين، شجَّعوا الحركةَ الناقمةَ على الرّئيس الحريري منذ بدايةِ انطلاقتِه، وكلّ هذا أدّى إلى تشرذمِ الشّارع أكثر فأكثر”.
ورأى أنَّ البعضَ يحاولُ ويعمل ُبجهدٍ كبيرِ لأخذِ موقعِ الرّئيس الحريري، الامرُ الذي يكادُ يكونُ من المُستحيلات، لأنَّ أهلَ بيروت بصورةٍ خاصةٍ لا يقبلون بغيرِه زعيمًا لهم، وما سوف يظهرُ في 14 شباط المقبل، سيؤكِّدُ أنّه كانَ وسيبقى الزَّعيم السنّي الاوَّل، مُعتبرًا أنّ المشهدَ المرتقبَ سيكون صاخبًا في ساحةِ الشهداءِ، التي ستجمعُ حشودًا كبيرةً ومن كل المناطق اللبنانية”.
باختصار، هذا العام لن يسودَ الصّمتُ السّياسي، ولن يقتصرَ الهدوءُ على زيارةِ ضريح الرئيس الشهيد، وإلقاءِ السّلام على الحاضرين من الحشود الشعبيّة، واللقاءاتِ السياسيّة القليلةِ جدًّا ومن ثم المُغادرة. إذْ ووِفق معلومات “هنا لبنان” فزيارةُ الرّئيس الحريري هذا العام إلى بيروت ستحملُ الكثيرَ في طيَّاتها، وما تشهدُه المناطقُ المؤيِّدةُ له خيرَ دليلٍ على ذلك، إذ تنتشرُ فيها اللّافتاتُ المرحّبة به وبصور الرئيس الشهيد والشّعارات في معظمِ مناطقِ العاصمة، خصوصًا الطّريق الجَديدة معقَل التيار الازرق. كما لنْ تغيبَ مناطقُ شمالية وبقاعية جنوبية عن مظاهرِ التأييدِ للرّئيس الحريري والمشاركةِ في الذّكرى، مترافقةً مع عودة تيار المستقبل إلى السّاحة وبقوّة، بالتزامنِ مع التطوّرات السياسيّة المهمّة، التي قلبت الأوضاعَ رأسًا على عقِب في الإطار الإيجابي.
في السياق، ووفق معلومات “هنا لبنان” أيضًا، فالرّئيس الحريري سيلقي كلمةً مهمّةً مباشرةً خلافًا للسنوات الماضية، ستتناول المستجدّاتِ والتحوّلاتِ التي شهدَتها المنطقةُ ولبنان خصوصًا، والتَّوازن الجديد بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتسمية رئيس الحكومة المكلّف نوّاف سلام، على أن يحدِّدَ خلالَها موقفَه من العهد الجديد ورؤيتِه السياسيّة، مع الإشارة إلى أنّ التحضيراتِ قائمةٌ على قدمٍ وساق والعنوان لافت جدًّا ” بالعشرين عساحتنا راجعين”، في إشارةٍ إلى مرورِ عشرين عامًا على الذّكرى. هذا العنوان أطلقه الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ودعا عبْره جميع الحزبيّين والمناصِرين في كلّ المناطق اللبنانية إلى المشاركةِ بكثافةٍ، والقولِ بصوتٍ واحدٍ “رفيق الحريري ورفاقه استشهدوا من أجل لبنان”.
كما سيوجِّه المؤيِّدون الذين سيواكبون حضور الحريري رسالةً اليه، مفادُها ضرورة تَوَقُّفِهِ عن تعليقِ العمل السياسي، ولمّ الشمل في توقيتٍ حساسٍ ودقيقٍ، يتطلّبُ إزالةَ التشرذمِ وتصحيحَ الخللِ وملءَ فراغِ السّاحةِ السنيّة، لأنّ هذه المناسبةَ الأليمةَ ذكرى جامعة كالعادة، وموحَّدة لإطلاق المواقفِ ورسم خارطةِ العودةِ غير البعيدةِ، للتحضير للاستحقاقاتِ المُرتقبة، وتأتي في طليعتِها الانتخابات النيابية في أيار 2026.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل يُحَرَّرُ الجنوب باستباحة عين الرمانة والجميزة ومغدوشة وصيدا…؟! | مَن ساهم في توتير العلاقة بين برّي و”الحزب”؟ | بعد جوزاف عون… نواف سلام وإنطلاقة قوية للعهد السيادي المنتظر منذ عقود |