هل يمرّ تشييع نصر الله وصفي الدين على خير؟


خاص 18 شباط, 2025

كان من الأفضل تأجيل هذا التشييع، أو الاكتفاء بتشييع متواضع بدلًا من تعريض بيروت وأهلها للخطر الاسرائيلي الذي لا يقيم وزنًا لأي اعتبار، بعد ان اغتال نصر الله وصفي الدين وكبار القادة من دون أن يردعه رادع. وهل سيحضر أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في ظلّ التهديد الاسرائيلي، أم سيأخذ كامل احتياطه ويترك الحشود الغفيرة لقدرها، رهينة مزاج بنيامين نتنياهو، يقصفها أو لا يقصفها، لا أحد يعلم.

كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:

ما إن أعلن “حزب الله” عن موعد تشييع أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله وأمينه العام السابق السيد هاشم صفي الدين الأحد 23 شباط في مدرّجات مدينة كميل شمعون الرياضية، حتّى انهالت التكهنات وبدأت التحليلات والتقديرات التي وصلت إلى انتظار مشاركة مليون شخص من لبنان والعالم في مراسم التشييع، والهتاف بصوت واحد “إنَّا على العهد”.

والملفت أنّ نواب “حزب الله” زاروا الخصوم قبل الحلفاء لإشراكهم في “الوداع الأخير” غير آبهين بمواقف سياسية تعارضهم بقدر ما يريدون أوسع مشاركة شعبية وأكبر مشاركة سياسية ورسمية، تقيهم ربما، شرّ الاعتداء الاسرائيلي المحتمل لمنع التشييع.

وفيما يطمح “حزب الله” إلى مشاركة الجميع، يعمل في الوقت عينه على قطع طريق المطار يوميًّا، وهي صورة “بهيّة” من صوره، لا سيّما الاعتداء الأخير على اليونيفيل وإحراق سيارة نائب قائده، ما “يُشجِّع” النّاس على المشاركة بعد أن كشَّر عن “سلميّته” وعن رغبته في الوقوف خلف الدولة التي دعا رئيسها للمشاركة، ثم قام صبيانه بشتمه واتّهامه بالعمالة والاعتداء على النّصب التذكاري العائد له في بلدته “العيشيّة” الجزينيّة.

غريب أمر هذا الفريق كيف يُفكِّر، وكيف يعمل على تشويه صورته أمام الجميع، وكيف يحشُر أقرب الناس إليه بتصرفات لا يحتملها عقل، بدلًا من العمل العقلاني الدؤوب تحت سقف الدولة، علَّ الشعب اللبناني ينسى، أو يحاول نسيان ما تسبّب به “حزب الله” من ويلات، يدفع ثمنها الشعب اللبناني بأكمله.

وعلى المقلب الإسرائيلي، تبدو الصورة مغايرة، والتهديدات تزداد يومًا بعد يوم، ما يجعل الصورة أكثر تعقيدًا… فهل ستنسحب إسرائيل في 18 شباط أم سوف تتوغّل أكثر فأكثر، وهل يتمّ الانسحاب كاملًا، أم البقاء الإسرائيلي على التلال “الحاكِمة” بات أمرًا واقعًا لا مفرّ منه؟

وماذا عن يوم التشييع، وهل سيحضر أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في ظلّ التهديد الاسرائيلي، أم سيأخذ كامل احتياطه ويترك الحشود الغفيرة لقدرها، رهينة مزاج بنيامين نتنياهو، يقصفها أو لا يقصفها، لا أحد يعلم.

كان من الأفضل تأجيل هذا التشييع، أو الاكتفاء بتشييع متواضع بدلًا من تعريض بيروت وأهلها للخطر الاسرائيلي الذي لا يقيم وزنًا لأي اعتبار، بعد ان اغتال نصر الله وصفي الدين وكبار القادة من دون أن يردعه رادع.

“حزب الله” بمفهومه القديم انتهى، لكن من يقنع جمهوره بذلك؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us