التشكيلُ وإنهاءُ مفاعيلِ الممانعة

الفرقاء المعارضون لـ “الحزب” لن يتركوا الساحةَ له لا في داخلِ الحكومة ولا في خارجِها وهم بذلك يجنِّبون الرّئيس المكلّف ولبنان دفعَ المزيدِ من الأثمانِ جرّاء ما يمكن أن ينتج عن الخروجِ عن المسار العربي والدولي الذي يرعى لبنان حاليًّا
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
ليس المخاضُ عسيرًا لولادةِ الحكومةِ، ولكنَّ الأمرَ يتطلّبُ بالدرجةِ الأولى قرارًا من الرّئيس المكلّف نوّاف سلام بأن لا يراعي سوى المصلحةِ اللبنانيّةِ في هذه المرحلةِ، وهو يعرفُها ويدركُها جيدًا ويعملُ لها، ولكن تبقى خطوَة إلى الأمام، وهي أنْ يضعَ الرّئيس سلام لائحةَ التشكيلة كما يراها هو، ولن تكون عندَها أيّ عُقَد لا يمكنُ حلّها بينه وبين رئيس الجمهورية لأنّ الهدفَ واحد وهو استنهاضُ لبنان من الحفرةِ التي أسقطوه فيها.
في لبنان لا يمكن أبدًا ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال تكرار تجاربِ الحكوماتِ السابقةِ لا مباشرةً ولا مواربةً، والمطلوبُ هو تشكيلةٌ تكسِر الأعرافَ والممارساتِ السّابقةَ ولا تُبقِي منها أيْ أَثَر، لأنَّ إبقاءَ هذا الفيروس بأيّ شكلٍ من الأشكالِ سيسمحُ له بإيجادِ البيئةِ التي ستسمحُ له بنشرِ العدوى مجدّدًا وإحباطِ المسيرة التي يحلُم اللبنانيون بها.
وفي هذا السِّياق، لا بُدَّ وأن لا يلتفت الرّئيس المكلّف أو أن يخشَى أيّ ممارساتٍ يمكن أن يلجأَ إليها البعض ولا سيما ثنائي أمل حزب الله، بل يفترضُ أن يضعَ هؤلاء أمام مسؤولياتِهم ولا سيما الحزب لجهةِ أنّه كان السببَ في معاناةِ اللبنانيّين مع الحرب الأخيرة والأثمان التي دفعوها طوال السّيطرة على قرارِ الدولة وأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون، وهذا ما يحتِّم ان يبقى هؤلاء بعيدًا عن القرارِ في الحكمِ والسُّلطة باعتبارِ أنّهم مارسوا هذا الدور ولم يستمعوا إلى أي تحذيراتٍ أو مناشداتٍ وضربوا عرض الحائطِ بكل الاعتراضاتِ وسقطت كلّ أقنعة الشراكة والوحدة الوطنية.
قد يقول البعض إنّ خطوةً كهذه لن تسهّل عمل الرّئيس المكلّف تشكيل الحكومة وهو قول قد يكون صحيحًا لأنّ هذه الجهات تريد الاستمرارَ بالإمساكِ بقرار السلطة بأي شكلٍ من الأشكال، علمًا أنَّ الفرقاء الآخرين ولا سيما المعارضِين لحزب الله لن يتركوا الساحةَ للحزب لا في داخلِ الحكومة ولا في خارجِها وهم بذلك يجنِّبون الرّئيس المكلّف ولبنان دفعَ المزيدِ من الأثمانِ جرّاء ما يمكن أن ينتج عن الخروجِ عن المسار العربي والدولي الذي يرعى لبنان حاليًّا وينتظر المزيد من الخطواتِ الإيجابيّةِ والحاسمةِ للتأكيد أنَّ مفاعيلَ الممانعةِ قد انتهت.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() حلٌّ للنزاع الحدودي.. والتطبيع برسم حلّ الدولتين | ![]() حرب الآخرين وليست حرب لبنان | ![]() في الاتحاد قوّة |