“كلنا إرادة” تسوّق للأزمات والانقلابات ومخطّطاتها كُشِفَت

“كلنا إرادة” ترتدي ثوب التغيير نحو الأفضل وتُقدِّم الإغراءات وتحاول إظهار نفسها وتوجّهاتها ضمن أرقى المستويات، وفي الحقيقة أنّ تغييرها يهدف إلى خلق أزمات والقضاء على دعائم أساسيّة للبلاد ويومًا بعد يوم تشعّ حقيقة مآربهم وسيكون هناك من يواجههم حتمًا.
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
في العام 2017، تأسست منظمة “كلنا إرادة” بتمويلٍ لبناني يأتي من مواطنين لبنانيّين مقيمين في لبنان ومغتربين يسعون لإحداث تغيير إيجابي في وطنهم… هكذا تُعرِّف المنظمة عن نفسِها رافعة شعار الاستقلاليّة، ولمن يتابع صفحتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو يطَّلع على عملِها يغرقُ في الاحلام الوردية عن المفهوم الكامل للدّولة والقضاء ومكافحة الفساد… وللوهلة الأولى، يجد هذا المتابع أنّ هذه المجموعة “المستقلة” من مروّجي العمل لـ”المدينة الفاضلة” والسّاعين إليها.
يحاضِر منتسبوها، كما يقول المراقبون، بمبدأ الوقوف إلى جانب المظلوم، وأعمالهم على الأرض لا تعكس إلّا توالي الانهيارات في البلد والانقلاب على هذا المبدأ، وِفق ما يقول مراقبون، لا بلْ يبالغ اعضاؤها بالدّفاع عن اموال المودعين لدرجة الاستعانة بالحِكمة المصريّة القائلة “أسمع كلامك أصدّقك… اشوف امورك أستعجب”. والحقيقة أنَّ هذه المجموعة صاحبة الرّقم 1 في تسريع الانهيار والضّغط في اتجاه التخلّف عن الدّفع وضرب القطاع المصرفي لتطيير أموال المودعين وتصفير ديون الدّولة. سَمِعَ منهم الرّئيس حسان دياب نصيحةَ التخلّف ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
ترغب هذه المجموعة التي يجهل كثيرون مصادرَ تمويلها في أن تجد لنفسِها مكانًا في الواقع السياسي والاقتصادي، تنشُرُ أطروحاتٍ تسرّ لها العين أمّا في الحقيقة فإنّ مخطّطاتها “مشبوهة” للبلاد، ولولا كشْفها إعلاميًّا من خلال بعض الصحافيّين لكانت حقّقت ما أرادته، فهي أوْحَت لنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي بِوضْع ورقةِ نسْف القطاع المصرفي وتصفيته وقادت حملة اتهامات مجحفة بحق إعلاميّين وتكرّر المحاولات انَّما عبثًا.
تنشط هذه المجموعة في أكثر من اتّجاه للتّرويج لمجموعة استحقاقات وهذا ما أقدمت عليه في الانتخابات النيابيّة السابقة وأغدقت على مرشّحين دعمتهم بوعود الوصول إلى النّدوة البرلمانيّة مقابل مبالغ مالية يدفعُها هؤلاء المرشحون للجمعيّة ومصير هؤلاء كان الفشل الذريع.
أمّا اليوم فتدفع في اتجاه تخصيص مقاعد وزاريّة لشخصيّات من صلبها كي يكتمل “النّقل بالزعرور”، وهناك من يجزم تدخلها الفاضِح في تأليف الحكومة تحت عنوان “التّغيير” في حين أن بعض أعضائِها يعملون تحت الطاولة، ومرشّحوهم للوزارة تواصلوا مع من اعتبروهم “الدويْلة”. إنَّها معاييرهم الانقلابية ومحاولاتهم للتسلّل إلى عمق الدولة وفرض قواعدهم في المال والسياسة.
“كلنا إرادة” ترتدي ثوب التغيير نحو الأفضل وتُقدِّم الإغراءات وتحاول إظهار نفسها وتوجّهاتها ضمن أرقى المستويات، وفي الحقيقة أنّ تغييرها يهدف إلى خلق ازمات والقضاء على دعائم أساسيّة للبلاد ويومًا بعد يوم تشعّ حقيقة مآربهم وسيكون هناك من يواجههم حتمًا.