الرئيس عون في السعودية.. “لبنان كما يجب أن يكون” والعين على الزيارة الثانية!

بعد زيارة لفتت الأنظار وأعادت البوصلة إلى العلاقة اللبنانية – السعودية، غادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الرياض المملكة العربية السعودية صباحاً متوجها الى القاهرة ف يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي تعقد اليوم لبحث القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس عون أجرى ليلًا محادثات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
وعند مغادرة الطائرة التي تقل الرئيس عون الاجواء السعودية، وجّه رئيس الجمهورية الى ولي العهد السعودي برقية، جاء فيها:
“صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، يطيب لي وانا اغادر اجواء المملكة العربية السعودية الشقيقة ان اشكر لكم الحفاوة التي لقيتها والوفد المرافق خلال زيارتي للرياض، والتي تعكس عمق ما يربط لبنان بالمملكة من علاقات اخوية متجذرة عبر التاريخ. لقد ارست محادثاتنا الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدينا الشقيقين توافقنا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة .
اني اذ اجدد شكري اتمنى ان تنقلوا إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عميق تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه لبنان وشعبه، متطلعاً إلى لقاء قريب مع سموكم لاستكمال البحث في المواضيع التي أثرناها خلال محادثاتنا “.
وشكلت زيارة الرئيس عون إلى السعودية محطة أساسية في مسار تعزيز علاقات لبنان العربية ودعمه في مختلف المجالات، نظراً للدور البارز الذي يمكن أن تضطلع به المملكة في حشد الدعم للبنان.
ويرى مراقبون أن تزامن هذه الزيارة مع التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط ولبنان يستوجب التنسيق والتشاور بين البلدين لتعزيز الأمن والاستقرار، بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني في الازدهار.
وأشاد المراقبون بتطابق رؤية الرئيس عون لتمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها مع رؤية المملكة التي تقوم على دعم استقرار الدول كمتطلب أساسي للتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك.
في المقابل أشارت مصادر “الشرق الأوسط”، إلى أنّ الزيارة تُمهِّد لانطلاقة جديدة في العلاقات السعودية – اللبنانية، وتطويرها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيز أواصر الأخوة التي تجمعهما قيادة وشعباً، وتطوير التعاون في مختلف المجالات عبر اتفاقيات جديدة يتوقع إبرامها خلال الفترة المقبلة.
وأشارت المصادر إلى الدور التاريخي للسعودية في دعم أمن واستقرار لبنان، ومساندته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن ذلك مساهمتها الفاعلة في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاماً، ومواقفها الدائمة مع الشعب اللبناني، ومساعدته إنسانياً وإغاثياً.
ورأى مراقبون في حديث لـ”الشرق الأوسط” أن تزامُن الزيارة مع التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط عموماً، ولبنان على وجه الخصوص، يستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين البلدين لتعزيز أمن وازدهار المنطقة، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والرخاء، منوهين بتطابق مساعي الرئيس عون لتمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها وممارسة صلاحياتها الكاملة مع رؤية السعودية للمنطقة التي تقوم على دعم استقرار الدول كمتطلب لانطلاق التعاون الاقتصادي والاستثماري والعمل المشترك.
في السياقـ أفادت مصادر مطلعة بأن الزيارة الثانية المرتقبة للرئيس عون قد تشكل خريطة طريق للعلاقات اللبنانية-السعودية، وتضع الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين البلدين.
من جهته، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تفاؤله بإمكانية تحريك المساعدات السعودية لدعم الاقتصاد اللبناني، خصوصاً في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية محتملة. وأكد أن المملكة لطالما كانت داعمة للبنان، معرباً عن أمله في أن تنجح الحكومة في بناء علاقات مباشرة مع الرياض عبر المؤسسات الرسمية، بما ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي.
وكان الرئيس عون قد عبّر في تصريحات عقب وصوله إلى العاصمة السعودية الرياض: عن تقديره للدور الذي تلعبه السعودية في دعم استقرار لبنان وسلامته.
وقال “نقدر الدور الذي تلعبه السعودية في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه”.
وأضاف: “زيارتي فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية”.
وتابع: “أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.
ونوّه الرئيس عون في مقابلة كان قد أجراها مع صحيفة “الشرق الأوسط” قبل الزيارة، بـ”العلاقة القديمة” بين البلدين.
وقال: “آمل وأنتظر من السعودية وخصوصا ولي العهد.. أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان”.
وأوضح عون أن الزيارة ستشكل مناسبة لشكر السعودية على دورها في إنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر لعامين، لم يتمكن خلاله حزب الله أو خصومه من فرض مرشحهم لعدم تمتع أي منهما بأكثرية تخوله فرض مرشحه.
وأتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة، وفق محللين، بانتخاب عون رئيسا.
مواضيع ذات صلة :
![]() بالفيديو: تفاصيل لقاء الرئيس عون وأورتاغوس | ![]() العلاقات اللبنانية السورية تسلك مساراً جديداً يحظى بإهتمام عربي ودولي.. وسلام إلى سوريا قريباً | ![]() الرئيس عون استقبل النائب جعجع ووزراء سابقين |