القمة العربية تعتمد الخطة المصرية لإعمار غزة… الرئيس عون: “اليوم يعود لبنان إليكم وهو ينتظر عودتكم إليه غدًا”

عُقدت، اليوم الثلاثاء، القمّة الطارئة لجامعة الدول العربية بطلبٍ من دولة فلسطين، من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، خاصّة التوافق العربي على خطة إعادة الإعمار في قطاع غزّة.
وشارَكَت معظم الدول العربية والمنظمات الدولية في القمة غير العادية مؤكدين بذلك أهمية الوحدة العربية لمعالجة مختلف القضايا.
كلمة الرئيس عون
ولعل أكثر ما يلفت اليوم في هذا المشهد العربي هو عودة لبنان إليه بعد غياب طويل، ممثّلًا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي خاطب الحاضرين بمستوى ليس ببعيد عن خطاب قسَمه، إذْ لم يُغفل الرئيس عون أي تفصيل يخص القضية اللبنانية أولًا والقضية الفلسطينية ثانيًا.
فقد أكد رئيس الجمهورية اللبنانية “أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى قوة المنطق والموقف وأنّ “لبنان تعلّم ألّا يكون مستباحًا من الخارج، حتى لو كان هذا الخارج صديقًا أو شقيقًا”.
وقال: “تعلّم لبنان أن يكون وطن لقاء لا ساحة صراع من أجل صنع فرح الحياة. وها هو لبنان يعود إليكم من جديد”.
وتابع: “علّمني لبنانُ أنّ فلسطينَ قضيةُ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي. علّمني لبنان أولًا بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة. أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنيًّا ورساليًّا إلى الاثنين. ها هو الآن، يعودُ ثانيًا إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر. ليعودَ معكم ثالثًا إلى الشرعيةِ الدولية الأممية التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة”.
البحرين ترحب بالحضور اللبناني
بدوره رحّب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالرئيس السوري أحمد الشّرع والرئيس اللبناني جوزاف عون.
وأكّد أن “للشعب الفلسطيني الحق بتقرير مصيره، ونرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين”.
وأضاف: “نشيد بالخطة المصرية المطروحة بشأن غزة وندعو لدعمها”.
وأكد آل خليفة أنّ المبادرة العربية للسلام، وجميع القرارات الدولية التاريخية والخطط العربية اللاحقة، إلى جانب ما سيصدر عن هذا الاجتماع من قرارات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
تشديد على الحفاظ على سيادة لبنان
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى “تنفيذ كامل لوقف إطلاق النار بغزة”، معتبراً أن “مسؤولية إنهاء حرب غزّة تقع على عاتق العالم”.
وقال غوتيريش: “يجب إطلاق سراح كلّ الرهائن من دون شروط، ويجب استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة”.
وأضاف: “يجب أن تبقى غزّة جزءًا من الدولة الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تستجيب للقانون الدولي”.
وأعلن “أننا مستعدون لدعم الخطة العربية بشأن إعمار قطاع غزة”.
كما شدد غوتيريش على ضرورة “الحفاظ على سيادة الأراضي السورية واللبنانية”.
اعتماد المشروع
وفي ختام القمة العربية الطارئة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعتماد المشروع المصري لإعادة إعمار قطاع غزة.
وتتضمن أبرز بنود الخطة المصرية كما وردت في مسوّدة البيان الختامي للقمة الآتي:
– تعمل لجنة إدارية على إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر تحت مظلّة الحكومة الفلسطينية، على أن تكون مستقلّة وتتألف من شخصيات تكنوقراط، تمهيدًا لتسلمها إدارة القطاع بالكامل بقرار فلسطيني.
– تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في غزة، مع دراسة نشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية والقطاع.
– التوصل إلى هدنة متوسطة المدى تمهّد لإجراءات بناء الثقة ووقف جميع الإجراءات الأحادية، مع التأكيد على حلّ الدولتيْن كجزء من الحل السياسي.
– إزالة الأنقاض في قطاع غزّة وبناء 20 منطقة إسكان موقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية، ضمن خطة إعمار تستغرق 3 سنوات.
– إجراء انتخابات فلسطينية خلال عام إذا توفّرت الظروف المناسبة، مع التأكيد على أن غزّة جزء لا يتجزَّأ من الأراضي الفلسطينية.
– توحيد الموقف العربي ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات قانونية ودولية لحماية حقوقهم ومنع أي خروقات لوقف إطلاق النار.
البيان الختامي
وفي ختام القمة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن “القمة اعتمدت خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزّة وفق مراحل محددة”.
وأضاف أبو الغيط أنّ الخطة “ترسم أيضا مسارًا لسياق أمني وسياسي جديد في غزّة”، وتحافظ على الاتصال بين الضفة الغربية والقطاع، مشيرًا إلى أن هدف القمة كان تأكيد الرّفض العربي لتهجير الفلسطينيين.
وأكد البيان الختامي أنّ السلام هو خيار العرب الاستراتيجي القائم على رؤية الدولتيْن، مثلما أكّد أولوية استكمال وقف إطلاق النار في غزّة الذي يتعرض لتحدٍ كبير.
وأضاف أن هناط تنسيقًا في إطار اللجنة العربية الإسلامية لشرح الخطة المصرية التي تبنّتها القمة لإعادة إعمار قطاع غزة، للمجتمع الدولي.
ودعا البيان مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية وقطاع غزّة.
مواضيع ذات صلة :
![]() لقاء بين الرئيسين عون وبري في قصر بعبدا | ![]() الثنائي يحاول عرقلة انطلاقة عون | ![]() أولى زيارات الرئيس عون الخارجية… ناجحة لأبعد حدود والنتائج تتظهّر قريبًا |