الرابع عشر من شباط.. والحكاية التي لم تنتهِ


خاص 11 شباط, 2025

في الرابع عشر من شباط من كل عام، يتجدّد الوفاء للرئيس الحريري ودائماً ضمن محطة وطنية جامعة لرمز جامع أنهى الاقتتال وبنى دولة وقدم الكثير في الاقتصاد والتعليم، وكل ذلك في عز الأزمات

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

وكأنّ عقارب الساعة في ذلك يوم الأسود في الرابع عشر من شباط من العام ٢٠٠٥، لم تكن تريد أن تدور لتشهد على وفاة أعظم رجالات لبنان. أرادت أن تتعطل وربما أن تنسف تلك اللحظات أو تدمرها ولو كان بإمكانها أن تحبط مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وتقتلع أيادي الغدر لما قصّرت أبداً.

ما بعد ذلك التاريخ حلّ الظلام على البلاد بعدما تنعم لسنوات وسنوات بخيرات فعلتها عزيمة وإرادة الرئيس الشهيد، في حين انتقل ابناؤه من الطوائف والمناطق اللبنانية كافة إلى ضفة الانهيارات والأزمات على مستويات مختلفة، ولكن في الوقت عينه توحد اللبنانيون لإنهاء زمن الوصاية السورية على البلاد ونجحوا في ذلك.

في الرابع عشر من شباط من كل عام، يتجدّد الوفاء للرئيس الحريري ودائماً ضمن محطة وطنية جامعة لرمز جامع أنهى الاقتتال وبنى دولة وقدم الكثير في الاقتصاد والتعليم وكل ذلك في عز الأزمات.

في السياسة، كان رجلاً وطنياً بامتياز أقام أفضل العلاقات مع محيط لبنان الخارجي ومدّ جسور التلاقي وكان رجل الاعتدال الأول ومن أبرز المنادين بالحوار ومسيرته حافلة بالعطاءات التي لا تنتهي.

“لا ما خلصت الحكاية”.. هكذا يردّد محبّوه الذين فقدوا شخصية لن يكرّرها التاريخ المعاصر، رجل حمل همّ الوطن أينما حل، رئيس حكومة كل لبنان.

وفي هذه المناسبة، يقول النائب السابق الدكتور عاصم عراجي لموقع “هنا لبنان” أنّ ذكرى الرابع عشر من شباط هي ذكرى أليمة لجميع اللبنانيين الذين خسروا رجلاً أعاد للبنان الروح، فمن عرفه عن قرب أحبّ تواضعه وكرمه ووقوفه إلى جانب أبناء بلاده أينما كانوا ومن دون تمييز، فهو من أعاد وجه لبنان الحضاري وكانت له الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية كما العدوان الإسرائيلي على الجنوب.

ويلفت الدكتور عراجي إلى أنّ الرئيس الشهيد بنى الجامعات وافسح المجال أمام ألوف الطلاب لاستكمال تعليمهم وكان وراء تقديم المنح الدراسية ولم يوصد أبوابه أمام أيّ طالب للمساعدة.
“اغتيل ظلماً”، هذا ما يقوله عراجي الذي يوجه التحية لروح رجل على مساحة الوطن بذل نفسه من أجل بلده وعزز الاقتصاد وازدهرت الأوضاع في عهده. كان الرئيس الشهيد رجل خير ويحظى بثقة العالم أجمع، وبعد اغتياله تدهورت الأوضاع.
ورداً على سؤال يوضح أنّ لبنان يحيي هذه الذكرى في هذا العام كما الأعوام السابقة وإنّ الرئيس سعد الحريري سيلقي كلمة سياسية لن تكون منفصلة عن التطورات التي حصلت في لبنان وسوريا والمنطقة، أما أي قرار بوقف تعليق نشاطه السياسي فيعود إليه، وسيكون القرار مدروساً وربما هناك خطوات تتخذ على مراحل.
ويؤكد أنّ الرئيس سعد الحريري وبعد قرار المحكمة الدولية حول اغتيال والده عمل على منع الفتنة، وأكد مراراً وتكراراً حرصه على البلد فهو من طينة لا تحقد ولا تشتم، ويقول عراجي أنّ العدالة الإلهية هي الأساس.

خسر لبنان الكثير منذ عشرين عاماً وتحديداً منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي يوم الرابع عشر من شباط رسالة واحدة يتوجه بها اللبنانيون على اختلاف مشاربهم وطوائفهم، وهي التي ردّدها الرئيس الشهيد: “كل خطأ يمكن أن يغتفر إلا أن يبقى لبنان كما هو أسير الخراب. إنّ مقياس الوطنية هو العطاء والبناء وإزالة آثار الحرب من اللبنانيين ومناطقهم”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us