خطوات حاسمة نحو حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز سيادة لبنان!

في ظل التوترات السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان، برزت زيارة الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس، كحدث مفصلي في مسار إعادة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني. حيث جددت تأكيدات الولايات المتحدة على ضرورة تطبيق القرار 1701، مع التركيز على حصريّة السلاح بيد الدولة اللبنانية، ما شكل فرصة جديدة لدفع لبنان نحو الالتزام الكامل بسيادة الدولة على أراضيها.
وفي التفاصيل، تقول مصادر رئاسية لـ”الشرق الأوسط”، تبادل النيات الحسنة لإيجاد الحلول للنقاط العالقة أمام عودة الاستقرار إلى الجنوب لتطبيق القرار 1701 بتعهد لبناني بحصر السلاح في يد “الشرعية” وسحبه من “حزب الله” كممر إلزامي لبسط سلطة الدولة على أراضيها.
وقالت المصادر الرئاسية إن أورتاغوس تحدّثت مع الرؤساء الثلاثة بلغة هادئة كانت نقيضاً للتعابير التهديدية التي استخدمتها في لقاءاتها في زيارتها الأولى لبيروت، من دون أن تُسقط إصرارها على حصر السلاح بيد الدولة. وكشفت عن أنها تبلغت منهم أنْ لا جدال في حصريته، الأمر الذي لم يعد قابلاً للنقاش وبات محسوماً، ويبقى التوقيت لسحب السلاح غير الشرعي، وهذا ما تأخذه الدولة على عاتقها بتواصلها مع “حزب الله” للتوصل إلى وضع برنامج لاستيعابه.
ونفت أن تكون قد حددت مهلة زمنية لسحب سلاح “حزب الله” خلال أسابيع معدودة، خصوصاً في ضوء تأكيد الرئيس عون أن مسألة سحب السلاح غير الشرعي محسومة؛ انسجاماً مع ما تعهّد به في خطاب القسم باحتكار الدولة للسلاح، والذي تبنّته حكومة سلام في بيانها الوزاري بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، والتزامها بما نص عليه اتفاق الطائف ببسط سلطة الدولة على أراضيها.
وفي لقاءاتها مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، كانت أورتاغوس حاسمة لجهة ضرورة وضع جدول زمني لبدء تسليم “حزب الله” سلاحه، وحاولت أورتاغوس الإيحاء بأن هذا الموقف ليس موقف الولايات المتحدة الأميركية فقط بل هو موقف الغرب وبعض الدول العربية. كذلك لوحظ أنها أجرت لقاءات منفردة مع الثلاثة قبل اللقاءات الموسعة، ما يعني أنها فضلت “التشدّد السري”.
كما تحدثت معلومات “نداء الوطن” عن أن أورتاغوس كانت صارمة جداً في موضوع إطلاق الصواريخ سواء من شمال الليطاني أم من جنوبه، بمعنى أن لا تساهل أو تهاون بعد اليوم إذا ما تمّ إطلاق أي صاروخ.
ويرى مصدر دبلوماسي أن الموفدة الأميركية، من خلال لقاءاتها، أكدت أن التباطؤ غير مسموح وأن التأخر في الإيفاء بالالتزامات ليس لمصلحة لبنان على الإطلاق، وأكد أنها قالت لكل من التقتهم إن “هناك نافذة فُتِحَت لكنها لن تدوم إلى الأبد”.
ومع ذلك، نقلت تقارير أعلامية خليجية مساء أمس عقب نهاية زيارة أورتاغوس، أن الموفدة الأميركية أبلغت القادة اللبنانيين استحالة بقاء الوضع على حاله في ظل وجود سلاح “حزب الله” وأنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين، ولكنها لم تحدد مهلا ولا مواعيد من أجل تسليم سلاح “حزب الله”.
وأفادت المعلومات المستقاة من الجانب اللبناني لـ”النهار” بأن الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام خرجوا بمجموعة من “الانطباعات الايجابية” بعدما تسلّحوا بالتزام لبنان وقف إطلاق النار واستكمال بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية تدريجاً، وقد حضر سلاح “حزب الله” على الطاولة مع تشديد أورتاغوس على قيام الجيش اللبناني بمهمات أكبر في الجنوب وعلى طول الحدود مع سوريا من البقاع الى الشمال.