مطالب بتحديد جدول زمنيّ لـ “نزع السلاح”.. ولبنان يؤكّد: لا محادثات بشأن “التطبيع”

على الرغم من أنّ جوّ التعيينات الأمنيّة والعسكريّة طغى على مداولات مجلس الوزراء الذي عقد أمس في قصر بعبدا، غير أنّ التطورات على الساحة الجنوبيّة، لا سيما بعد ما أثير عن موضوع “التطبيع” والمفاوضات غير المباشرة الجارية بين لبنان وإسرائيل، حضرت على الطاولة. إضافة إلى موضوع نزع السلاح.
فقد مرّت الجلسة في هدوء، ولكن قبل رفعها وبعد الانتهاء من مناقشة جدول الأعمال وكما تمّ الاتفاق عليه بأن تُترك مساحة في نهاية الجلسات للنقاش السياسي، علمت “الجمهورية” أنّ وزراء “القوات” أثاروا موضوع نزع السلاح وطلبوا أن تحدّد الحكومة مدة زمنية لتنفيذ القرار 1559 الوارد في القرار 1701 والذي يتحدث عن نزع السلاح جنوب الليطاني وشماله، في تعليق مباشر على الكلام الأخير لنائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري الذي أوضح موقفه خلال الجلسة في هذا الصدد، وردًا على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفض الحديث عن نزع السلاح، وطلب الوزراء موقفًا واضحًا من الحكومة، مع تحديد مدة 6 أشهر مثلًا.
وقد أشارت مصادر “نداء الوطن”، في هذا السياق، أنّه ومن خارج جدول الأعمال، طالب وزراء “القوات” الحكومة بتوضيح موقفها لجهة الالتزام بالبيان الوزاري والبند المتعلق بنزع السلاح وتطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة، وتحديد جدول زمني لتنفيذ نزع السلاح، وعدم الاكتفاء بالتصاريح الإعلامية والتأكيد على جدية الالتزام بالبيان الوزاري. فتلقف الرئيس نواف سلام طرح “القوات” وبادله بإيجابية من دون أن يعترض، ليرد رئيس الجمهورية بعبارة “كل شي بوقتو”.
غير أنّ مجلس الوزراء لم يتناول ما يُثار على لسان المسؤولين في إسرائيل حول التطبيع مع لبنان. لكن مصدرًا حكوميًا أكّد لـ”الجمهورية” أنّ موقف لبنان الرسمي هو حصر المفاوضات بالمستوى العسكري ولا تُرفع إلى المستوى السياسي.
في هذا الإطار أيضًا، علمت “نداء الوطن” من مصادر أن الموفدين الأميركيين إلى لبنان لم يطرحوا في لقاءاتهم مع المسؤولين مسألة التطبيع لحل المشاكل بين لبنان وإسرائيل.
أضافت المصادر أن الآلية المعتمدة من اللجان ستكون شبيهة بالمعايير التي اعتمدت سابقًا في الترسيم البحري، وقد تتم الاستعانة بخبراء اختصاصيين إلى جانب أعضاء اللجان.
ولفتت المصادر إلى أن مسار التطبيع مع إسرائيل يتعلق بلبنان أولًا، وضرورة انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني وبالسقف العربي الذي حددته المملكة العربية السعودية وأكده الرئيس عون في كلمته خلال القمة العربية (لا سلام من دون تحرير آخر شبر من الأرض اللبنانية المعترف بها، ولا سلام من دون قيام دولة فلسطينية).
إسرائيل: التطبيع بعيد المنال
وعلى صعيد التطبيع، نقلت القناة 12 الاسرائيية عن مصدر سياسي إسرائيلي أن للبنان مطالب بخصوص الحدود، ولنا أيضًا مطالب وستناقش الأمور.
ونقلت “اللواء” عن مصدر رسمي لبناني، أنّ لبنان يرفض محاولة إسرائيل مقايضة تحديد الحدود البرية والانسحاب من لبنان باتقاف تطبيع.
وأكدت مصادر وزارة الخارجية لـ “اللواء” أن الوزير رجي لا يجامل ولا يناور في تأكيده أن لبنان لم يتبلغ أي أمر له علاقة باحتمالات التطبيع، وكل ما يطرحه هو تطبيق آلية وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وانسحاب الجيش الإسرائيلي واستعادة المعتقلين.
وكان اللافت ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر مطلع على المفاوضات الحدودية، تأكيده أنّه “لا توجد أي محادثات بشأن التطبيع بين لبنان وإسرائيل، وأن الحديث عن التطبيع يُعَدّ أمرًا بعيد المنال”، مشيرًا إلى أنّ هذا الكلام يمكن أن تضر بالمحادثات الحالية، التي تركز على ترسيم الحدود.
نتنياهو يُهدّد
وقالت صحيفة “هآرتس” نقلًا عن مصدر إسرائيلي: نحن بعيدون كل البعد عن التطبيع مع لبنان، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال: لن نتنازل عن السيطرة على 5 مواقع في الأراضي اللبنانية، مؤكّدًا أنّ السياسة الهجومية لا تقتصر على سوريا، بل تمتد إلى لبنان أيضًا.
وردّ نتنياهو على زعيم المعارضة يائير لابيد، قائلًا إن المسيّرة التي حلقت فوق منصة الغاز جعلتك تتنازل عن مساحة من أراضينا للبنان. فلا تُلقِ علي المواعظ وسنواصل الحفاظ على أمن إسرائيل.
مواضيع ذات صلة :
![]() “مقترح ويتكوف”… نسخة منقحة لهدنة غزة تفضي بتمديد “وقف النار” | ![]() حماس تحذر: خروقات إسرائيل ستعيد الأمور إلى نقطة الصفر | ![]() “مفاوضات غير مباشرة” مع إسرائيل.. ولبنان يتمسك بالسيادة! |