سعد الحريري وخطاب العودة إلى لبنان.. وسوريا
![](https://www.thisislebanon.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250215-WA0003.jpg)
لم يكن مفاجئًا ما أعلنه زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، فالذكرى العشرون لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاءت هذه السنة في ظل تغييرات دراماتيكية وجذرية في لبنان والمنطقة… والعالم. خريطة طريق العودة شبه واضحة: المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، والتي ستكون جسر عبور إلى المشاركة في الانتخابات النيابية في أيار من السنة المقبلة.
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
“اسمعوني جيدًا، هذا التيار، تيار المستقبل، وهذا الجمهور، جمهور رفيق الحريري، باقٍ هنا، وباقٍ معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية، وكل المحطات المقبلة. كيف؟ سبق وقلت لكم: “كل شي بوقتو حلو”…
قرابة الأربعة أسطر، بنحو ثلاثين كلمة، أعلن رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، العودة إلى العمل السياسي “في كل الاستحقاقات الوطنية، وكل المحطات المقبلة”.
لم يكن مفاجئًا ما أعلنه زعيم تيار المستقبل، فالذكرى العشرون لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاءت هذه السنة في ظل تغييرات دراماتيكية وجذرية في لبنان والمنطقة… والعالم.
في لبنان، سقط حزب الله عسكريًا، وهو الحزب المتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والحزب الذي نفَّذ “غزوة بيروت” في السابع من أيار 2008، والحزب المتّهم في معظم اغتيالات شهداء “ثورة الأرز” وبينهم كثر من تيار المستقبل، من النائب وليد عيدو إلى الوزير السابق محمد شطح، إلى اغتيال قادة ومسؤولين عسكريين قريبين من تيار المستقبل ومنهم اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد. هذه الاغتيالات التي وثّقت بعضها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والوثائق التي بدأت تتكشَف عقب سقوط نظام الأسد، تظهر أن حزب الله، بالاتفاق مع نظام الأسد، يتحمّلان مسؤولية الاغتيالات، وهذا ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى القول: “رأيتم كيف أنه إن لم تنصفنا عدالة الارض فعدالة رب العالمين لا يهرب منها أحد”.
هنا يتوقف المراقبون عند معنى هذا الكلام، فيربطون بين الأسماء التي نُشرت عن الضالعين في اغتيال الحريري، وكيف ان حزب الله رفض تسليم أي منهم، ويذكر الجميع كيف أن السيد حسن نصر الله هدّد بأن اليد التي ستمتد إليهم ستُقطَع، “فنحن لدينا قديسون لا مجرمون”، كما وصفهم في إحدى خطبه. واليوم جميع المتهمين صاروا في عداد الموتى، مِن الذي اتخذ القرار إلى الذي نفَّذ، من هنا جاءت كلمة الحريري: “إن لم تنصفنا عدالة الارض فعدالة رب العالمين لا يهرب منها أحد”.
في رحلة العودة إلى الساحة السياسية، يذهب الرئيس الحريري إلى ما هو أبعد من بيروت، إلى دمشق، يُشيد بالشعب السوري البطل، ويصِف النظام السابق بالمجرم، ويقول: “قام الشعب السوري البطل، وطرد المجرم من سوريا. ربما هذه هي بداية العدالة، وربما هذه نهايتها. نُعلن دعمنا لإرادة السوريين ولاستقرار سوريا وإعادة إعمارها وإرادتنا بأفضل العلاقات الندّية من دولة لدولة باحترام كامل للسيادة والاستقلال، كما أعلنت مرارا وتكرارا القيادة السورية الجديدة”.
خريطة طريق العودة شبه واضحة: المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، والتي ستكون جسر عبور إلى المشاركة في الانتخابات النيابية في أيار من السنة المقبلة، فهل يعيد التاريخ نفسه ويحصد الرئيس سعد الحريري نيابيًّا ما حصده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الانتخابات النيابية عام 2000؟.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الرئيس بري بين الأوراق… والأرانب | ![]() سباقٌ بين الفوضى العارمة والانتظام العام | ![]() نجيب ميقاتي حاكم لبنان إلى حين استكمال تكوين السلطة |