“بروفة” طريق المطار الفاشلة: “الحزب” مرتبك ولن يعوّض ارتباكه تشييع نصر الله وتقديس المناسبة


خاص 19 شباط, 2025

ليس مستبعدًا أن يلجأ “الحزب” إلى خلق حالة من الفوضى في محاولة للهروب من أزماته، إذ ظهر بوضوح أنّ “الحزب” يحاول الهروب من أزمته الداخلية إلى أزمات أخرى أكثر تعقيدًا. ولم يكن أمام “الحزب” سوى الرّضوخ لانتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وقبول تشكيل الحكومة اللبنانية وفق توازنات داخلية لم يكن راضيًا عنها بالكامل. كما اضطرّ للموافقة على البيان الوزاري الذي لم يعكُس مواقفه التقليدية.

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

تُظهر الأحداث الأخيرة على طريق المطار في بيروت ارتباكًا واضحًا في صفوف حزب الله. المحاولة الفاشلة لاستعراض القوة لم تُحقِّق هدفها، بل كشفت عن أزمة عميقة يعيشها الحزب على عدّة مستويات، أبرزها الأزمة المالية الخانقة والمراقبة الدوليّة الصارمة التي تمنع وصول الأموال من الخارج. هذا الارتباك لا يمكن تعويضه بتشييع نصر الله أو محاولة تقديس المناسبة، لأنّ الأزمات التي يعانيها الحزب أعمق بكثير من القدرة على تجاوزها بالشعارات أو المظاهر الرّمزية.

يواجه حزب الله أزمة مالية غيْر مسبوقة نتيجة العقوبات الدولية والمراقبة المشدّدة التي تمنع تدفق الأموال إليه. هذه الأزمة لم تعد خافية، بل باتت تؤثر في هيكليته التنظيمية وقدرته على تمويل أنشطته. لم يعد الحزب أيضًا قادرًا على تقديم الدعم المالي والاجتماعي كما كان في السابق، مما خلق حالة من الامتعاض والتململ في بيئته الحاضنة.

سياسيًّا، لم يكن أمام حزب الله سوى الرضوخ لانتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وقبول تشكيل الحكومة اللبنانية وفق توازنات داخلية لم يكن راضيًا عنها بالكامل. كما أنه اضطر للموافقة على البيان الوزاري الذي لم يعكُس مواقفه التقليدية، مما أظهر تراجعًا في قدرته على فرض رؤيته السياسية. إضافة إلى ذلك، يتجاهل الحزب بشكلٍ لافت استمرار الاحتلال الإسرائيلي المُستحدث الذي تسبّبت به حرب الإسناد، وكأنّه يدفن رأسه في الرّمال أمام حقيقة أن شعاره القديم بالمقاومة لم يعد يحمل الزّخم ذاته.

في مقابلة أجرتها قناة “الميادين” مع وفيق صفا، المسؤول الأمني في الحزب، ظهر بوضوح أنّ الحزب يحاول الهروب من أزمته الداخلية إلى أزمات أخرى أكثر تعقيدًا. تصريحات صفا لم تحمل أي رؤية استراتيجية واضحة، بل عكست تخبّطًا في الموقف السياسي ومحاولة للتهرب من الواقع، والتشبّث بسرديّات ماضوية أسقطتها نتائج الحرب.

ليس مستبعدًا أن يلجأ حزب الله إلى خلق حالة من الفوضى في محاولة للهروب من أزماته. ولكنّ هذه المحاولة، إذا ما حدثت، لن تكون مجدية، بل ستعمّق الأزمة وتزيد من العُزلة السياسية والشعبية التي يعاني منها.

الحزب اليوم في موقف لا يُحسد عليه، وارتباكه أصبح واضحًا للجميع، لكنه عاجز عن أن يحدث أي تغيير كأنه بات شجرة يابسة، تفتقد إلى الليونة، فإذا ما التوَت انكسرت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us