سوريا ما بعد الأسد: شروط المرحلة الانتقالية ومصير غامض للقواعد الروسية
تشهد سوريا تحوّلات جذرية مع وصول أحمد الشّرع إلى منصب رئاسة الجمهورية السورية خلال المرحلة الانتقالية، ما طرح شروطًا رئيسيّة ترتبط بالإبقاء على القواعد الرّوسية في البلاد، وتتمحور حول مستقبل بشار الأسد والدعم المالي وإعادة الأموال السورية المهرّبة.
ووفقًا لتقارير إعلامية، قدّمت الإدارة الانتقالية ثلاثة مطالب رئيسيّة لموسكو:
– تعويض مالي بمليارات الدولارات لدعم الاقتصاد السوري المنهار.
– تحديد مصير بشار الأسد الموجود في روسيا، وسط مطالبات بإعادته إلى سوريا.
– إعادة الأموال السورية المهرّبة التي يُعتقد أنها وُضعت في حسابات روسية خلال سنوات الحرب.
وعلى الرَّغم من رغبة الشّرع في إعادة التفاوض بشأن عقود القواعد العسكرية، فإنه لا يطالب برحيل روسيا بالكامل، بل يسعى للحصول على ضمانات اقتصادية وديبلوماسية.
وتسعى سوريا لإلغاء ديونها المستحقّة لموسكو، والتي تُقدّر ما بين 20 و23 مليار دولار، وسط تقديرات أممية بأنّ إعادة الإعمار ستكلف نحو 400 مليار دولار.
لكنّ روسيا ترفض تحمّل المسؤولية وتكتفي بعرض مساعدات إنسانية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن وِفقًا لمصادر أممية.
أما الرئيس المخلوع بشار الأسد، فتؤكّد موسكو أنها لن تسلّمه لأي جهة.
دستور جديد
في سياق آخر، كلّف الشرع لجنة من 7 أعضاء لصياغة مسوّدة الإعلان الدستوري، تمهيدًا لوضع دستور جديد يُنهي حقبة الحكم المطلق الذي ميّز عهد الأسد.
وأبرز ملامح التغييرات الدستورية المحتملة:
– إلغاء النظام الرئاسي المطلق لصالح نظام أكثر توازنًا بين السلطات.
– فصل الجيش عن السياسة لمنع استغلاله في النزاعات الداخلية.
– ضمان الحريات السياسية وحقوق الإنسان، خاصةً بعد الانتهاكات التي وثّقتها المنظمات الحقوقية.
– إعادة توزيع الصلاحيات بين المركز والأطراف، لمنع تكرار تهميش بعض المناطق كما حدث سابقًا.
لكنْ يبقى التحدي الأكبر في مدى قبول الفصائل والقوى الإقليمية والدولية بهذا الدستور، خاصة في ظلّ النفوذ الروسي والإيراني المستمرّ داخل سوريا.
7 مواقع لمقابر جماعية
في المقابل، تتكشّف جرائم آل الأسد تباعًا، إذ كشف تقرير لمنظمة “المركز السوري للعدالة والمساءلة” عن سبعة مواقع لمقابر جماعية على مشارف دمشق، يُعتقد أنها تحوي ضحايا التعذيب والإعدامات التي جرت خلال حكم الأسد.
وتشير صور الأقمار الصناعية إلى وجود خنادق طويلة في مطار المزّة العسكري ومقبرة نجها، مما يعزّز الشهادات حول الفظائع التي ارتُكبت في المعتقلات السورية.
