من طريق القدس إلى طريق المطار


خاص 15 شباط, 2025

هاجت “الموستيكات” وماج الأهالي، لأنّ سلطات المطار لم تأذَن لطائرة إيرانية بالتوجّه إلى بيروت والأسباب معروفة؛ نقل كميّات من الأموال النّقدية غير المخصصة للـ”شوبينغ” ولا هي أموال “عوائل” يعمل أفرادها في تنمية القطاع السياحي في الجمهورية الإسلامية. وما هو غير طبيعي شحن المال لأغراض إعماريّة: “تجديد الأنفاق وفرشها مثلًا”

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

بوحشيّة لا مثيل لها، قصف الطيران الإسرائيلي ومسيَّراته الجنوب كله والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في الشوف وكسروان وجبيل واستهدف العدو قادة الحزب وعناصره في أحياء بيروت وعلى الطرقات ووصل إلى معتمد مالي كان يؤمّن حاجات الناس في أيطو.
وخلال حرب الإسناد والإشغال وحرب “أولي البأس” على “أولي اليأس”، نجا مطار رفيق الحريري الدولي، التابع عقاريًّا للشويفات، من الضربات الإسرائيلية شبه اليومية، منذ 20 أيلول 2024 حتّى عشية توقيع الاتفاق بين الحكومة اللبنانية (بالشّكل) وبين دولة إسرائيل.
لم يُحيَّد المطار نتيجة الضّغوط التي مارسها أمير الشويفات طلال أرسلان على أميركا.
ولم ينجُ مطار رفيق الحريري الدولي من القصف المرعب نتيجة المعادلات التي أرْساها المرحوم في أذهان جمهوره العريض بصريح العبارة عام 2010: “أقول للإسرائيليّين إنّه إذا ضربتم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فسنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب وإذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم وإذا ضربتم مصافي النّفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم”…
تمّ تحييد مطار رفيق الحريري الدولي، وغادر من غادر، وعاد من عاد عبر الـ “ميدل ايست” لأنّ “أميركا” ضغطت ولبنان استجاب ووزير الأشغال السّابق قدم شهادة حسن سلوك.
والآن، على مشارف التشييع المليوني، يعمل “الحزب” الخارج من هزيمة بطعم الانتصار، على افتعال مواجهة مع الداخل والخارج، ستكون نتائجها وخيمة عليه وعلى خصومه.
في 8 تشرين الأول عام 2023، كان أخوتنا في الوطن ذاهبين بكامل قواهم العقلية والعسكريّة على طريق القدس، وإذ بهم يخوضون البطولات الاستعراضية على طريق المطار. وبدل تحرير القدْس احتلّوا لبنان: “شيعة شيعة شيعة… يا زهرا/يا حسين/ الشيعة احتلّوا لبنان”. هذا ما صدَح به الغاضبون، قاطعو طريق المطار ليلة 13 شباط. السبَب المعلن كما قال واحد منهم: “الضغط على نوّاف سلام وجوزاف عون”. يريد “الحزب” من رئيسَيْ الحكومة والجمهورية التصدي للإملاءات الأميركية بعدما وقّع وزراؤه على اتفاق مذلٍ صُنع بين عين التينة وواشنطن.
هاجت “الموستيكات” وماج الأهالي، لأنّ سلطات المطار لم تأذَن لطائرة إيرانية بالتوجّه إلى بيروت والأسباب معروفة؛ نقل كميّات من الأموال النّقدية غير المخصصة للـ”شوبينغ” ولا هي أموال “عوائل” يعمل أفرادها في تنمية القطاع السياحي في الجمهورية الإسلامية. منع نقل الأموال النّقدية فوق العشرة آلاف دولار أو الثلاثة آلاف للمسافر مسألة طبيعية في معظم مطارات العالم. وما هو غير طبيعي شحن المال لأغراض إعماريّة: “تجديد الأنفاق وفرشها مثلًا”. نتيجة رفض وزارة الأشغال منح طائرة “ماهان إير” إذن الهبوط انتظر الركاب ساعات وصول طائرة الميدل ايست لنقلهم إلى بيروت… ليست نهاية العالم.
في تموز 2022، على سبيل المثال، علق لبنانيون في أنطاليا لسبب يتعلّق بحجوزات وهميّة وانتظروا لأيام، وبعضهم ليس معه ثمن سندويش. يومَها لم ينزل أهاليهم إلى المطار لقطع الطريق وشتم رأس الدولة ورأس الحكومة ورأس وزير الأشغال ورأس دونالد ترامب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us