سباق الذكاء الاصطناعي… 6 شركات صينية تهدد الهيمنة الأميركية
![](https://www.thisislebanon.com/wp-content/uploads/2025/02/الذكاء-الاصطناعي.jpg)
أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “ديب سيك” (DeepSeek) جدلًا واسعًا بعد إطلاقها نموذجها الجديد “آر1” (R1)، الذي يُقال إنه يضاهي في أدائه نموذج “أو1” (O1) من شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) الأميركية، رغم استخدامه شرائح أقل تطورًا من شركة “إنفيديا” (Nvidia)، وهو ما اعتُبر اختراقًا كبيرًا في التكنولوجيا الصينية المتقدمة.
وجاءت ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة متباينة، إذ وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمر بأنه “دق ناقوس الخطر”، في إشارة إلى القلق المتزايد في واشنطن من احتمال تفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي. في المقابل، تم الإشادة بمؤسس “ديب سيك”، ليانغ ونفينغ، كبطل قومي، حيث تمت دعوته لحضور ندوة برئاسة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، تعكس تسارع جهود الصين لتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
يثير هذا التطور مخاوف أميركية من احتمال تجاوز الصين للولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، على الرغم من القيود الأميركية المفروضة التي تمنع بكين من الوصول إلى الشرائح المتقدمة. ولكن ما يزيد القلق، هو أن “ديب سيك” ليست إلا واحدة من عدة شركات صينية تعمل بقوة في هذا المجال، مع هدف واضح يتمثل في جعل الصين رائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وفق استراتيجية أعدتها الحكومة الصينية لمنافسة الهيمنة الأميركية التكنولوجية.
وكشفت صحيفة “غلوبال تايمز” أن الصين بصدد إنشاء صندوق استثماري بقيمة 60 مليار يوان (حوالي 8.21 مليارات دولار) لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة فرض قيود جديدة على تصدير الشرائح المتطورة.
وفي مواجهة هذه التحديات، استثمرت بكين بشكل مكثف في صناعة أشباه الموصلات لتطوير قدراتها على إنتاج شرائح متقدمة محليًا، مما قد يساعدها على تجاوز القيود الأميركية تدريجياً.
“ديب سيك” ليست وحدها في الساحة، حيث كشفت عدة شركات صينية عن نماذج جديدة، تسعى لمنافسة نظيراتها الأميركية، ومن أبرزها:
علي بابا كلاود (Alibaba Cloud)
أطلقت في 29 كانون الثاني الفائت نموذجها الجديد “كوين 2.5-ماكس” (Qwen 2.5-Max).
تدّعي الشركة أن نموذجها يتفوق على “ديب سيك” ونموذج “لاما 3.1” من شركة “ميتا”.
توقيت الإعلان، خلال عطلة رأس السنة الصينية، يعكس ضغط المنافسة المحلية بعد إطلاق “ديب سيك”.
زيبو (Zhipu AI)
شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي مقرها بكين، ومدعومة من “علي بابا”.
أدرجتها واشنطن على قائمة الحظر التجاري في 15 كانون الثاني، بزعم أنها تدعم التقدم العسكري الصيني.
طورت تطبيق “أوتو جي إل إم” (AutoGLM)، الذي يساعد المستخدمين على تشغيل هواتفهم عبر أوامر صوتية معقدة.
مونشوت إيه آي (Moonshot AI)
أطلقت في 20 كانون الثاني نموذج “كيمي كي 1.5” (Kimi K1.5)، القادر على معالجة 200 ألف حرف صيني دفعة واحدة.
حصل على ترقية حديثة تجعله قادرًا على التعامل مع مليوني حرف صيني، وهو إنجاز غير مسبوق في معالجة النصوص الطويلة.
بايت دانس (ByteDance) – الشركة الأم لـ”تيك توك”
كشفت عن نموذج “دوباو 1.5 برو” (Doubao-1.5-pro)، الذي يتفوق في اختبارات معينة على نموذج “أو1” الأميركي.
تعتمد سياسة تسعير منخفضة، حيث تقدم خدماتها بنصف تكلفة “ديب سيك” وأقل بكثير من “أوبن إيه آي”.
تينسنت (Tencent)
رغم شهرتها في صناعة الألعاب والتطبيقات، طورت “تينسنت” نموذج “هونيون” (Hunyuan) لتحويل النص إلى فيديو.
يُقال إنه يتمتع بكفاءة تضاهي “لاما 3.1” من “ميتا”، لكنه يستخدم عُشر قوة الحوسبة المطلوبة لنموذج ميتا.
يرى الخبراء أن الطفرة الحالية في تطوير الذكاء الاصطناعي بالصين تعكس استراتيجية مدروسة، إذ لم تمنع القيود المفروضة الشركات الصينية من تحقيق تقدم ملحوظ.
وفي هذا السياق، قال مات شيهان، الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصص في الذكاء الاصطناعي الصيني:
“إذا كانت الحكومة الأميركية تعتقد أن كل ما نحتاجه هو سحق (ديب سيك) حتى نكون بخير، فيجب أن نحضر أنفسنا للمزيد من المفاجآت غير السارة.”
مواضيع ذات صلة :
![]() كيف يستغل الأشرار الذكاء الاصطناعي لأغراض مشبوهة؟ | ![]() هل يفهمك الذكاء الاصطناعيّ؟ | ![]() فجر قرصنة الذكاء الاصطناعي: فهم مخاطر الذكاء الخارجي |