وقاحة “الحزب”… والحقد على بيروت!

من يظن “حزب الله” نفسه؟ وعلى من يستقوي؟ وبأي سلاح سيقاتلنا؟ بالسّلاح الذي لم يُرفع في وجه إسرائيل؟ بالسّلاح الذي لم يحمِ الجنوب؟ بالسّلاح الذي لم يحفظ أمن السيد نصر الله؟ أو أنّ سلاح الحزب لا يقتل إلّا اللبنانيين، وقوة الحزب لا تظهر إلا في بيروت و7 أيار لم تمُت ذكراه بعد! أو أنّ العدو الوحيد للحزب هو لبنان واستقلاله وسيادته ومطاره الذي يحمل اسم العاصمة واسم الشهيد رفيق الحريري!
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
غالبًا ما يحاول البعض تحويل الهزيمة إلى انتصار. وهذا ليس جديدًا، بل هناك نماذج عدّة سجّلها التاريخ، وأبرزها معركة “واترلو”، والتي تهرّب بها الامبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت من الإقرار بالهزيمة، فادّعى أنّ انسحابه من المعركة تمّ لدواعٍ استراتيجية، غيْر أنّ الواقع كان مختلفًا تمامًا، فالهزيمة كانت حاسمة ونُفِي بونابرت إثرها إلى جزيرة نائية!
واليوم وبعد أكثر من مئتي عام على عقدة الانتصار التي لازمت نابوليون حتى النّفي والموت، ها هو حزب الله يتبع المدرسة نفسها والنهج نفسه!
فبعد حرب مدمّرة ذهب ضحيتها الآلاف، وبعد عمليات اغتيال ممنهجة أسفرت عن خسارة الحزب لأبرز قادة الصف الأوّل، وصولًا للأمين العام السيد حسن نصر الله وخليفته، وبعدما استباحت إسرائيل الجنوب رافضةً الانسحاب، فمدّدت الموعد مرة وها هي تعمل لتمديده مرة ثانية!
بعد كل ذلك، وبعدما تدمّرت الضاحية واستباحت المسيرات بيروت وأسقطت مبانيها، وبعدما باتت قرى الجنوب محرّمة على أهلها، ما زال الحزب يكابِر ويعانِد ويهدّد!
وربما يصحّ القول للحزب هنا “إنْ لم تستحِ فاصنع ما شئت”، فمن لم يستحِ من أهل الجنوب بعدما قتل أبناءهم ودمّر منازلهم وأحرق أرزاقهم في جبهة مساندة لم تكن مدروسة، ومن لم يملك جرأة الاعتذار من الشعب اللبناني على استنزافه اقتصاديًّا وعلى تدمير استقراره “كرمى إيران”، ومن لا يزال يعبث بأمن المطار من خلال حقائب أموال تصل تارةً بطائرات إيرانية وعراقية على الرَّغم من كل التهديدات، لا يمكن أن نتوقّع منه إلّا الوقاحة التي شهدناها في محيط طريق المطار!
فمن يظن حزب الله نفسه؟ وعلى من يستقوي؟ وبأي سلاح سيقاتلنا؟ بالسّلاح الذي لم يُرفع في وجه إسرائيل؟ بالسّلاح الذي لم يحمِ الجنوب؟ بالسّلاح الذي لم يحفظ أمن السيد نصر الله؟
بأي سلاح؟
أو أنّ سلاح الحزب لا يقتل إلّا اللبنانيين، وقوة الحزب لا تظهر إلا في بيروت و7 أيار لم تمُت ذكراه بعد! أو أنّ العدو الوحيد للحزب هو لبنان واستقلاله وسيادته ومطاره الذي يحمل اسم العاصمة واسم الشهيد رفيق الحريري!
غريبٌ هذا الحقد الذي يحمله الحزب على العاصمة، على مطارها، على أمنها.
غريبٌ حقده على لبنان في مقابل ولائه لإيران.
هي الوقاحة، هو الوصف اللائق لما يقترفه حزب الله، وقاحة لحزبٍ لم يستوعب أنّه انتهى، وأنّ زمن أوّل قد تحوّل، وأنّ من صَمَتَ لعصا المبعوثة الأميركية ومن وقّع على اتفاق وقف إطلاق النّار وبَصَمَ على بنوده المذلّة والتي تسمح للإسرائيلي بالتّمادي كما يشاء، لا يحقّ له أن ينطق بكلمة في حضرة أيّ لبناني حرّ كان رافضًا لحرب إيرانية، لم تنقذ غزة وإنّما دمرت لبنان!.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “كلنا إرادة” ترْجُم “البساط”… و”لعيون الكنّة” نواف سلام يصوّب على “الحاكميّة”! | ![]() “أزمة” المعارضة الشيعيّة… وحلم “الكرسي”! | ![]() باسيل الخاسر… “يعكِّز” على هؤلاء |