منغوليا تحتفي بالثقافة البدوية: حليب فرس وغزلان رنة وخيام في درجة حرارة 40 تحت الصفر

منوعات 22 شباط, 2025

في أولان باتور، أبرد عاصمة في العالم، يجذب مهرجان فريد من نوعه للثقافة البدوية منغوليي المناطق الحضرية الذين لا يترددون في تحدي درجات الحرارة المتدنية جدا من أجل إعادة اكتشاف تقاليدهم.

ويهدف هذا الحدث الذي يقام للمرة الأولى ويستمر سبعة أيام في حديقة عامة كبيرة، إلى تعزيز السياحة خلال أشهر الشتاء القاسية التي يمكن أن تنخفض درجات الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر في بعض مناطق منغوليا.

ومع أن أولان باتور تشهد هذا الأسبوع معدلات حرارة أكثر اعتدالا، تصل أدناها إلى نحو 20 درجة تحت الصفر، تعصف الرياح العاتية بالمنحوتات الجليدية التي يصل ارتفاعها إلى متر، بينما يتجمع الزوار في خيام تمثّل مختلف مقاطعات منغوليا.

وقالت دارخان التانتسيتسيغ المقيمة في أولان باتور لوكالة فرانس برس “لم يفاجئني شيء تماما … ولكن من الجميل فحسب إعادة اكتشاف معرفتنا بثقافتنا التقليدية وإنعاشها”.

واضافت “إنها طريقة رائعة لتذكيرنا بمدى ثراء ثقافتنا”.

خارج الخيام، تتجول الجمال وغزلان الرنّة، فيما يتبارى الأطفال في ضروب الانزلاق من أعلى الزحلوقات الجليدية أو يتفننون في التزحلق بواسطة زلاجات مبطنة بالفراء على المساحات المجمّدة.

ويستعرض الرماة مهاراتهم، فيما يتنافس الصقّارون على الاصطياد بواسطة النسور.

موسيقى وأغنام

في مكان قريب، تجمهَرَ عدد من الأشخاص حول لعبة الشاغاي التي تقضي بأن يرمي اللاعبون قرصا لمحاولة إصابة عظام صغيرة موضوعة على سطح متجمد.

ولا تَحول سماكة جدران الخيام دون تسرّب دندنة الآلات الموسيقية منها.

وفي إحداها، راحت فرقة تضمّ ثلاثة من المنغول ذوي العرق الكازاخي أتوا من مقاطعة بايان أولغي الواقعة في أقصى الغرب، تؤدي مجموعة أغنيات، فيما كان الشاي بالحليب يُقدّم إلى الزوار.

وقال الموسيقي بادين هواتبيك “عندما يدخل سكان أولان باتور إلى خيمتنا، ينبهرون بفخامتها ومدى اختلافها عن معظم الخيم المنغولية الأخرى”، مشيرا خصوصا إلى غياب الأعمدة المركزية في هذا المسكن المزخرف بطريقة راقية.

وتفاجأ هو نفسه عندما وصل إلى العاصمة.

وقال “لقد أذهلني مدى النمو الذي شهدته المدينة، منذ أن جئت إليها للمرة الأخيرة قبل ثلاث أو أربع سنوات”.

ومع اقتراب رأس السنة القمرية الجديدة في الأول من آذار/مارس، أعدّت خيام كثيرة مآدب، تصدّرت الأغنام المشوية طاولاتها، وبرزت عليها أكوام من البسكويت.

حليب الفَرَس

وانصرفت امرأتان كبيرتان في السن اعتمرتا قبعتين حمراوين وارتدتا فستانين مطرزة بألوان زاهية، إلى توزيع الأيراج (حليب الفرس المخمّر) قبل الشروع في تأدية رقصة تقليدية من غرب منغوليا.

وعلى مقربة منهما، كان عازف إيقاع يستخدم عظام أغنام في العزف الإيقاعي، بينما كان فنان متخصص في الغناء الحنجري الذي تتسم به منغوليا، يمتدح الطبيعة بصوته.

وارتدى العديد من سكان أولان باتور أيضا الملابس التقليدية المزينة بالفراء والحرير للسير على المسارات الزلقة في الحديقة العامة.

وبحسب البنك الدولي، لا يزال ربع سكان منغوليا البالغ عددهم 3,4 ملايين يعيشون حياة بدوية، لكنّ مئات الآلاف انتقلوا إلى أولان باتور خلال العقدين الأخيرين.

وأوضح الخبير الاقتصادي المتخصص في الزراعة بيامباسور لوكالة فرانس برس أن مهنته تتطلب منه في كثير من الأحيان العمل في المناطق الريفية.

لكنّ بيامباسور البالغ 50 عاما الذي حضر مع ابنتيه قال “طفلتايَ ولدتا ونشأتا في أولان باتور، لذا فهما لا تعرفان تقاليدنا وثقافتنا جيدا”.

وأضاف “إنها فرصة جيدة لهما لكي تتعلّما. أنا سعيد لأنني أحضرتهما”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us