تسونامي “كورونا” تحرق الهند
نشرت “صوفي لاندرين” على موقع “Le Monde” الإلكتروني مقالاً مرفق بالصور تحت عنوان: “الهند في جحيم كوفيد-19”
أدَّى التفشي المفاجئ لوباء كوفيد-19 لاستخدام محارق جماعية لجثث الضحايا المتراكمة في مشارح المستشفيات المتخمة. حيث تضطر العائلات للوقوف في طوابير، والانتظار لساعات طويلة كي يؤدوا طقوس وداع أحبائهم أو أحد أفراد أسرتهم الذين قَضوا بسبب فيروس “كورونا”.
دخان محارق الجثث في المدينة الأكثر تلوثًا في الهند الذي يتراكم بفضائها المكتظ، كفيل بإعلان “الهند” بلداً منكوباً. الموتى يتدفقون إلى العاصمة “نيودلهي” من شتَّى أنحاء البلد. مما دفع وسائل الإعلام الوطنية للإعلان بشكل عاجل أن أرقام الوفيات الرسمية لا تتطابق مع نشاط حرق الجثث. والمنشآت ليس لديها مساحة كافية لاستيعاب الجثث المحترقة في الشوارع والحدائق الخاصة والعامة، الخشب مفقود والمدافن تحفر القبور.
“الهند” ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان (1.4 مليار نسمة) دمَّرتها الموجة الثانية من وباء كوفيد-19، الذي يقضي على جميع الطبقات الاجتماعية دون التمييز بين غني وفقير. حيث تمَّ إحصاء ما يقارب من 353000 حالة جديدة يوم الأحد 25 نيسان، وأكثر من 2800 حالة وفاة ومليوني إصابة في أسبوع واحد. مما أدى لانفجار نظام الرعاية الصحية حرفياً، فالمستشفيات تفتقر إلى كل شيء، من أسِرَّة العناية المركَّزة والأكسجين والأدوية. الممرات غصَّت بالنقَّالات. أما عائلات المصابين فيتوسَّلون دون جدوى للحصول على الأكسجين. والنتيجة هي موت المصابين وهم في طريقهم للبحث عن مركز صحِّي أو على أبواب المستشفيات.
لم تعد المعركة ضد فيروس، بل سباق مع الموت الذي يعمَّ البلد الذي أكد خطأً أنه هزم الوباء، وذلك حين بلغ عدد الإصابات اليومية في نهاية شهر كانون الثاني بالكاد 9000 إصابة. لكن في أوائل شباط ومع عودة الربيع ساد جو من التفلُّت والتسيُّب، حيث خلع العمال أقنعتهم ، وغزت العائلات المنتزهات ، وتوافد الأصدقاء على حفلات الزفاف ، وامتلأت الطائرات. فلم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع بين آذار ونيسان حتى اجتاحت موجة تسونامي وبائية البلاد.
مواضيع ذات صلة :
الهند: تسجيل حالة إصابة بجدري القردة لدى مسافر قادم من دولة تشهد تفشيا | حالة غامضة..طفل يبكي دمًا! | “مشاهد تاريخية”.. الفيضانات تغرق العديد من الدول وسط تهديد الأمن الغذائي! |