سباقٌ بين الفوضى العارمة والانتظام العام


خاص 1 شباط, 2025

بداية الانتظام العام تكون بإصدارِ مرسومِ تشكيل الحكومة، وليحمِلها الرّئيس نوّاف سلام الى مجلس النّواب، ولتَكُنْ المنازلة الكبرى في ساحةِ النجمة، وعندها يُعرَفُ مَن يسوِّقُ للفوضى العارمة، ومَن يريدُ الانتظامَ العامّ.

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

ما يحصل في البلد، منذ بداية العهد، ليس صحّيًّا على الإطلاق، هناك عوارض مرضيّة ظاهرُها تعقيدات تقليديّة، لكنّها في باطنِها محاولات خبيثة لإفشال العهدِ في بداية تقليعتِه.

للتذكير، فإنَّه لم يمرّْ على انطلاقة العهد أكثر من ثلاثة أسابيع، ومن الظّلم البدء بمحاسبتِه على هذه الأسابيع الثلاثة. لسان حال الكثيرين: “أعطوه قليلًا من الوقت”، هذا صحيح ومنطقي، لكن المؤشّرات التي يُحصيها المراقبون تعطي أكثر من انطباعٍ أنَّ ما يُخطَّط له هو عبارةٌ عن محاولاتِ تفشيلِ العهدِ من خلال ظواهر تُنفِّر ولا تقرِّب، ومن هذه المؤشرات:

– محاولات حزب الله تحدّي الرّئيس في عقر داره، إذا صحّ التعبير، من خلال عَراضَاتِ الموتوسيكلات لثلاثةِ أيامٍ على التوالي. وهذا التحدّي موجَّهٌ شخصيًّا إلى رئيس الجمهورية، وكأنَّ حزب الله يقول لرئيس الجمهورية: “نحن هنا”.

– المؤشِّرُ الثاني هو تحدّي القراراتِ الدّولية ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بكلّ مندرجاتِه، وكذلك اتّفاق وقف إطلاق النار. فحزب الله يقدِّم “قراءتَه” التي لا تعني شيئًا، والتي تُلزمُه وحده من دون سواه، فـ”قراءتُه” تقولُ إنَّ عدمَ وجودِ السّلاح يتعلق بجنوب نهر الليطاني، علمًا أنّ الاتفاقَ يقول “بدءًا من جنوب الليطاني”.

– من خلال استفزاز الدّاخل وعدم احترام القرار 1701 وعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، يأخذ حزب الله البلدَ عن سابقِ تصوّرٍ وتصميمٍ إلى الفوضى التي يبدو أنّها تناسبُه وحده من دون سواه.

حيال هذا الأمر، كيف يجب أن تكون مواجهةُ هذه الفوضى؟ بالانتظام العامّ، ولا شيء غيْر الانتظام العامّ، وهذا يعني استكمالُ إعادةِ تكوينِ السلطةِ والذي بدأ لكنّه لم يكتمل بعد. صحيح أنَّه تمَّ انتخاب رئيس للجمهورية، لكنه لا يستطيعُ أن يفعلَ شيئًا من دون حكومة، الامر عينه ينطبق على الرّئيس المكلّف نوّاف سلام، فصفة “رئيس مكلّف” لا مفاعيل لها إذا لم يؤلِّف.

بهذا المعنى، تكون الفوضى متقدمةً على الانتظام العام، واذا استمرّ الوضعُ على ما هو عليه، يكون العهد تلقّى أوّل انتكاسةٍ له في الاسابيع الاولى من ولادته.

وبداية الانتظام العام تكون بإصدارِ مرسومِ تشكيل الحكومة، وليحمِلها الرّئيس نواف سلام الى مجلس النّواب، ولتَكُنْ المنازلة الكبرى في ساحةِ النجمة، وعندها يُعرَفُ مَن يسوِّقُ للفوضى العارمة، ومَن يريدُ الانتظامَ العامّ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us