معاملات عالقة وأخرى مكدّسة عند المدخل… ماذا يحصل في المؤسّسة العامة للإسكان؟


خاص 31 كانون الثاني, 2025

ما زالت قروض الإسكان متوقّفةً ولن تعود قبل أن يتحقَّق الاستقرارُ السياسي والاقتصادي في البلاد، وما بين تصريحاتِ رئيس مجلس إدارة المؤسَّسة العامة للإسكان وما رأته أعين المواطنين وتأكيدات الموظّفين تبقى المعاملاتُ عالقةً إلى أجلٍ غير مسمّى

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

منذُ أكثر من عامٍ، يحاولُ وليد فكََّ رهنِ بيتِه في “المؤسسة العامة للإسكان”، بعد أن حالفَه الحظّ خلال الأزمةِ الاقتصاديّة التي مرّت على لبنان منذ 5 سنوات وتمكن من تسديدِ القرضِ السّكني الذي استلفَهُ من أجلِ شراءِ منزلِه، مستفيدًا في تلك الفترة من تقلّباتِ سعرِ الصرفِ وتدهورِ قيمةِ العملةِ الوطنية.

يختبر وليد أسبوعيًّا حظَّه مع المؤسَّسة العامة للإسكان، علّها تحصل معجزة إلهية فيتمكّن من إنجازِ معاملته المتعثّرة بنجاح.

وفي كلّ مرّةٍ يصطدمُ بحُجَجِ الموظّفين الذين يشتكون من نقصِ التّجهيزات والمُستلزمات، أو من نقصٍ في عددِ الموظّفين الذين يعملون بالحدّ الأدنى لديهم وبساعاتِ عملٍ أقلّ وسطَ أداءٍ وظيفي شبْه معدوم، أو بغيابِ الموظّفِ المسؤولِ عن تمريرِ معاملته.

ويقول وليد لموقع “هنا لبنان”: “مرَّة يقولون لي لا يوجد مازوت لطباعة الأوراق ولا قرطاسيّة، ومرَّة يقولون أنَّ الموظفَ غائب، ومرَّة يتحجَّجون بتراكمِ المعاملات وإنجازِها حسب الأولويةِ علمًا أنَّ يومَ العمل الرّسمي في المؤسّسة العامة للإسكان هو يوم الأربعاء للمراجعات فقط”… حتى أصبح هذا اليوم بالنسبة لوليد كابوسًا مرعبًا.

وبحسبِ وليد الذي زار المؤسسة العامة للإسكان يوم أمس فإنَّ مئاتِ الطلبات والملفات كانت متراكمةً ومكدّسةُ على الأرضِ من دون أن يعرفَ أحد مصيرَها، وبحسب بعض الموظفين فإنَّ هذه المعاملات غير منجزةٍ ومرميةٍ عند مدخل المؤسَّسة منذ أيام.

ما يطرح علامات استفهام حول إهمالِ الموظّفين واستهتارِهم بمعاملاتِ المواطِنين. أما بالنّسبة لأزمةِ المماطلةِ بإنجازِ المعاملات فحالُ وليد كحالِ آلاف اللبنانيّين الذين ينتظرون فرجَ تحريرِ معاملاتِهم وفكِّ رهنِ منازلهم وتسجيل ملكيّاتها.

وللوقوفِ على تفاصيلِ الموضوعِ، اتصل موقعنا برئيس مجلس الإدارة والمدير العام للمؤسّسة العامة للإسكان روني لحود الذي أكد أنَّ “القروضَ السكنيّة التي تمنحها المؤسّسة لطالما شكَّلَت متنفّسًا لذوي الدّخل المحدود والمتوسّط حيث لعبت المؤسّسة دورًا مهمًّا في حياةِ اللبنانيّين الشباب منذ التسعينيّات، من خلال القروضِ السّكنية طويلةِ الأجل التي قَدَّمَتْها لهم، إلّا أنَّ الأزمةَ الاقتصاديّة والماليّة التي ضربت لبنان أثَّرت في كل القطاعات بما فيها المؤسسة العامة للإسكان التي توقَّفَت عن قبولِ أي طلبٍ لقرضٍ سكني منذ العام 2018، إلّا أنّها كانت بمثابةِ فرصةٍ ذهبيةٍ للمقترضين الذين سارعوا إلى تسديدِ قروضِهم دفعةً واحدة من دونِ الالتزامِ بمدَّة الـ30 عامًا بسببِ تدهوُرِ سعرِ صرفِ العملةِ الوطنية، وهو ما أدّى إلى هجمةٍ كبيرةٍ جدًّا على المؤسّسة، لافتًا الى أنّ تلك الفترة تزامَنت مع جملةٍ من الازمات التي ضربت البلاد”.

ويضيف لحود: “كل ذلك أثّرَ في سير عمل المؤسّسة وتسبَّبَ لها بمشاكلَ عديدةٍ وعطَّلَ عملَها، حتّى أنّه في أوقاتٍ كثيرة لم يتمكّن الموظفون من الوصولِ الى مكانِ عملهم، إضافة الى الحربِ الاسرائيليّة على لبنان ما ادّى إلى تراكمِ الملفّات”.

وشرح لحود: “من المفترضِ أن يتمَّ إنجاز 5 آلاف ملفٍ سنويًّا كي تسيرَ الأمور بشكلٍ تدريجيّ ويوميّ، إلّا أنّ تسديدَ كل المقترِضِين لقروضِهم دفعةً واحدةً عرقلَ سيْرَ عملنا وأصبح بين يدينا 85 ألفَ ملفٍّ يتطلّب المعالجة دفعةً واحدةً، الامرُ الذي يتطلّب مزيدًا من الموظّفين”.

ويقول: “من المفترضِ أن يبلغَ عدد الموظفين في المؤسّسة 160 موظفًا فيما يعمل حاليًّا أقلّ من 35 موظفًا، ففي قسم الطباعة مثلًا لا يوجد موظفين وفي القسم الاداري يعمل 3 موظفين وكذلك الحال بالنسبة لقسم المحاسبة، وعلى الرّغم من ذلك ما زالت المؤسَّسة قادرةً على إنجازِ 4500 قرض سنويًّا”.

أمَّا بالنسبةِ لموضوعِ الملفّات المكدّسة والتي أثارت موجةَ انتقاداتٍ بين المواطِنين يقول لحود: “المعاملاتُ الموجودةُ عند مدخلِ المؤسَّسة هي معاملاتٌ منجزةٌ وبصددِ نقلِها إلى المستودعِ ولا صحَّة لكلّ ما يشاع عن أنّها مهملة أو مرميّة، ولكن الموظف المسؤول عن تنظيمِها كان غائبًا ويتم العمل على معالجةِ الموضوعِ واعادة الملفات الى مكانِها”.

وفيما يتعلق بقروض المؤسسة، فيشير لحود إلى أنَّ “القروضَ ما زالت متوقّفةً وهي لن تعود قبل ان يتحقَّق الاستقرارُ السياسي والاقتصادي في البلاد”.

ما بين تصريحاتِ رئيس مجلس إدارة المؤسَّسة العامة للإسكان وما رأته أعين المواطنين وتأكيداتِ الموظّفين تبقى المعاملاتُ عالقةً حتى زيادة أعداد الموظفين لإنجازها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us