هدوء حذر جنوبًا وسط تصعيد إسرائيلي واستهداف معابر التهريب شمالًا

بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، باستثناء النقاط الخمس الحدودية المتنازع عليها، يشهد الجنوب اللبناني حالةً من الهدوء الحذر على وقع الدمار الذي خلّفته المعارك، فيما تواصل المسيّرات الإسرائيلية التحليق في الأجواء. وبينما تبدو المنطقة وكأنها تلتقط أنفاسها بعد شهور من التصعيد، تبقى التوتّرات قائمة، خاصةً مع إصرار إسرائيل على استهداف أي مواقع تشتبه في أنها تستخدم لتهريب أو تخزين الأسلحة من قبل حزب الله.
في السّياق، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة أنّه قصف معابر غير شرعية بين سوريا ولبنان يستخدمها حزب الله، في ضربات جوية أوقعت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان عددًا من الجرحى وأضرارًا مادية جسيمة.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، إنّ طائرات حربية إسرائيلية “أغارت على محاور نقل على الحدود السورية – اللبنانية” يستخدمها حزب الله في محاولة “لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان”.
وأضاف أنّ “هذه المحاولات تشكّل خرقًا فاضحًا لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”، مؤكّدا أنّ الجيش “سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديد على دولة إسرائيل وسيمنع أي محاولة تموضع لحزب الله”.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ “قصفًا إسرائيليًا استهدف المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان في وادي خالد وريف حمص الغربي” وأوقع عددًا من الجرحى.
وأضاف أنّ “طائرات إسرائيلية شنّت غارات على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، واستهدفت الغارات جسر معبر الواويات” في بلدة وادي خالد شمالي لبنان مما أدّى إلى “خروجه عن الخدمة”.
وأشار الى أنّ “الاستهداف جاء بعد رصد رتل سيارات للتهريب من سوريا باتجاه لبنان” وقد “أدى لسقوط جرحى” لم يحدّد عددهم.
هدوء حذر في الجنوب
في سياق متصل، سيطر الهدوء أمس على مناطق الجنوب وتمكّنت الفرق المختصة في الدفاع المدني من انتشال أشلاء شهيد في بلدة الخيام ونُقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيدًا لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته.
فيما حافظ الجيش الاسرائيلي وعلى الرَّغم من مرور ثلاثة ايام على انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب، على بعض النقاط داخل بعض القرى او عند اطرافها مثل أطراف حولا والعديسة وكفركلا وعيترون والخيام وميس الجبل ومارون الراس ويارون وغيرها في القطاع الغربي وقطع الطرقات بين بعض هذه القرى، ما حال دون تمكن الاهالي من الوصول الى املاكهم وارزاقهم ودون تمركز الجيش اللبناني في بعض المناطق.