أورتاغوس سمعت حقيقة الواقع اللبناني: قرار تسليم سلاح “الحزب” يأتي من إيران!


خاص 8 نيسان, 2025

التأخير في الإيفاء بالالتزامات لن يكون في مصلحة لبنان، وليس هناك أيّ وقت والانتظار الأميركي لن يدوم طويلًا، خصوصًا أنّ لبنان يضيّع الفرص التي تعطى له، وهنا أتى تذكير متكرّر من الجانب اللبناني، بضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من النّقاط الخمس التي تحتلّها في الجنوب، ووقف الاعتداءات والخروقات اليوميّة، والتزام إسرائيل بكل ما جاء في اتفاقية الهدنة.

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

بدا لافتًا التغيير المفاجئ في لهجة نائبة الموفد الأميركي الخاصّ للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي انقلبت إلى الهدوء وابتعدت عن كل ما كان منتظرًا من تهديدات، في صورةٍ مغايرةٍ جدًا لأنها استعانت بالديبلوماسية هذه المرّة.

وشكّلت أورتاغوس محورًا واسعًا للجدل بعدما فاجأت الجميع بابتسامتها العريضة، كما كان يفعل سلفها آموس هوكستين، وكأنّها أرادت تطبيق طريقته، إذْ كان يوصل الرسائل التي يريدها بهدوءٍ وثقةٍ كبيرةٍ، وهكذا كان. وقامت المسؤولة الأميركية باستطلاع مواقف رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة من المطالب الأميركية، وكتابتها ضمن تقارير لرفعها إلى واشنطن.

حزب الله ينفّذ قرارات إيران وكل أجنداتها!

وفي هذا الإطار، أفيد بأنّ أورتاغوس تلقّت نصيحةً غربيةً قبل زيارتها بيروت، كي تلعب دورًا إيجابيًا بعيدًا عن التعالي والتهديد، فوضعت نفسَها ضمن “لوك” سياسي جديد لن يدوم طويلًا بحسب المعطيات، لأنّ الشرط الأبرز وُضع ضمن خانة سحب سلاح حزب الله بأسرع وقت ممكن، وهذا الشرط قالته بلهجةٍ صارمةٍ جدًا، لأن لا تراجع عنه وهو الحلّ الوحيد لضمان الاستقرار في لبنان، وإلّا ستعود الحرب على نطاق أوسع بكثير.

كما ألمحت إلى ضرورة حلّ هيكلية الحزب التي تشمل عمله العسكري والمالي والاقتصادي، ما سرَّع إعلان الموقف اللبناني بأنّ قرار سحب سلاح الحزب وحلّه يأتي من إيران، وذلك خلال الخلوات التي عقدتها قبل اللقاءات في العلن، ممّا يعني أنّ الكلام جاءها هذه المرّة واضحًا جدًّا، مفاده بأنّ إيران تموّل الحزب بالسلاح والمال وكلّ التبعات، وهذا ليس خفيًا على أحد، بل سبق أن أعلنه الامين العام السّابق لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مما يؤكّد أنّ لبنان لا يمون على الحزب الذي ينفّذ قرارات إيران وكلّ أجنداتها.

لتفاهمٍ أميركي – إيراني على تسليم السلاح

تعليقًا على ذلك، تؤكّد مصادر سياسية مطّلعة على ما يجري لـ”هنا لبنان” أنّ فرض الشروط الأميركية على لبنان لن يصل إلى الهدف، والمطلوب تفاهم أميركي – إيراني لمهمّة تسليم السلاح، لذلك علينا الانتظار شهريْن، أيّ المدّة التي أعطاها الرئيس ترامب لحلّ مشكلة المفاعل النووي الإيراني، لذا لا داعي لهزّ العصا الأميركية في بيروت بل في طهران، لأنّ الحلّ مطلوب من الطرفيْن، وهذا كان الجواب اللبناني الرّسمي الذي سمعته أورتاغوس وفق المعلومات، الأمر الذي بدّد الإيجابية التي تحدّثت عنها أروقة بعبدا وعين التينة والسّراي.

بدورِها، نقلت المسؤولة الأميركية إصرار واشنطن أيضًا على تطبيق القرار 1701 كاملًا، كما كانت لهجتها قاسية في موضوع إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، بمعنى ألّا تساهل على الإطلاق في حال تجدّد إطلاقها. وأشارت إلى أنّ التأخير في الإيفاء بالالتزامات لن يكون في مصلحة لبنان، وليس هناك أيّ وقت والانتظار الأميركي لن يدوم طويلًا، خصوصًا أنّ لبنان يضيّع الفرص التي تعطى له، وهنا أتى تذكير متكرّر من الجانب اللبناني، بضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من النّقاط الخمس التي تحتلّها في الجنوب، ووقف الاعتداءات والخروقات اليوميّة، والتزام إسرائيل بكل ما جاء في اتفاقية الهدنة.

المشهد العسكري يتّضح قريبًا

إلى ذلك، سيتّضح المشهد العسكري قريبًا، أي بعد أن تعرض المسؤولة الأميركية تقريرها الذي وُصف بـ”المبكّل” أمام واشنطن، ويتزامن مع قمّة البيت الأبيض التي تُعقد بين ترامب ونتنياهو، وعندها ستتبلْور الصورة بين سياسية أو عسكرية. وأفيد في هذا الاطار، بأنّ الصورة العسكرية ستكون أخطر هذه المرّة، أمّا الصورة السياسية وهي الأفضل لإيران، على الرَّغم من أنّها ستحمل في طيّاتها إقرارًا بالهزيمة، وتراجعًا عن دورها في الساحة الإقليمية، بالتزامن مع خسائر بالجملة لكلّ أجنحتها العسكرية، بدءًا بحركة حماس وحزب الله والحوثيين، مرورًا بسقوط النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، والضّربة القوية التي تلقّاها حزب الله بقطع الإمدادات العسكرية عنه عبر سوريا، وكلّ هذا ساهم جدًا في خساراته من دون ان يكون لكلّ هذا أي بديل، لأنّ الهزائم تتوالى وتتفاقم، والحلّ الوحيد دخول الرأس الكبير المدبّر أي إيران في المفاوضات، من باب الخسارة التي ستجعلها توافق على الشروط، لأنّ الخاسر لا يفاوض بل يتلقّى وينفّذ…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us