كلمة الرئيس عون في الجلسة الحكومية “مفصلية”.. والعين على البيان الوزاري!

وأخيراً، تشكلت الحكومة بعد مخاض عسير، وتتجه الأنظار اليوم إلى البيان الوزاري، بعدما تشكلت لجنة لصياغته تتألف من رئيس الوزراء نواف سلام، ونائبه طارق متري، ووزراء: المالية ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والأشغال العامة والنقل فايز رسامني.
وكانت لجنة صياغة البيان الوزاري قد عقدت اجتماعها الأول أمس، على أن تعقد اجتماعها الثاني يوم غد الخميس.
إلى ذلك، تحدثت صحيفة “نداء الوطن”، عن “لغم” البيان الوزاري، معتبرة أنّ التحدي الأكبر هو ما سيتضمنه في الموضوعين المهمين: “المقاومة” والفساد.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الثابت في ملف البيان، أنه سيأتي متناغماً مع خطاب القسَم، والذي جاء هذه المرة مسهباً ومفصلاً، ولا يُستبعَد أن يأتي البيان الوزاري على “صورته ومثاله”.
في السياق، لم تستبعد مصادر حكومية لـ”نداء الوطن أن يتم الانتهاء من إنجاز البيان الوزاري في وقتٍ قصير، ليُصار إلى مناقشته في مجلس النواب، لتنال الحكومة الثقة على أساسه، وبعدها ينطلق العهد في ورشة إعادة تكوين السلطة، وهي ورشة معقدة ومتشعبة، “وبالكاد” تكفيها سنة وثلاثة أشهر.
وتقاطعت مصادر “نداء الوطن”، مع مصادر “الديار” والتي توقعت من جهتها أن يتم إنجاز صيغة البيان الوزاري بأسرع وقت، وأوضحت المصادر أنّ النقاشات ستتمحور حول العناوين التالية: تطبيق اتفاق الطائف، تحرير لبنان، تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار، الأمن والحدود، الانتخابات والاستحقاقات الدستورية وضرورة اتمامها في مواعيدها، إنجاز التعيينات الإدارية والمالية والأمنية، والإصلاحات المطلوبة دولياً.
من جهتها توقفت صحيفة “اللواء” عند مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والتي تعتبر بمثابة البوصلة للوزراء الجدد، حيث زودهم فخامة الرئيس بتوجيهات متعددة واضعاً على طاولة المجلس أولويات المرحلة المقبلة القائمة على الإصلاح وعودة الثقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” إنّ رئيس الجمهورية أراد منذ أول الطريق توجيه العمل الحكومي، ولذلك أكد أهمية الإنتماء للدولة وعدم التعطيل وقال إنّ الوزراء وجدوا لخدمة الناس.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هناك ملفات عاجلة تتم مناقشتها، وهو ما قصده الرئيس عون في تعداده البعض منها كالتعيينات والموازنة والانتخابات النيابية والبلدية، في حين أنه كرر التأكيد على موعد الانسحاب الإسرائيلي في الثامن عشر من الشهر الجاري.
ورأت المصادر أنّه في ما خص الملف الإصلاحي فهناك ورشة يعمل عليها انطلاقاً من الدعوة الرئاسية لذلك، وإنجاز هذا الملف يؤدي مباشرة إلى الدعم الدولي.
وكان مجلس الوزراء قد عقد أولى جلساته في قصر بعبدا يوم أمس الثلاثاء، وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في مداخلته “أن لبنان يجب أن ينهض بالإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكل مرافق الدولة”. وشدّد على “أن الانتماء والولاء هما للدولة وليس لأي جهة أخرى، والوزراء هم لخدمة الناس”. وقال: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل إثبات الثقة بدءاً بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية، إضافة إلى التصدي للأمور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات”. وكان لافتاً أن عون شدد على “ضرورة عدم توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى أن التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول، كما طلب منهم في الشكليات الضرورية، رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته.
وأُقر خلال الجلسة تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، وأوضح وزير الاعلام الجديد بول مرقص أن البيان الوزاري “سيكون واضحاً ومقتضباً، ولا يمكن أن أستبق مداولات الوزراء” متوقعاً أن يصدر خلال أيام قليلة.